على قناة العربية تقول الكاتبة الصحفية مايا خضرا

هناك حالة طلاق بين حكام فرنسا والشعب .. وهذا ليس في عهد ماكرون فقط بل يعود لعهود من سبقوه .
أنضمام 500 مدرسة ثانوية للحراك الشعبي ، وهذا يوضح أنضمام الشباب لحركة الفقراء ، في حين الأحزاب والنقابات الرسمية بقت خارج المشهد .
زيادة سعر الوقود بنسبة تصل إلى 60% أرهقت المواطنين . وهناك حالة جمود بين مطالبة شعبية بضرورة ألغائها وإصرار حكومي على بقائها .
الأنتفاضة أتت من أطراف فرنسا التي تعاني من المواصلات ، بعكس المدن مثل باريس ومرسيليا وليون وستراسبورغ ..
...
أما المستشرقة النمساوية العربية Habemus bonsai كتبت
ما يجري في فرنسا ، ليس ازمة ماكرون ، لكل من يعرف فرنسا ويتابعها ..
بل أزمة تراكمات تقاطعت اليوم في مظاهر العنف الذي نراه..
من جهة تراكم سقطات الحكام ، منذ اكثر من عشرين عاما, بالشكل والمضمون ، في اختيار الرئيس من اسوأ الى اسوأ ..
ومن جهة ثانية ، تراكمات الانزلاقات المعرفية والاجتماعية والاقتصادية ، إلى ما وصلنا اليه اليوم.
فرنسا هي مرآة للحالة المستعصية التي وصل اليها الغرب عموما ، باستهلاكه اللاعقلاني والمتصاعد ، وتدمير معابده واقتصاده المبني على النهب والنهب المتراكم .
هذا منذ 500 سنة ، وصل الى طريق مسدود أمام حالة نهوض قوة اخرى تزاحمه على احتكار الموارد.
وهذا مهم ، إذ بني كل اقتصادهم ونمط معاشهم على مآسي الشعوب الاخرى.
ولى زمن جبروتهم ، وها هم يهدمون كل ما بنوه بحركة انتحارية ..
وما يجري في فرنسا هو البداية فقط . الحضارة الغربية تدخل الغيبوبة .
وتضيف ..
* الآن باريس تحترق ولو جزئيا . ومع كل تظاهرة يكبر العنف وتفرط السلطة من بين يد ماكرون . وأوروبا ( وإن أنزل الإعلام ، في معظم القارة ، ستاره الحديدي على الاحداث ) كلها تراقب وتخشى العدو..
* في واشنطن يُهان الرئيس كل يوم ، والحرب الاهلية بين الضباع التي تدير المركز على أشدها.
* الاستفزازات ضد روسيا أكثر وقاحة ، والناتو يحاصرها ، كحصار الفأر للدب.
* المرحلة الآن خطيرة جدا ، والهروب الى الأمام ، من الازمات الداخلية ، الى حرب خارجية ، أحد الحلول عند فريق المأزومين.
* ها هو الشعب الراقي الفرنسي ، يتقدم في شارع الأوبرا ، بعدما خرب الشانزيليزيه ، وهو يأكل بالشوكة ويذهب الى الأوبرا ويدرس موليير وفولتير وروسو .
* وعند ساعة الجد ينساها كلها : الشوكة , الأوبرا , موليير , فولتير , وروسو ... ف تأملوأ !!!!!! .

من صور ثورة الجياع
طنجرة عتيقة تظهر في شوارع أوروبا .. فهل نرى قريبا تل أجعودة وأمجوى مدللة وصونية ناكر وبراويط اللياس .. ربما ..

إذا كانوا هكذا يتعاملون مع مواطنيهم المتظاهرين سلما .. فهل حقا أتوا بالرفال والتوماهوك والكروز لحماية مواطنينا ؟؟ أم أن الغباء كان سيد الموقف ، والعمالة في الجينات كانت الملهم والحافز ، والحقد الكامن في القلوب كان الجدار العازل بين الحقيقة والخديعة ؟ 

اللهم اضرب الظلمين بالظالمين ، اللهم دمر دول الناتو واجعلها هباءا منثورا