هل بدأ الغرب بالتخلي عن الإئتلاف السوري المعارض

سارت رياح موتمر قمة الثمانية وما تلاه من لقاء جمع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونطيره الأميركي باراك اوباما عكس ما تشتهي سفن الإئتلاف السوري المعارض الذي أعلن في أول رد له على بيان مجموعة الدول الثمانية تأييده "أي حل سياسي يحقن الدماء، ويحقق تطلعات الشعب السوري في إسقاط نظام الأسد ومحاكمة كل من ارتكب الجرائم بحق السوريين"، لكنه أكد احتفاظه بحق استخدام جميع الوسائل للوصول إلى ذلك، وعلى رأسها العمل العسكري.

وشكل بيان الإئتلاف ردا على كلام قادة مجموعة الثماني الذين أعربوا عن تأييدهم الشديد للدعوة لعقد محادثات سلام في مؤتمر جنيف لحل الأزمة في سوريا "في اقرب وقت ممكن". و دعا القادة كذلك إلى التوصل إلي اتفاق بشان حكومة انتقالية سورية "يتم تشكيلها بالموافقة المتبادلة"، مشيرين إلي ضرورة الحفاظ على القوات العسكرية وأجهزة الأمن في أي ترتيب مستقبلي. كما أشار بيان ختامي إلى قلق قادة المجموعة من "الخطر المتنامي للإرهاب والتطرف في سوريا"، معبرين أيضا عن أسفهم لأن الطابع الطائفي يطغى بصورة أكبر على النزاع ، دون أن يشار لمصير نظام الرئيس الأسد.

في سياق متصل وعلى الضفة الروسية أعلن الرئيس فلاديمير بوتين بعد اجتماع له مع نظيره الأميركي باراك اوباما على هامش اجتماعات مجموعة الثمانية الكبار في ايرلندا الشمالية، وجود اختلاف بوجهات النظر لدى الطرفين إزاء الأزمة السورية، ولكنه أكد وجود هدف مشترك بينهما وهو وقف العنف في سوريا.
وقال بوتين: "لقد اتفقنا على دفع أطراف الأزمة السورية إلى الجلوس حول طاولة المفاوضات خلال المؤتمر الدولي في جنيف".
كما أضاف أنه "في بعض الأمور تختلف مواقفنا ولكننا متحدون في السعي إلى وقف العنف وحل المشكلة بالطرق السلمية بما في ذلك عبرالمفاوضات، ومن ضمنها المؤتمر الدولي في جنيف".
ومن جهته أقر اوباما ان لديهما «رؤيتين مختلفتين» ولكنهما متفقان على ضرورة خفض العنف في سوريا.

بناء على ما سبق يبدو أن المحور الغربي الداعم للإئتلاف السوري المعارض بدأ يميل إلى وجهة النظر الروسية الداعية إلى إيجاد حل سياسي للأزمة السورية انطلاق من مقررات مؤتمر جينيف 1 ولعل هذا يعني تراجع عن التفكير بأي عمل عسكري ضد سوريا وهو ما يفسر أيضا الحديث عن تسليح المعارضة الذي يأتي في سياق تأجيج العنف على الساحة السورية ومحاولة إيجاد نوع من التوازن العسكري بين النظام والمعارضة لا سيما بعد هزيمتها الأخيرة في القصير و استثمار ذلك في أي محادثات تهدف لحل الأزمة السورية سياسيا.