رحيل الأسد وضياع الغـابة .

احداث هذه القصة ليست واقعية ولا يبنغي مقارنتها بالواقع واى تشابه في احداثها مع الواقع فهذا من قبيل الصدفة ، الصدفة التي قد تجمع احيانا بين الحقيقة والخيال .

يحكي ان غابة عامرة بالخيرات ويسودها الأمن والأمان ويحكمها أسد شجاع كانت موجودة في منطقة تمتد من البحر الي اعماق الصحراء وكان الأسد في هذه الغابة نفوذ يمتد لكل الغابات المحيطة فهو كان يتمتع بهيبة وقوة وشجاعة لا مثيل لها في الاسود .

وذات يوم تأمرت عليه الديناصورات والافاعي وخيرته بين البقاء في الغابة او المواجهة في حرب دامية ، فاختار الأسد ان يخرج ليخاطب النمور والفهود ويحيطهم علماً بالمؤامرة ويطلب منهم القيام بالواجب .

الأسد قال هو يزأر من امام عرينه لا يمكن ان نسمح للغابة بأن تضيع من ايدينا بدون مبرر وانا سوف أقاتل الي اخر قطرة من دمي
فردت عليه النمور والفهود ونحن معك .

بعد شهور من القتال والحرب الدامية مات الأسد في مسقط رأسه ومات معه ثلاثة من اشباله وعدد كبير من النمور في ميدان المعركة .

في يوم موت الأسد خرج الحمار للشارع وهو يرقص ويقول لقد تحررنا فنظر اليه القرد وقال ماذا يقول الحمار وعن اى حرية يتحدث ؟

ولكن القرد نظر حوله فوجد الثعلب والتمساح والضفادع والجرذان كلها ترقص فقال بالتأكيد مايقوله الحمار صحيح والا لماذا خرجت كل هذه الحيوانات للرقص وصعد فوق شجرة وقال بصوت عالي لقد انتهى الطغيان بموت الأسد وان بصفتي الناطق الرسمي لزمن الحرية اتقدم لكم بالتهنئة لإستعادة حريتكم من طغيان الاسد واعوانه .

سمعت الدجاجة الكلام فقالت علي ان اخفي بيضي على الثعالب وسمعت الذئاب بالخبر فقالت اللعنة سيكون الزمن للكلاب اما الارانب فقالت ان هذه الغابة ستحكمها الثعالب بدهائها ومكرها ، اما الحصان فقال على هذه الغابة السلام .

في مكان اخر كانت تجتمع الخنازير لكتابة الدستور وتوزيع المناصب بينها .

خرج كبير الخنازير ليقرأ على الحيوانات مسودة الدستور التي اعلن فيها عن قيام جمهورية الخنازير الاولي التي تقوم على مبدأ المساواة بين النجاسة والخسة والندالة وقال الخنزير منذ اليوم من حق كل الذكور من الحيوانات الزواج بأربع أناث دون تفرقة بين بين النوع والفصيلة .

فقال الحمار سوف اتزوج فرس عربية أصيلة آلم اقل لكم انه زمن الحرية والديمقراطية والرخاء . فرد عليه الثعلب وهل ترض بالزواج منك فرد عليه نحن الثوار نتزوج من نشاء آلم تسمع مايقوله رئيس الجمهورية في الدستور .

بعد سنوات شهدت فيها الغابات صراعات دموية بين الكلاب والضباع وبين الجرذان والثعالب هاجرت اغلب الحيوانات من الغابة وجاءت للغابة حيوانات متوحشة من غابات اخرى لتقتل وتسرق وتخرب وظلت الخنازير تحاول ان تشعل نيران هذه المعارك حتي تحافظ على المناصب التي سيطرت عليها في الغابة .

في هذا الوقت جاء ذئب كان قد هاجر الغابة منذ زمن طويل لانه اختلف مع الأسد في احدى المعارك وقال سوف احرر الغابة من جديد واعلن عن معركة اطلق عليها معركة استعادة الهيبة ، ودخل في حرب دامية مع الخنازير والكلاب جعلت من نصف الغابة تتحول الي خراب ودمار .

نظر الحمار الي ما يحدث وقال هذا الذئب الغريب سبق ان سمعت به ولكني لا اذكر لما غادر الغابة وعلى كل حال هذه الغابة لن يحكمها ذئب حتي ولو ارتدي سترة ودرع الأسد ، فسمعه الحصان فقال له لإول مرة في حياتك ايها الحمار تنتصر على غبائك وتقول الحقيقة .

جاعت الحيوانات وانتشر الفقر واصبحت الغابة تستقبل المساعدات من الغابات الاخري بعد ان كانت السباقة لفعل ذلك ولم يعد للغابة حدود معترف بها واستبيحت ارضها وسمائها وحتي بحارها وسرقت كل ثرواتها .

ضاعت الغابة وسقطت في غوط الباطل وهنا تذكرت الحيوانات ان خطاب الأسد امام عرينه وتذكرت ايضا ان للأسد شبل لم يمت معه فقالت لماذا لا نعيد الشبل ليحكم هذه الغابة بدل هذه الخنازيز النجسة والكلاب المسعورة والجرذان المؤبوة ؟ فهو اقرب الي الأسد وهو قادر على ان يعيدنا الي زمن الهيبة والأمن والأمان .

فقال الحمار انا منذ ان رايت القرد يتحدث بأسم الحرية عرفت ان هذه الثورة كانت كذبة كبيرة فمنذ متي كانت الثورات تقوم بها الافاعي وتحكم بعدها الخنازير

وقال القرد ثورة يرقص فيها حمار لا يساندها الا مجنون وقال الحصان انا منذ ان رايتكم جميعاً ترقصون فرحاً بموت الأسد قلت على هذه الغابة الجميلة السلام .

في هذه الوقت العصيب ظهر الخنزير الكبير وقال للحيوانات الذئب يريد ان يعيدكم الي عصر الاستبداد انه نسخة من الأسد ويجب قتله وطلب من شيخ الخنازير يفتىء بإن من يقاتل مع الذئب في النار ومن يقاتل مع الخنازير في الجنة .

ردت عليه الحيوانات يكفيك كذباً ونحـن لن نكون معك ولن نرض ايضا بحكم الذئاب بل نريد ذلك الشبل الذي سجـن في اطراف الغابة نريده ان يعيد غابتنا الي سيرتها الأولي لا جرذان لا كلاب لا ضباع لا افاعي نريد ان نعيش وفي العرين أسد شجاع لا خنزير نجس .

ومنذ الان ستبدأ الاستعدادات للأنتفاضة العارمة في الغابة حتي تحرر من الدنس والانجاس و يخطب فينا ذلك الشبل ويقودنا في زحف مقدس يعيد للغابة لونها الأخضر وسيادتها وهيبتها بين الغابات .

نظر الحمار الي القرد وقال له لقد اخطأنا في حق الأسد فألتفت عليهما الحصان وقال لهما لا تكذبا على انفسكم وتصدقوا اكاذيبكم فأنتم لولا الافاعي والديناصورات التي هاجمت الغابة لما كان احد منكما يجرؤ على المرور من امام العرين حتي يخطىء في حق صاحبه .

وانطلق الحصان بسرعة الي ربوة عالية وقال انتهي زمن الكلاب والخنازيز وعاد زمن الاسود والنمور فلا نامت آعين الجرذان .

#الموسيقار_الموسيقار