المشير والمستشار ومذهوبين الشيرة

* بعد سبع سنوات كان فيها المشير بين معطي للأحداثيات لمواقع الشعب المسلح ، وطالبا تكثيف الضربات على المواقع الحيوية الليبية ، وراسما للخطط رفقة جماعات الأخوان والمقاتلة ، ومقاتلا تحت قيادة حلف الناتو في حرب الأوديسا ، ينقلب على عقبيه ككل مرة ، ويصرح بأن التدخل العسكري لحلف الناتو الذي دمر البنية العسكرية للدولة الليبية وهو ما ساعد الجماعات الإسلامية ، كالإخوان المسلمين والليبية المقاتلة والقاعدة وداعش .
* حيث أتهم جماعة الأخوان ( بالمكيافلية ) في حين أن هذه الصفة تنطبق عليه أكثر من غيره ، فخلال سيرته كان يفعل الفعل ونقيضه وفق مصلحته ونزواته بعيدا عن المبادئ ، فقد كان ضابطا في ثورة سبتمبر للإطاحة بالنظام الملكي وطرد القواعد الأمريكية البريطانية ، ليعود في 2011 ويرفع ذات راية الملكية التي ثار عليها ويعيد القوات الأمريكية البريطانية لليبيا .. وضابطا ضمن القوة التي أرسلتها ثورة الفاتح لمساندة الشعب المصري ضد الكيان الصهيوني ، ليعود في 2011 للمشاركة في تدمير ليبيا رفقة الصهيوني المرشح سابقا لرئاسة الكيان الصهيوني برناردليفي وتهديم النصب التذكاري للزعيم جمال عبدالناصر .. ومقاتلا مع جماعة الأخوان والمقاتلة الذي أنكر تطرفهم واصفا أياهم بالثوار وطلاب الحرية ، ليعود وينقلب عليهم ويقاتلهم بوصفهم خوارج وزنادقة وأرهابيين .. ومن معطي أحداثيات للناتو ومسثغيتا به لتكثيف ضرباته ، ليعود اليوم لإتهامة بتدمير البنية العسكرية الليبية .
* في شهر فبراير العام الماضي ، قال حفتر أنه يسيطر على 95% من الأراضي الليبية ، ومع أنه يفترض أنه زاد من سيطرته كونه سيطر على درنة مؤخرا ، لكنه يقول بالأمس في ذات اللقاء أننا نسيطر على 80% من الأراضي .. ( فمن أين يستسقي هذا المشير معلوماته ، أم أنه مصاب بزهايمر وفاقد للتركيز ) .. مع أن الحقيقة أن لايسيطر حتى على نصف تلك النسبة ، بل أنه حتى شرقا توجد بعض التشكيلات المسلحة خارجة عن سيطرته .
* وفي حين يسأله الصحفي عن تصريح المتحدث أحمد المسماري الأسبوع الماضي لصحيفة سبوتنيك الروسية بأن الوضع في ليبيا يتطلب تدخلاً من روسيا والرئيس بوتين شخصياً لإبعاد إيطاليا وتركيا وقطر .. يجيب حفتر بأنه ليس في حاجة لأي تدخل عسكري من أي دولة !! .. فهل هذه مؤسسة تتحدث بمسئولية أم كل يغني على ليلاه ، مع أن المسماري ليس غريب عليه طلب التدخل فقد كان يغني لفزعة ساركوزي وينقل أخبار الجزيرة حتى سمي في الشرق الليبي ( احمد بشاير ) ، وليس غريب الكذب على حفتر ، ففي ذات الوقت الذي يرفض التدخل الخارجي ، هناك جنود فرنسيين معه ، وكان ينكر وجودهم حتى أعلنت باريس عنهم بعد مقتل ثلاثة منهم ..
* في ظل هذا العبث والسقوط لكل مكونات فبراير .. ليس أمامك إلا الدهشة من بعض من كانوا على رأس الأمانات والهيئات ويحملون الفكر الجماهيري بينما يجتهدون لإقناعنا بأن فبراير بعضها مكون شرعي وبعضها مؤسسات وطنية وبعضها تيار وطني