وعود الغرب وضمانات الأمم المتحدة

وعود الغرب وضمانات الأمم المتحدة
من وعود (الأبراج والرفاهية ) ،، إلى واقع ( لله يامحسنين )
أمريكا والعراق أنموذج ،، فهل نتدبر ونفهم ونستفيق ؟
* العراق الذي يعتبر أكبر مخزون احتياطي للنفط بعد السعودية وتتراوح احتياطاته ما يقرب من 200 مليار برميل ، ويصدر أكثر من 3.5 مليون برميل نفط يوميا ، والذي يملك الثروة المائية والصناعية والزراعية والنخيل والأثار الحضارية القيمة ، ويملك الخبرات والكوادر والعلماء ، " هذا حتى مجئ الإحتلال الأمريكي " .
* وأمريكا التي أحتلت العراق وهي تحمل مشعل الحريات والديمقراطية ووعود الرفاهية ، ووضعت بريمر الأمريكي حاكما على العراق والذي عاد بعد أنتهاء مهمته بزوجة عراقية وتخمة من ذهب العراق بعد أن أشعل الصراع المذهبي والحزبي ووفر مناخ تفشي الأرهاب وحل المؤسسات العسكرية والأمنية وفتح سجون أبوغريب .
وسحب البساط من تحت أقدام الشركات المحلية ورجال الأعمال العراقيين والقطاع العام العراقي ، كما قام بخصخصة الصناعات العراقية مثل مصانع الأنسجة والغذاء والملابس والمواد الهندسـية والكيمياء والسيراميك ، وبيع عدد كبير من المصانع الأخرى إلى شركات أجنبية .
حيث قام بتعيين فيليب كارول رئيس للجنة الاستشارية لقطاع النفط العراقي وهو رئيس سابق لشركة شل ، وتعيين دان امستوتز مدير شركة كارغيل العالمية لتصدير الحبوب مشرفا على القطاع الزراعي العراقي .
ومنح لشركة هاليبرتون عقداً سرياً بقيمة بليون دولار من أجل السيطرة علي حقول النفط العراقية وإصلاحها وترميمها وتشغيلها. علما أن رئيس مجلس إدارتها كان “ديك تشيني” نائب الرئيس الأمريكي .
وحصلت شركة بيكتل علي عقد من الوكالة الأمريكية للتنمية العالمية لإعادة البناء والبنى التحتية وإنشاء محطات كهرباء ومياه وطرق، وقد وصل العقد 680 مليون دولار وهو اكبر عقد في إعادة إعمار العراق. ومديرها آنذاك هو “جورج شولتز” والذي شغل منصب وزير الخارجية في عهد ريغان .
ويقول الخبير الأقتصادي سلام عادل ( أن عدد مشاريع إعمار العراق بلغ أكثر من عشرة آلاف مشروع بقيمة تجاوزت 300 مليار دولار، لكن نسبة إنجاز المشاريع بلغت 5% وهي نسبة تدل بشكل واضح على حجم الفساد في الدولة العراقية. وأشار إلى أن “نحو 9500 مشروع لم ينفذ بالرغم من صرف الدولة الأموال لإنجازها )
* في تقرير للكونغرس الأمريكي يقول أن الحرب في العراق خلال السنوات الثمانية الماضية كلفت 800 مليار دولار .
* اليوم العراق يشهد حالة فقر لم تحدث منذ 100 عام حسب تقارير موقع يقين العراقي ، وحوالي 3 ملايين طفل محرومين من الدراسة حسب تقرير اليونيسيف ، وتقبع العراق ضمن العشر الدول الأكثر فسادا في العالم حسب منظمة الشفافية الدولية ، ومايقارب 400 مليار دولار تبخرت حسب تصريح أحدى عضوات البرلمان العراقي . واختفت مايقارب 14000 قطعة أثرية من المتحف العراقي لتسجل بذلك أكبر سرقة لمتحفِ في التاريخ ، ويوجد 1.9 مليون لاجئ في المخيمات وفق بيانات الأمم المتحدة في أكتوبر 2018 .
* في فبراير 2018 عقد مؤتمر في الكويت بإشراف الأمم المتحدة والأتحاد الأوربي والبنك الدولي لجمع أموال لإعادة إعمار العراق العاجز عن حتى تأمين المياه والكهرباء للمدن العراقية .
* وقام وزير الخارجية الأمريكي بجولة في المنطقة لأجل جمع أموال بقيمة 100 مليار لإعادة إعمار العراق ( لله يامحسنين ) ، والتقارير تؤكد أن صندوق إعادة إعمار لم يصله سوى أقل من 2٪ من الأموال المطلوبة ، فهل نتعلم الدرس ونفهم مغزى الوصفات الغربية وضمانات وحلول الأمم المتحدة ؟ ... الفارس الليبي