بلومبيرغ :معالم التعاون بين ترامب و بوتن ستتضح قريباً فى ليبيا و الأخير لا يمكن ان يدعم السراج المدعوم من الإسلاميين

دعا تقرير تحليلي أعدته وكالة أنباء “بلومبيرغ” الأميركية كل من ينتظر المعالم الأولى للتعاون بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين أن يستمر في متابعة تطورات الأوضاع القادمة بالمستقبل القريب في ليبيا.
التقرير الذي تابعته وترجمته صحيفة المرصد أكد بأن مشهد التنافس المفتوح بين الإتحاد الأوروبي وروسيا بشأن ليبيا قد يجعل من ترامب بمثابة ” بيضة القبان ” التي ستختار على الأرجح كفة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مبينا في الوقت ذاته بأن أهمية ليبيا الواقعة بشمال إفريقيا تكمن في ثلاثة أسباب أولها لأنه يعد نقطة بداية مسار منطقة وسط البحر المتوسط الذي يتدفق من خلاله عشرات الآلاف من المهاجرين غير الشرعيين نحو دول الإتحاد الأوروبي وثانيها لأنه منتج رئيسي للنفط قد يلعب دورا في التأثير على الأسعار العالمية للذهب الأسود وثالثها لأن الفوضى الموجودة فيه حاليا قد تجعله ملاذا آمنا للإرهاب وفقا لتصنيفات وزارة الخارجية الأميركية.
وأشار التقرير إلى أن مسألة اللاجئين لا تمثل أولوية لبوتين في ليبيا لكونه مهتم أكثر بمسألة إستعادة التأثير الروسي في الجوانب السياسية والإقتصادية وبناء حضور عسكري فيها إن إستطاع ، بعد أن تابع ” ثورات الربيع العربي ” بأسف ليس لأنها أزاحت ” الأنظمة العلمانية المستبدة ” كنظامه فى موسكو فحسب بل لأنها أتت بالإسلاميين عوضا عنها بعد أن عد الرئيس الروسي الحكام الأقوياء حصنا لمواجهة الجهاديين.
وأضاف التقرير بأن – محور دعم بوتين – لما وصفه التقرير بـ ” الإستبدادية العلمانية ” في ليبيا لا يستطيع أن يضم السراج لأن الأخير مدعوم من الإسلاميين وخصوم بوتين في الدول الغربية فيما يعد القائد العام للجيش المشير خليفة حفتر الخيار الأمثل الواجب دعمه من قبل الرئيس الروسي و ذلك على حد وصف التقرير .
وتطرق التقرير إلى تقارير غير مؤكدة تشير إلى أن إلتزام روسيا بحظر توريد السلاح إلى ليبيا بإستثناء حكومة السراج قد يحمل الرئاسة الروسية على البحث عن تقديم دعم عسكري غير رسمي لقوات الجيش بقيادة المشير خليفة حفتر وعبر الجزائر التي تمثل مستورداً رئيسيا للسلاح الروسي منذ فترة طويلة.
وأكد التقرير بأن هذه المعطيات باتت تثير مخاوف الإتحاد الأوروبي لأن إمتداد نفوذ بوتين إلى ليبيا سيجعل من الأولوية الأهم للإتحاد المتمثلة باللاجئين تتعرض للتهديد وسيتسبب ذلك في توسيع نفوذ بوتين بمنطقة الشرق الأوسط خصوصا إذا ما قام المشير خليفة حفتر بالسماح بإقامة قواعد عسكرية روسية في ليبيا.
وأضاف التقرير بأن هذه المعطيات قد تقود إلى مناوشات بين المعسكر الأوروبي ومعسكر ترامب – بوتين لأن الرئيس لديه أسباب قوية لدعم المشير خليفة حفتر على حساب فايز السراج بعد أن عاش الأول في الولايات المتحدة لـ20 عاما إبان نشاطه ضد ” نظام القذافي ” فضلاً عن كون ترامب أكثر إرتيابا من منافسته السابقة في سباق الرئاسة الأميركية هيلاري كلينتون بشأن ليبيا ولا يؤمن شأنه شأن نظيره الروسي بمسألة فرض الديمقراطية في الشرق الأوسط بشكل يسمح بصعود الإسلاممين للسلطة.
و وفقا للتقرير فإن المشير خلفية حفتر وأنصاره يرون في إنتصار ترامب في سباق الإنتخابات الأميركية نصراً لهم لأنه سيكون حليفهم ضد الجهاديين كما لا تمانع موسكو في تجربة فرص التعاون مع ترامب في ليبيا.
ونقل التقرير عن وكالة نوفوستي للأنباء التابعة للحكومة الروسية عمودا للكاتب “أفغدور إيسكان” وهو مستشار سياسي مقرب من اليمين القومي الروسي تم نشره يوم الخميس الماضي زعم فيه بأن مستشار الأمن القومي لإدارة ترامب مايكل فلين لديه خطة بشأن ليبيا من الممكن أن تتضمن تعاونا روسيا يتم تنفيذه عبر المشير خليفة حفتر
وتتضمن الخطة المفترضة بناء مدن مصغرة بدلا عن معسكرات إيواء اللاجئين في ليبيا وفيها من المصانع والمنشآت النفطية لكي توفر لهم فرص العمل والإنتاج.
وعلى الرغم من أن هذا يبدو تفكيراً حكيما فأن الرئاسة الروسية تميل إلى التقارب مع إدارة ترامب بشأن جهود تهدئة ليبيا وإضعاف تنظيم “داعش” وليس مطلوب من الولايات المتحدة القيام بأكثر من غض الطرف عن الدعم الروسي للمشير خليفة حفتر فيما يمثل التفاهم الروسي الأميركي بشأن محاربة الإرهاب في ليبيا بداية صحيحة لتحسين الأوضاع فيها بحسب التقرير.