ربيع ياسمين أم خراب ديار ؟

العجوز السبسي يعلق العمل بوثيقة قرطاج ،، ورئيس الحكومة يوسف الشاهد يتهم مباشرة أبن الرئيس القايد السبسي بتدمير حزب النداء الذي ينتمي له ، وتصدير أزمة الحزب إلى مؤسسات الدولة ، ويصر على البقاء بتغيير بعض الوزراء ،، ونواب الغالبية وأطراف سياسية وأجتماعية بينها الاتحاد العام للشغل يطالبون بإقالة الشاهد لأنه عجز عن تحقيق أي أنفراج في الأزمة الأقتصادية الخانقة ،، وحزب النهضة الأخواني متمسك بالشاهد رئيس للحكومة ويرفض إقالته ،، ومحافظ البنك المركزي التونسي مروان العباسي يفجر قنبلة بقوله إن مؤشرات تونس الاقتصادية مخيفة ، وعجز ميزان المعاملات الجارية بلغ 10% للمرة الأولى ، والبنك لا يمكنه الدفاع عن الدينار في ظل تراجع الاحتياطيات الأجنبية إلى مستوى لا يكفي إلا لتغطية واردات أقل من 80 يوما ،، والشارع فقد ثقة في الأحزاب والنخب السياسية والذي ترجم في عزوف غير مسبوق عن الأنتخابات البلدية الأخيرة والتي لم تتجاوز المشاركة فيها 33% فقط ،، والتي علق عليها المحلل مختار الدبابي بأن المشاركين هم الجمهور الحزبي والأيديولوجي وأقارب وأصدقاء المرشحين فقط ،، والشارع محتقن وتائه بين أزمات خانقة من هبوط سعر العملة وأرتفاع الأسعار وأزدياد نسبة الفقر والبطالة حيث تجاوز العاطلين عن العمل من حملة الشهادات العليا ربع مليون شخص في العام الماضي ، وأرتفاع معدلات الأنتحار بين الشباب ، ورعب من ضعف المنظومة الأمنية أمام عودة ألاف الإرهابيين الذين صدرهم حزب النهضة إلى بؤر التوتر بإيعاز فرنسي قطري تركي .
ومع كل ذلك المشهد المأساوي الذي ينذر بكوارث وزلازل ، يصر الغرب أن يقنعنا بأن تونس النموذج الرائع للربيع والتغيير ، وتصر الجزيرة على أقناعنا أن تونس تسير نحو الأستقرار والإزدهار ، ويصر أنصار الربيع في كل بقعة على أقناعنا بأن البوعزيزي شهيد أطلق نسائم الياسمين العابقة ، وبعضنا للأسف يقع ضحية ذلك الضخ المبرمج ويجعلنا نتهم الأنظمة التي قاومت ذلك الربيع المسموم بالموت والخراب والفقر والإنتحار والمثلية والهجرة والتغريب والتبعية .. فمتى نستفيق ؟؟ .