الجزيرة القطرية :تبث برنامج “أين ذهبت أموال ليبيا المنهوبة” رسالة تهديد لعدد من الدول

بثت قناة الجزيرة القطرية برنامج بعنوان “أين ذهبت أموال ليبيا المنهوبة” ليس دفاعاً وحرصاً على ليبيا, ولكن رسالة وتهديد واضح من قطر لعدد من الدول بعد أن شعرت بأنها ستذبح وستدفع ثمن جرائم تم إرتكابها بموافقة الدول الحليفة لها والتي تخلت عنها في أخر لحظة, وسيكون نظام دولة قطر كبش فداء ولذلك أرسلت رسالة واضحة بأنها ستهدم المعبد على رؤوس الجميع.
لاشك أن الدول المعنية بالرسالة هي أربع دول بريطانيا وفرنسا والامارات والولايات المتحدة الأمريكية, وقد تلقفت بريطانيا الرسالة بسرعة وجاء رد رئيسة حكومتها “تيريزا ماي” واضحاً :تهدئة الأوضاع, والالتزام بالحوار وإعادة وحدة مجلس التعاون الخليجي في أقرب فرصة ممكنة”, ليتبعها وزير خارجيتها, بوريس جونسون: إن بلاده تؤيد بقوة الوساطة التي تقوم بها الكويت لحل الأزمة الخليجية, معرباً عن أمله في استعادة وحدة مجلس التعاون الخليجي.
بينما غرد الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” :”تكلمت مع الملك السعودي سلمان, عن السلام في الشرق الأوسط, هناك أشياء مثيرة تحدُث”, جاءت تغريدة “ترامب” بعد مكالمات هاتفية منفصلة أجراها مع قادة السعودية والإمارات وقطر , لمناقشة “مخاوفه بشأن الخلاف الحالي” بين قطر وجيرانها من الدول العربية والخليجية.
الموقف العام: من الواضح أن هناك من تورط في ملفات خطيرة خلال السنوات الماضية, ودافع الثمن هو الحلقة الاضعف وأنتهى دوره في الساحة ويجب إزاحته, وعودة لبرنامج الجزيرة والذي قد يكون دق أخر مسمار في نعش دولة قطر, وهو أمر بدأ أن قراراً دولياً قد أتخذ, ويبدو ان أموال ليبيا المنهوبة ستظهر اخيراً, ويتم الكشف عن مصير أغلبها قريباً, و أن دولة قطر سترفع الستار عن هذا الملف الذي كان بحوزة مخابراتها, منذ سقوط الدولة الليبية في عام 2011 .
قبل سنوات كان المسيطر على المشهد إدارة أوباما الديموقراطية والداعمة لتيار الإسلام السياسي, وقد سقطت هذه الادارة بخسارة هيلاري كلينتون لمنصب الرئيس, وبرز على السطح “ترامب” السياسي بعقل التاجر والذي لا يأبه كثيراً لاي حليف, فلا وجود للحلفاء بمنطق هذا الرجل حتى على مستوى دولة مثل بريطانيا, فمن وجهة نظره, لايهمه أن يتم رفع الستار على فضيحة تخص الحزب الديموقراطي وإدارة اوباما.
فرنسا الأن, ليست فرنسا “ساركوزي” أو فرنسا ” هولاند”, و”إيمانويل ماكرون” لم يخفي توجهه نحو محاسبة قطر حتى قبل مجيئه للحكم, بل أعلنها صراحة.
بريطانيا يبدوا أنها المعنية المباشرة بملف ليبيا والمستفيد الأول من “الكعكة” وتصادم إدارتها مع “ترامب” قادم لامحال, وستكون المتأثر الأول من أي فضيحة تسريبات ولذلك ستحاول الضغط على مصر والأمارات والسعودية والبحرين لحل المشكلة مع قطر وتأجيل الفضيحة وهذا ماعبرت عنه “ماي” بصراحة عندما قالت في بداية تصريحها “تهدئة الأوضاع”.
الامارات وهي من وجهت لها قناة الجزيرة الرسالة “الواضحة” ولكن بمعنى “الكلام موجه للأمارات والمعنى للأخرين”.
عودة لرسالة قناة “الجزيرة” الواضحة لأي متتبع والذي يبدأ بخطاب للعقيد القذافي يتحدث فيه عن منع محاولات إستيلاء لقوى امبريالية على ثروة ليبيا, وجزء من لقاء يؤكد فيه القذافي ويتحدى أي كان بكشف أي حساب سري بإسمه خارج ليبيا.
وتقدر أموال ليبيا المنهوبة بـــ200 مليار دولار بين ذهب وعملات نقدية تمت سرقتها عبر بعض القنوات في أكبر عملية سرقة في التاريخ القديم والحديث, وهذا ماتهدد قطر به الدول التي كانت متحالفة معها في ليبيا.

ﻗﻨﺎﺓ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ
ﺗﻘﻮﻝ ﺇﻥ ﺍﻟﺠﻤﻠﺔ ﺍﻟﺸﻬﻴﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻃﻠﻘﻬﺎ ﺍﻟﻘﺬﺍﻓﻲ ‏( ﻣﻦ ﺃﻧﺘﻢ ؟ ‏) ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﻣﺘﺪﺍﻭﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻧﻄﺎﻕ ﻭﺍﺳﻊ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻮﺟﻬﺔ ﻟﻘﻄﺮ ﻭﻟﻴﺴﺖ ﻛﻤﺎ ﺗﻢ ﺍﻟﺘﺮﻭﻳﺞ ﻟﻪ ﺃﻧﻬﺎ ﻣﻮﺟﻬﺔ ﻟﺸﻌﺒﻪ . ﻭﺗﺆﻛﺪ ﺃﻥ ﻗﻄﺮ ﻫﻲ ﻣﻦ ﻛﺎﻧﺖ ﻭﺭﺍﺀ ﻗﺘﻞ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪ ﻹﺧﻔﺎﺀ ﺃﺳﺮﺍﺭ ﺇﺭﺗﺒﺎﻁ ﻗﻄﺮ ﺑﺎﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﻹﺭﻫﺎﺑﻴﺔ .
ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻢ ﺗﻘﻞ ﺫﻟﻚ ﺇﺣﻘﺎﻗﺎ ﻟﻠﺤﻖ ﺃﻭ ﻛﺸﻒ ﻟﻠﺤﻘﻴﻘﺔ ﺑﻞ ﻷﻧﻬﺎ ﺗﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﺗﻈﻬﺮ ﻛﻞ ﻣﺎﻣﻦ ﺷﺄﻧﻪ ﻳﻮﺟﻪ ﺇﺗﻬﺎﻡ ﻟﺨﺼﻤﻬﺎ ﻗﻄﺮ . ﻭﺗﺤﺎﻭﻝ ﺃﻥ ﺗﺠﻤﻊ ﺑﻴﻦ ﻗﻄﺮ ﻭﻟﻴﺒﻴﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺄﻣﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ .
ﻭﺗﺘﺠﺎﻫﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺴﻤﺎﺓ ﺯﻭﺭﺍ ﺑﺎﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺃﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻦ ﺿﻤﻦ ﺍﻟﻤﺮﻭﺟﻴﻦ ﻟﺘﻠﻚ ﺍﻟﺨﺪﻋﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﻗﻊ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﻠﻴﺒﻴﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﺨﺼﻮﺹ . ﻓﻬﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻧﺴﺨﺔ ﻣﻜﺮﺭﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﺾ ﻭﺍﻟﺘﺰﻭﻳﺮ ﻭﺍﻟﻜﺬﺏ ﻭﺍﻟﺘﺄﻣﺮ . ﻭﻫﻲ ﻣﻦ ﻗﺎﻟﺖ ﺍﻟﻘﺬﺍﻓﻲ ﻳﺴﺘﺨﻒ ﺑﺸﻌﺒﻪ ﺑﺴﺆﺍﻟﻪ ﻟﻬﻢ ‏( ﻣﻦ ﺃﻧﺘﻢ ؟ ‏) ﺭﻏﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ﻛﺎﻥ ﻭﺍﺿﺢ ﻻ ﻟﺒﺲ ﻓﻴﻪ . ﻭﻟﻢ ﺗﺘﻄﺮﻕ ﺇﻟﻰ ﺃﻧﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﻨﺎ ﻧﺸﺘﻢ ﻗﻄﺮ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ﺗﺠﺘﻤﻊ ﻣﻊ ﺍﻟﻘﻄﺮﻳﻴﻦ ﻟﻠﺘﺄﻣﺮ ﻋﻠﻰ ﻟﻴﺒﻴﺎ ﻭﺳﻮﺭﻳﺎ ﻭﺍﻟﻴﻤﻦ .
ﻭﻣﺎﺳﻮﻗﺘﻪ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ ﻣﻦ ﺗﺰﻭﻳﺮ ﻟﻜﻠﻤﺔ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪ ﺟﻌﻞ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﻏﺒﻴﺎﺀ ﻭﺍﻟﺴﺬﺝ ﻭﺍﻟﺘﺎﻓﻬﻴﻦ ﻳﻐﻀﺒﻮﻥ ﻭﻳﺘﻐﻨﻮﻥ ﻭﻳﻨﻀﻤﻮﻥ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﺑﻌﻨﻮﺍﻥ ‏( ﻣﺎﺗﻌﺮﻑ ﻧﺤﻦ ﻣﻦ ﻧﺤﻦ ‏) . ﻭﻟﻬﻢ ﻧﻘﻮﻝ ‏( ﻣﺎﺷﻌﻮﺭﻛﻢ ﺍﻟﻴﻮﻡ ؟ ﻭﺃﻱ ﺫﻧﺐ ﺗﺤﻤﻠﻮﻥ ؟ ﻭﺃﻱ ﻋﻘﻮﻝ ﺗﺎﻓﻬﺔ ﺗﻤﻠﻜﻮﻥ ؟ ‏) .
ﺃﻣﺎ ﻗﻨﺎﺓ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻓﻬﻲ ﺑﺪﻭﻥ ﺃﻥ ﺗﻌﻠﻢ ﻭﻗﻌﺖ ﻓﻲ ﻫﻮﺓ ﺍﻟﺨﺪﺍﻉ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﺣﻴﺚ ﺃﻧﻬﺎ ﺻﻤﺘﺖ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺤﻘﺎﺋﻖ ﻃﻴﻠﺔ ﺍﻟﺴﻨﻮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺎﺿﻴﺔ ﻭﻟﻢ ﺗﻌﺘﺮﻑ ﺑﻬﺎ ﺇﻻ ﺑﻌﺪ ﺧﺼﻮﻣﺘﻬﺎ ﻣﻊ ﻗﻄﺮ