كلكم مشاريع موت ضمن ( إدارة الأزمة )

لاتوجد مجزرة جماعية بدون تخطيط وأدوات وأهداف وإمكانيات .
ولايوجد تحرك مليشياوي بدون أوامر وغطاء ودعم ورسائل .
الدم هو أكبر مشاهد الحقد والعنف والإثارة وحتى الإسثتمار السياسي .
( ماهي الأهداف ، ولماذا بهذا التوقيت ، وماهي الرسالة ، ومن المستفيد ) أسئلة تقفز أمامنا لن يبحث فيها المتاجرين ( ساسة وإعلاميين وعسكر ومشائخ دين ) لأن المطلوب إسثتمار النتيجة وليس معرفة الأسباب .
إستمرار الصراع يحتاج إثارة ، تنتج جدل ، يغذي أحقاد ، يترجم في حروب .
( اللقاءات ، التصريحات ، المجازر ، الفتاوي ، القرارات ، تسريبات المقاطع ) كلها أساليب إشعال الصراع ويسقط فيها المراهقين بتحفيز قيادات مأجورة .
لقاء ( روما وأبوظبي وباريس ) أنتجت جدل زاد هوة الشقاق والخلاف بين معارض ومؤيد ومنتقد ومندهش ومخون . ( داخل حلقة المؤامرة )
( الجنود الفرنسيس ببنغازي ، الأفريكوم بسرت ، الجنود الأنجليز بمصراتة ، الفرقاطات الإيطالية بطرابلس ) كلها رسائل لتغذية إحتقان الشارع ثم تكيفه مع التواجد الخارجي بعد مسارعة أنصار كل طرف في تسويقه ( تعاون ، تدريب ، ضيافة ) .
زيارات ( قطر روسيا الأردن ) كلها في إطار الإستفزاز الذي يؤدي إلى زيادة الإستقطاب والإستنفار وردود الفعل ، بدون نتائج تذكر .
( مجازر قاعدة براك الشاطئ ، شارع الزيت بنغازي ، بوابة الفقهاء ، وقبلها الكثير ) كلها تأني في إطار التلاعب بالمشاعر وبث اليأس ، ونشر حالة الفزع ، وإسقاط سقف الأماني ، والدوران في حلقة مفرغة ( بين أمل اللقاء ورعب المجزرة ، وبين نشوة الوعد وذل الواقع ، وبين بيان الإنتصار وحالة الإقتتال ) .
لكن كل تلك الفوضى لها مستفيدين ، ( خارج ) يؤمن إستمرار حالة الصراع وبالتالي التفتيت الداخلي ، وإبعاد الأعين عن حالة النهب الدولي للثروات أرصدة ونفط وغاز ، و ( داخل ) بين طرف يقول مازلت رقما في المعادلة ، وطرف يستثمر ذلك في شرعنة معركته ، وطرف يقتنصها لحملة دعائية له ، وطرف يراها مناسبة للظهور وإثارة عواطف الشارع وكسب شعبية له ، ولا أحد في حلقة المؤامرة يخطو خطوة لوجه الله .
فكل الشعب مشروع مجزرة في طريق ( رتبة جديدة ، منصب أكبر ، دعم أخر ، رصيد أكثر ) ، وتلتقي المصالح بين خارج يراقب وداخل حالم في نقطة إستسلام كامل لخارطة لاتخفي مطامعها ... الفارس الليبي