عندما مرت سبع سنين ورأت إيطاليا أنكم لم تعودوا تهتموا بإحياء معارك الجهاد

عندما مرت سبع سنين ورأت إيطاليا أنكم لم تعودوا تهتموا بإحياء معارك الجهاد ، ولم تحتفلوا بذكرى إجلاء بقايا مواطنيها الفاشست عن ليبيا ، ولم تحتفلوا بذكرى تركيع روما وإعتذارها ، ولم تفتحوا ملف الليبيين المنفيين .. في حين أنكم تقيموا الدنيا ولا تقعدوها بإحتفالات صاخبة وبيانات رنانة وتهاني متبادلة في ذكرى عودة أساطيل إيطاليا ضمن الحامي الأوحد ، وإنتهاكها لخط الموت ، ودكها بالصواريخ للمدن الليبية ، وإعتبار ذلك تحرير وإستقلال ، وتعبرون عن ليبيا الجديدة بروابط الأندية الإيطالية ، وتعيدون أسماء المحال التحارية والمطاعم باللغة الإيطالية ، وتشعلوا سماء عروس البحر والنهر بالأضواء وليلها بالمنبهات لإنتصار الجوفنتوس الإيطالي ، أدركت أن حبس أمانيها بعودة الشاطئ الرابع ، والسيطرة على خطوط الغاز ، وإحياء باندات بالبو ، وحتى المجاهرة بإستعادة المزارع التي طردوا منها غصبا بإرادة الفاتح ، لم يعد أمرا مخجلا بل فرضا وواجبا ، خاصة بعد أن غير مشير الأحداثيات تهديده للفرقاطات الإيطالية بالترحيب بها ، لهذا وافقت الحكومة والبرلمان الإيطالي وعادوا في لمح البصر ، وصرحت وزيرة الدفاع بأن قيادة ليبيا لها ، وعبر السفير الفاشي عن رفضه أنتخابات فبراير ، وأحفتلوا على ظهر فرقاطاتهم بأرصفة طرابلس ، وكأن جنود الفرقاطة بورسيني من أرصفة الشط والهاني ، يستحضرون نشيدهم الذي تغنى به أسلافهم عندما جاؤوا في 1911 بمباركة بابا الفاتيكان ::
أماه لا تقلقي ...
أماه لا تحزني ...
أنا ذاهب إلى طرابلس ...
فرحًا مسرورًا ...
لأبذل دمي ...
في سبيل سحق الأمة الملعونة !!
ولأُحارب الديانة الإسلامية !!!
سأقاتل بكل قوتي لمحو القرآن !!
 

بدل البيانات المملة ، والضجيج الإعلامي الفارغ المحتوى ، والتهديدات التي لاتتجاوز صفحات مواقع التواصل الإجتماعي ، كنتم تستطيعون أن تحيوا ذكرى مجزرة ماجر وعرادة والبريقة وصرمان ، وتقدموا أدلة الأسلحة المحرمة واليورانيوم المخصب ، وتفتحوا تحقيق لتجريم الجناة ومحاكمتهم ، وتعلقوا على صدوركم أثناء إستقبال المبعوث الأممي وكل المسئولين الغربيين ، صور الأطقال والنساء والشيوخ الذين مزقت أجسادهم صواريخ الناتو في حرب الأوديسا التي كانت إيطاليا ممرا وداعما ومشاركا فيها ، وتعلقوا على برجي الفاتح وبوليلي بطرابلس ، وعلى كوبري جليانة وفندق تيبستي صورة برلسكوني راكعا يقبل أيادي القائد معمر القذافي ، وتتوقفوا عن زيارة روما حتى تعتذر .
تلك كانت رسالة قوية ، تعطي معني الشرعية ، وتؤكد قيم الكرامة ، وتحيي في الشارع روح الثأر والمواجهة ومقاومة الإستعمار .
لكن تعتبر مقاتلاتها في 2011 أبابيل ، واليوم تنتقد تدخلها !
وتعتبر فبراير ثورة أنتصرت بصواريخ أيطاليا ، واليوم تنتقد تطاولها !
وتعتبر ذكرى الإجلاء غير مهمة ، واليوم تستغرب تصريحات وزيرة دفاعها !
وتعتبر من ركع روما طاغية وكافر ، واليوم تستغرب سفاهة سفيرها !
فهذا ليس سوى نفاق وأنفصام وعبث يوحي بغباء ومتاجرة رخيصة .
للأسف كل متصدري المشهد من أقصى الغرب حتى أقصى الشرق هم خونة أو منافقين أو جبناء أو أغبياء لايتقنون السياسة ، ولايجيدون توجيه الرسائل الدولية ، ولايعرفون مكامن ضعف الخصوم ، ولا يدركون تعبئة الشارع