هكذا تستقبل رئيسة الحكومة البريطانية أفراد العائلة الحاكمة

هكذا تستقبل رئيسة الحكومة البريطانية أفراد العائلة الحاكمة ..
ونحن نتسأل متى نصل هذه المرتبة من التقدم والدمقرطة والحرية التي نحصل فيها على درجة لياقة عالية تمكننا من وضع أعيننا في الأرض والأنحناء برؤوس لاتتجاوز منتصف قامة العائلة الحاكمة بأمر الله ..
أستوردنا ديمقراطية برلمانات النيابة ، وأحزاب الوصاية ، وأنتخابات الإرتهان ، ورأسمالية الأحتكار ، والسوق الحر ، وحشونا عقولنا بزمن الملك الصالح الذي نصبته العائلة الحاكمة في باكنغهام ، وحمته قواعد العدم والديقادوستا وويفل بطائرات الترنادو ، وقدسنا زمن العبودية تحت سياط القوات البريطانية ، وقتلنا بعضنا لأجل رفع رايات الأقاليم التي صممها الأنجليز ، وأحتفلنا بذكرى تأسيس قوة سنوسية كمؤخرة للجيش الثامن البريطاني في سيدي براني لقتال إيطاليا الفاشية ، كما أستخدمنا الأنجليز سابقا حصان طروادة لقتال العثمانيين في جزيرة العرب .
فعلنا كل شئ ، لنصل إلى مرتبة الأنحناء العلني والخضوع الكامل بدون خجل وحياء ، لكي يقال عنا أنكم ( ثوار ، أذهلتم العالم ، تحررتم وحررتم الوطن ، دخلتم نادي الكومنولث والفرنكفونية )
لكن مازالت خطوة لتكتمل الصورة ، علينا أن ندخل الصالات الرياضية ، ونستبدل الأحتفال بإجلاء القوات البريطانية إلى الأحتفال على طريقة تيريزا ، بالركوع الديمقراطي لإبن عائلة الملك المعظم ، وربما الأنبطاح لنيل البركة التي جاءت لفتح عقولنا بثلاثين ألف غارة جوية .
وطالما الكثير من الفبراريريين ينادون بملك 52 ودستور 52 وعلم 52 وأقاليم 52 وتقاليد 52 وأوضاع 52 بما فيها 30 ألف فاشي يملكون الأرض و5000 أمريكي يملكون الأجواء والملاحة والشواطئ غربا ، ومثلهم بريطاني يملكون الأجواء والبشر والحجر شرقا ، فلماذا لانتعلم من بريطانيا فنون الركوع لغير الله ، والسجود لظل الله في الأرض ، والأنبطاح لسكان القصر الذين يتوارثون الرمزية والمرجعية والمال والحضوة كابرا عن كابر ..
بريطانيا العظمى لاتعلمنا الديمقراطية والحرية والفوضى الخلاقة والعلمانية والمثلية والإباحية وموسيقى البلوز والترحيب بالقواعد الأجنبية فقط بل تعلمنا دروس الركوع التي يجب أن تدخل مناهجنا بدل دروس زمن التجهيل ( طز في بريطانيا ، ونحن هنا ، ونعادي من يعادينا ، وشريعتنا القرأن ، وديمقراطيتنا سلطة كل الناس ، وأقتصادنا شركاء لا أجراء ، ومجتمعنا السواسية ، ورياضتنا الممارسة لا التفرج عليها ، وحريتنا أمتلاك الحاجات )
القادمين من عواصم الصقيع يجتهدون في نقل معارفهم إلينا ، من تل جعودة ، وطنجرة عتيقة ، وأعتصام المكانس ، ودستور المدن المنتصرة للشمام ، إلى البويصير الذي قال أن الكيان الصهيوني سمح للألاف بالتظاهر ضد قانون قومية اليهودية في درس حضاري رائع ، وكأن هؤلاء الرائعون ليسوا من أغتصب الأرض سبعة عقود ، وهجر 9 ملايين ، وقتل مئات الألاف ، ويحتجز عشرات الألاف بما فيهم أطفال وفتيات قاصرات ، وجرف الأرضي ، وأستولى على موارد المياه ، وحاصر مليون في غزة وقصفهم بالفسفور الأبيض ، ويتوعد الزحف من الماء إلى الماء ، فحقا كم هم رائعون ومتحضرون ، فمتى نتطور ونتعلم من كل هذه الروعة ؟