حمى ٤٢ !!

لم اجد وصف دقيق للحالة التي نمر بها هذه الايام الا حالة الجسد المريض الذي اصابته الحمى ووصلت درجة حرا ة ذلك الجسد الدرجة القصوى التي تسبق الموت ، فعند اصابة احدنا بالحمى ترتفع حرارته ويبدأ في حالة من الهذيان وترديد جمل ليست مفهومة او عبارات غير ذات معنى ، وللأمانة العلمية فإن العنوان _ حمى ٤٢ ___ عنوان لاحد كتب الصحفي والسياسي التونسي الصافي السعيد ، اليساري المعروف ، فالمواقف التي سجلها بعضنا خلال الايام الماضية ، من لقاء دكار ومصافحةالشيخ الوقور محمد البرغوثي ل صالح المخزوم الذي وقع القرار رقم ٧ لاجتياح بني وليد وايضا لقاء بعض الاخوة المحسوبين على التيار الوطني مع بلحاج وبن قائد قادة التنظيم الارهابي __ الليبية المقاتلة __ ، وحوار المصالحة مع احد كتائب مصراتة التي تسمى الحلبوص والتي يرأسها الانكشاري الزوبية ، والتي نتج عنها الغدر باخوتنا منسقي الجبهة الشعبية ، وحالة التخبط وازدواجية الخطاب الاعلامي المرتبك ، وحلم بعضنا بان برنامج في فضائية او اغنية او انشودة حماسية او تراثية ستهزم العدو وتحقق النصر المرجو . و تخلص اسرانا من غياهب جب المليشيات . ونسينا ان العدو المتخندق وراء السلاح والنفوذ والدول الداعمة التي استثمرت المليارات لخراب ليبيا وهزيمة شعبها يحتاح منا مقاومته وبناء القوة المادية والمعنوية ونحتاج ايضا الى الفهم العميق لنظريات الصراع وابجديات المقاومة الشعبية ورص الصفوف وليس تمزيقها في مشاريع وهمية لا وجود لها على ارض الواقع ، لكي نستوعب الدرس لبد من خروجنا من حالة الحمي والشفاء من ارتفاع درجة الحرارة التي ادخلتنا في مرحلة الهذيان يومها سنفكر كما يفكر الاصحاء دون هذيان .
(( أبن ليبيا البار ))