وتقول الرواية ... إن الفيلسوف الثوري هنري برناردليفي

وتقول الرواية ...
إن الفيلسوف الثوري هنري برناردليفي ، قام بزيارة تاريخية لسيارة الشهيد المهدي زيو ، ووضع أكليل من الورود وقرأ بعض من التلموذ ، وإن المشهد المؤثر الذي سمع تفاصيله من شهود عيان على شجاعة المهدي زيو ، دفع الفيلسوف لإنزال راية الطواغيت الخضراء من إحدى مباني بنغازي ، وإلقاء خطبة عصماء وسط التكبير والدموع التي روت ساحة محكمة الشمال المقدسة ، والتي كانت حجر الأساس للربيع الليبي الذي شبه بالثورة الفرنسية التي كانت حاضرة بطياريها الذين قصوا شريط غزوة الأبابيل في قاريونس قبل حتى صدور القرار الدولي ..
رفعت حشود الثوار الحقيقيين صور الشهيد ، وأعتبروه في مصاف عمر المختار وسناء محيدلي وأحمد ياسين وجيفارا ، وألقيت قصائد الشعر ، وسردت سيرة الشهيد ومحطاتها المجيدة أمام مراسلي الجزيرة "عبدالعظيم محمد " ومراسل عربية آل سعود " أحمد وبجاتو " الذي قال في مراسلته من عين المكان ( أن المهدي زيو سيبقى مخلدا في تاريخ هذا البلد . ومافعله بتفجير سيارته لن يمحى من تاريخ هذه الثورة )
فكأن ذكراه مناسبة وحدث تاريخي أعاد للأمة دورها وتاريخها المشرف .
عدد من الفنانين حفزهم المشهد المؤثر لإعداد أعمال مسرحية وتمثيلية وغنائية تكون في مستوى الحدث التاريخي لأحفاد المختار .
بكى الشيخ عبدالجليل كما لو أنه فارق أمه ، وأعلن الحداد غوقة بعبرات وأنين كأن فبراير فقدت ملهمها الجيفاري ، وعجز عن التعبير جبريل الذي كانت الصدمة أكبر من قدرته على البوح ، وتوعد حفتر بالثأر موجها عتاب شديد لحلف الناتو على تقاعصه في حماية شباب الإسلام الواعد ، ولم يستطيع خالد عثمان إكمال الحلقة على قناة ليبيا الأحرار من قلب دوحة العروبة والإسلام والثورة .
نقلت أكبر القنوات العالمية من السي ان ان ، والبي بي سي ، والفرانس 24 ، وعدد من الصحف الدولية من الواشنطن بوست والنيويورك تايمز والفيجارو والإندبندنت تفاصيل العملية التاريخية والثورية والمقاومة .. التي أكدت نهج الثورة الملهمة لشعوب العالم ضد الشيوعية والدكتاتورية والعنصرية .
ألاف العامة من أهل المدينة جعلوا سيارة الشهيد رمزا للجهاد ، وعنوانا للثورة ، ومزارا للباحثين عن أحلامهم ، وقدوة للأجيال ، وعلامة دالة على العصية ، وحجة على التراب الحامي ، ووسم يضاهي فتح مكة ووصول الإسلام أرض الهند والسند .
كل المساجد تناولت هذه العملية كغزوة تعيد للإسلام بريقه ، وللجهاد حقيقته ، وللفتوحات مجدها ، وأعتبرت المهدي زيو ك مهدي منتظر يقدم روحه لنصرة الأمة وفي مصاف حمزة بن عبدالمطلب وخالد إبن الوليد وطارق بن زياد .
...
وهكذا وبعد خمس عجاف سقطت فيها الوعود والأحلام والشعارات ، وخرج أبويحيي الليبي شقيق ( عبدالوهاب قايد ) عضو المؤتمر الوطني الذي أنتخبه الفبرايريين وأعتبروه بطل ومناضل لكونه كان سجين أبوسليم ، في مقطع مصور لمؤسسة الراية التابعة لتنظيم داعش الإرهابي يؤكد أن الحادثة هي أول عملية إستشهادية إنغماسية قام بها المهدي زيو في بوابة كتيبة الفضيل بوعمر ، ويقول ( وإن أرواحهم في أجواف طير خضر تسرح من الجنة حيث شاءت ) .
ويظهر في المقطع معلومات عما أسماه الشهيد أبوعواد الليبي الذي هب لنصرة إخوانه ( مجلس شورى بنغازي ) وقتل 47 من جنود المحاور ببنغازي وكان شارك في كل من ( معركة بنغازي . معركة أدخلوا عليهم الباب . معركة المغيرات صبحا ) .
هكذا نسجت تفاصيل الحدوثة كغيرها ( من إيمان العبيدي إلى محمد العقيلي وفخري الصلابي حتى مرعي البيجو ) لتجعل الداخل ينتهج ذات الطريق ، وينقم على النظام ، وجعلت الخارج يبكي من دموية ودكتاتورية الدولة ، وطغيان وكفر القيادة .
هكذا ببساطة تنجح المخابرات الغربية عبر أذرعها الإعلامية والسياسية والدينية في تقديم وجبة دسمة وشهية وطازجة ، لجعل أصحاب العقد والحاقدين والمتسلقين والمنافقين والمتاجرين يتناولونها بنهم ويسقطون في الفخ طوعا ، وهم يباهون ويفاخرون بالحدث ، وهكذا سقط الكثير ..
الغرب الشيطاني يعرف أن الحقيقة ستظهر بعد حين ، لكن إلى أن يأتي موعد ظهورها ستكون المهمة أنجزت ، والبلد دمرت ، والمؤسسات حلت ، والشقاق حصل ، وطريق العودة قطعت أمام الكثير ، لأن أيديهم تلطخت بالدماء ، وألسنتهم تشوهت بالكذب ، وعقولهم غرقت في الفتنة . وحينها لن يحتاج الغرب أكثر من تصريح مبتور يعلن فيه أنه أرتكب خطأ ، ويبرر ذلك بعدم دقة التقاير ، كما حصل في العراق ... الفارس الليبي