قمة سنغافورة ، الصين الحاضر الأقوى

كوريا الجنوبية التي يعد سكانها 50 مليون لكن جيشها لايتجاوز 600 ألف ، أمام كوريا الشمالية التي رغم أن سكانها نصف الجنوبية بتعداد 25 مليون لكن جيشها يصل الضعف 1.2 مليون ..
رئيس كوريا الجنوبية هو في الأصل لاجئ من كوريا الشمالية منذ فترة الحرب .
كوريا الجنوبية يوجد بها 30 ألف جندي أمريكي بقوة تسليح كبيرة ، بالإضافة إلى نظام الدفاع المتطور ( تاد ) ، وتأتي بعدها اليابان التي بها 40 ألف جندي أمريكي ويتمركز بها الأسطول السابع الذي به مايقارب 70 سفينة وغواصة ، كما توجد خمس قواعد أخرى في سنغافورة وتايلاند والفلبين ..
الصين تعد الحليف الاقتصادي الرئيسي لكوريا الشمالية لأنها تستحوذ على يقارب 90% من إجمالي تجارة كوريا الشمالية خارجيا ، كما أن الصين تعتبر أكبر شريك تجاري لكوريا الجنوبية تأتي بعدها أمريكا ..
* المفاوضات الكورية الأمريكية ، فعليا تقودها الصين من الجانب الكوري الشمالي ، وهذا مايفسر رحلة كيم جون إلى بكين قبل القمة في سنغافورة ،، وأيضا أمريكا في مفاوضاتها مع كوريا وتواجدها العسكري في بحر الصين الجنوبي هو لكبح جماح العملاق الصيني .. وبالتالي فالصين هي المحرك والهدف ..
وفق للأرقام فإن خطوات الشمالي نحو أندماج الكوريتين هي لصالحه ، فبغض النظر عن توحيد الأمة الواحدة ، فهو يستفيد من قوة أقتصادية مقابل ضماناته بقوته العسكرية والأمنية الضخمة والمؤهلة ، التي ستحل محل القوة الأمريكية إذا أنسحبت من كوريا الجنوبية وفق المفاوضات ..
أيضا الأتفاق الكوري مع أمريكا سيؤمن رفع العقوبات الأقتصادية الخانقة التي أثرت سلبا على الداخل الكوري وجعلها تعيش حالة فقر كبيرة رغم أنفتاح كيم وتحريك التنمية والتجارة منذ توليه السلطة .. وهذا سيجعل معدلات الأقتصاد وحركة التجارة وتوسيع الأسواق تنتعش ..
والأهم من ذلك هو إخلاء شبه الجزيرة الكورية من السلاح النووي ، وهذا يشمل القوة الأمريكية وأساطيلها وحاملاتها وليس النووي الشمالي فقط .. وهذا إن ألتزمت به أمريكا يعطي نفس للصين ويخفف التوتر ويجعلها تسيطر أقتصاديا وتتوسع أمنيا في كل جوارها على حساب القوة الأمريكية ..
هذا لايعني أن كوريا الشمالية وحليفها الصيني هو المستفيد فقط ، لكن نزع السلاح النووي وأندماج الكوريتين قد تستغله أمريكا في تغيير نظام الحكم والإختراق لجعل الدولة الوليدة ضمن الفلك الغربي .. وتبقى إدارة الملف الحساس بكل تناقضاه رهينة السياسات الفعلية في قادم الأيام ..