شرع الله يا شيخ ..

نحتضن أبليس بشحمه ولحمه ونكرمه في بيوتنا وهو يتلو علينا شطحات السامري ويفخر بيهوديته التي تقتل الأطفال والنساء بمسرى النبي الكريم وتحفر الأقصى وتقر بقومية عصابات الفلاشا .. ثم نذهب للحج للوقوف بخشوع على عرفات تحت المقاتلات التي تصب الموت على أطفال اليمن !! ، والسعي بين الصفا والمروة سبعا بأرجلنا التي داست على العلم الأخضر بعد أن أسقطه ليفي ، ورفعنا أعلام هرقل الروم وصلينا تحته !! ، ورجم الشيطان سبعا بأيدينا التي لم تمل من الهتاف كلنا إيمان وطلب وين الناتو والغناء لفزعة ساركوزي والبيعة لحمد على موائد الكبسة !! ..
* أفتنا يا مفتي الديار في طرابلس الذي أعتبرت طيايير الصليبيين مجازة شرعا وأستجابة من رب العالمين !! أو حتى أنت يا أمير الجماعة في مصراتة الذي أعتبرت أبليس مواطنا له حق الجنسية كونه من أبناء عمومتنا !! أو أنت يا مشير الكرامة في أسوار الرجمة المحمية بأبابيل الأليزيه !!
* وحجاج شرقنا الذين أصطفوا حول ليفي وهو يؤكد لهم شرعية الجهاد وكفر النظام ومرتزقة الشعب المسلح ، يرفضون الأقامة في ذات المكان مع حجاج غربنا الذين أستقبلوا ليفي بنشيد طلع البدر علينا من ثنيات الوداع ، وهو يلوح لهم بيديه الشريفتين ، ويلقى عصاه فتتحول إلى توماهوك وكروز محشوة بيورانيوم لا يبقى ولايذر !! .. أفتونا يا جهابدة الربيع !!
* وحجاجنا يختصمون على غرفة فندق بجوار قبر خاتم الأنبياء ، بينما الفرقاطات الأيطالية على شواطئ طرابلس ، والجنود الفرنسيين يتجولون على آثار عمر المختار في الرجمة ، والقوات الأيطالية ضيوف كرام في طمينة وكرزاز !!
* أتقبل صلاتنا ، وجباهنا ركعت للعلم الأمريكي !! ، أتقبل زكاتنا ، وأموالنا أختلطت بعطايا بن زايد وبن حمد !! ، أيقبل حجنا ، وأيدينا ملطخة بدماء الشوشان والمبروك الحر !! ، أيقبل تكبيرنا ، وحناجرنا بحت بالهتاف والزغاريد على أشلاء أطفال ماجر وعرادة وصرمان والبريقة !! ، أيقبل دعائنا ، ونحن شهادتنا المزورة مازل صداها عن المغتصبات والمرتزقة والقصف الجوي !! ، أيقبل صومنا ، ونحن نكثنا عهودنا لرجل الخيمة الذي أقسمنا له بإيمان غليظ أن نحمي الفاتح وأنجازاته !!
* أيقبل إيماننا ونحن أعتبرنا الصليبيين حاميا أوحد لاشريك له !!
* أتقبل أضحياتنا ونحن خرجنا بالدموع للبكاء على حسن الجابر القطري وكريس الأمريكي !!
* لا عليكم من الأزلام ، فهم كفار في شرع فبراير منذ عام فتح مكة بالمارينز الفرنسي والبريطاني ، لكنها فقط أسئلة قبل موعدها للمؤمنين بدليل المباركة والمجيدة ، فاليوم أمر وغدا حساب !!
* هرج ومرج ، وفوضى أختلط فيها الحابل بالنابل ، وصراخ أمتزج فيه الحلال بالحرام ، وشعارات حسب الحدث والمكان لنيل المكاسب ، ومزايدات ونفاق وكذب أصبحنا لانخجل بالمجاهرة به .. وسير على أنهار دم ودموع ، ورقص على أرض أمتلئت فيها المقابر ، وصراع تحت طيايير الصليبيين المتنافسين على النفوذ شرقا وغربا وجنوبا ، وشطحات لاتخفى الحقد والأنفصال والعنصرية والعصبية الجاهلية ...
* فهل نحن حقا . قادرين على الوقوف بين يدي رب السموات والأرض بكل هذه التركة الثقيلة ، أم أن أبليس نجح في وعيد الغواية ووضع أمام أعيننا غشاوة حجبت الحقيقة ، حتى يأتي يوم لاينفع فيه الندم !!