من أسطبل داود إلى وارسو

من أسطبل داود إلى وارسو
كيف أنتقلت السعودية تحت العباءة الأمريكية من منبر تحريض على الجهاد الأفغاني وتكفير قادة الدول الثورية من ناصر وصدام حتى القذافي والأسد .. إلى ساحة غناء وأحتفالات رقص ومعارض أزياء وطقوس عيد الحب ورأس السنة ؟
* كان المطلوب سابقا .. قوة عقائدية تواجه الأتحاد السوفييتي .. فتولى الأزهر في عهد السادات ، والسعودية للتحريض والتمويل والأفتاء بعناوين نصرة الإسلام ضد الملحدين السوفييت ، ووعود صكوك الجنة والحوريات ، وخزعبلات الرؤى والكرامات التي تجعل المقاتل يحمل حفنة تراب فيرميها على الدبابة السوفيتية فتنفجر .. وهذه الخزعبلات كانت تنشر في عناوين الصحف الرسمية في مصر والسعودية .. أقنعت ألاف الشباب للسفر إلى بيشاور بغطاء أمريكي !!
* المطلوب أمريكيا اليوم .. حلف سني في مواجة الشيعة .. حلف سني يضم العرب والصهانية والأتراك .. وهذا يتطلب التخلى عن عباءة التزمت وأرتداء عباءة علمانية تقبل التطبيع وصفقة القرن وتعويض الأسرائيليين .. ولاحقا أفتتاح قواعد عسكرية صهيونية على غرار القواعد الأمريكية والبريطانية والفرنسية في دول الخليج !!
* اليوم في مؤتمر وارسو .. ( يتوسط نتنياهو الوزراء العرب بوعيد إيران ) طاولة مستديرة يجلس فيها وزير الخارجية اليمني خالد اليماني بجوار رئيس وزراء العدو الصهيوني نتنياهو .. وقال نتيناهو للصحفيين أنه سيلتقي الوفد السعودي برئاسة وزير الدولة للشؤون الخارجية عادل الجبير .. كما قام وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي بزيارة نتنياهو في مقر إقامته بالفندق لنقاش رؤية جديدة بشأن المستقبل .. كذلك الأمارات والبحرين والمغرب !!
* هكذا تدار اللعبة .. ويتم غسيل العقول .. وكما تحول شيوخ الأمر بالمعروف وفتاوي التكفير والجهاد إلى زبائن في محلات هدايا عيد الحب ، ورواد مسارح غناء تامر حسني وهيفاء وهبي .. بذات الطريقة تحول خونة وعملاء مجندين للمخابرات الأمريكية في ليبيا والعراق ، أجتهدوا في أعطاء أحداثيات المواقع العسكرية والأمنية إلى قادة جيش ووطنيين ومنقذين يلتف حولهم حتى الذين يعرفون حقيقتهم ومشروعهم الغربي ، كما جلبي ومالكي العراق وحفتر وسراج ليبيا .. الذين هم أيضا يقيمون أتصالات مع قادة الصهاينة كما أعلنت ذلك القنوات والصحف الأسرائيلية مؤخرا .. نحو هدف معلن ( مواجهة المد الشيعي ) وهدف خفي ( الإعتراف بالكيان الصهيوني وإقامة أرض الميعاد من البحر إلى البحر ، كما يشير العلم الصهيوني بالخطين باللون الأزرق ) ... الفارس الليبي





130