هل هناك إمكانية لتدخل عسكري أمريكي في سوريا ؟

من طرف السهم الناري الأربعاء يونيو 19, 2013 3:32 pm

أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية عن قرار بتسليح المعارضة السورية متمثلة بسليم إدريس، قائد اركان القيادة المشتركة لـ “الجيش الحر” الموجود في تركيا، وفي نفس الوقت حصل اجتماع لكبار مشايخ الوهابية وجماعة الإخوان المسلمين في القاهرة، كان صدى للقرار الأمريكي واستكمل عبر فتاوى التكفير والجهاد التي صدرت ضد سوريا خلال دقائق بينما تنتظر الأمة منذ قرابة ثمانين سنة فتوى واحدة للجهاد في فلسطين يصدرها علماء الوهابية او مشايخ جماعة الإخوان المسلمين، ولم تصدر حتى الان، وتبع الحدثان المذكوران موقف مكمل لهما من قبل الرئيس المصري محمد مرسي قضى بقطع العلاقات مع سوريا والدعوة لفرض حظر جوي فوق الأراضي السورية، فضلا عن الإعلان عن نيته الدعوة لمؤتمر عربي وإسلامي حول سوريا، في تجديد للسعي المستمر للحصول على تدخل عسكري لحلف شمال الأطلسي في سوريا.

وبرغم هذه الضغوط هناك سؤال جدي مطروح على أرض الواقع، وهو هل يمكن للولايات المتحدة الأمريكية التدخل العسكري في سوريا على غرار ما حصل في العراق أو في ليبيا؟

في تصريح لمجلة “لونوفيل ابسرفاتور” الأسبوعية الفرنسية قال المدير السابق لمؤسسة الدراسات الاستراتيجية فرانسوا هيزبرغ وهو خبير في العلاقات الدولية يؤخذ برأيه في الأوساط الأوروبية والعالمية، “إنه ليس هناك تدخل عسكري أمريكي في سوريا، ولن يكون هناك تسليح نوعي للمعارضة السورية في المستقبل القريب”، مضيفا “أن الرأي العام الغربي ما زال ضد التدخل العسكري في سوريا كما تظهر آخر استطلاعات الرأي، ومقابل هذا اعلنت الولايات المتحدة عن مساعدات عسكرية للمعارضة السورية من دون أن تحدد ماهية هذه المساعدات. من الناحية النظرية لم يتغير الموقف الأمريكي على الأرض”.

وفي رد على سؤال حول وضع الولايات المتحدة الأمريكية لصواريخ باتريوت وطائرات فانتوم 16 في الأردن قال “إنه ليس هناك ما يدل على صدق كلام “وول ستريت جورنال” خصوصا ان الطائرات الإسرائيلية تدخل المجال الجوي السوري، وهل هذا يعني أن هناك حظرا جويا على الطائرات الإسرائيلية؟ انا اعتقد ان امريكا أرادت ان ترسل لموسكو رسالة قبل مؤتمر جنيف 2 تقول فيها إنه لن يكون هناك غارات إسرائيلية جديدة على سوريا!”.

وقال هيزبرغ إن واشنطن يمكن لها الغاء جنيف 2 ولكن لا أرى مصلحة للولايات المتحدة الأمريكية بإلغاء المؤتمر لأن هذا سوف يجعل كل الأبواب مشرعة، وهذا ما يعطي الروس حجة أكبر للمزيد من الدعم للنظام السوري خصوصا في كل ما يتعلق بصواريخ (أس 300) واعتقد انه في هذا المجال حيث الكل مضطرب كل شيء يدعو للحذر خصوصا أن مؤتمر جنيف 2 قد يكون الفرصة الأخيرة للحل السياسي (الرئيس السوري لم يسقط والجهاديون في قلب التمرد وهذا شيء نريد أن نتجنبه).

ويضيف (هيزبرغ) حتى الان السلاح الذي تسلمه قطر والسعودية يشترى من “بيلاروسيا” وحتى الان الجهاديون هم الوحيدون المسلحون بكثافة وإيجاد طريقة لعدم وقوع السلاح بيدهم امر غير ممكن! تصوروا لو ان سلاحا فرنسيا أو بريطانيا مضادا للطائرات استخدم ضد طائرة ركاب تابعة (للخطوط الجوية الفرنسية او لشركة بريتيش أيرويز) ماذا سيحل بحكومة البلد التي سلمت هذا السلاح؟