اوراق موسي كوسا المفقودة

على غرار كـتاب اوراق الموساد المفقودة الذي اصـدره الموساد لكي يؤكد الكثير من الشكوك الزائـفة للشعوب العربية عن قادة الانظمة السياسية بحيث تظهر هذه الشكوك والاحاديث السرية التي يتناولها الشارع العربي في المقاهي ووراء الجدران المغلقة وكأنها حقيقة في ملفات الموساد التي ضـاعت بعض اوراقها في سـيارة تاكـسي .

بالأمس في قناة ليبيا الاحقاد عُرِضـت بعض اوراق موسي كوسا المفقودة من خلال مذكـرات كان ترسـل من جهاز الامن الخارجي الي مدير مكتب المعلومات احمد رمضـان .

والتي في الغالب عندما تكون مطبوعة على جهاز كمبيوتر لا يقرأها العقيد لانه لا يثق في الوثائق المطبوعة لسهولة تسربها ولهذا غالباً ما تكون التقارير المهمة التي تعرض عليه شخصياً مكتوبة بخـط اليد ويدقق فيها لغوياً ونحوياً وفي احيان كثيرة عندما يجد بها اخطاء أملائية او نحوية يوجـه بخـصم شهر من مرتب رئـيس الجهاز الذي صدر عنه التقرير .

على كل حال هذا الموضـوع كـبير وخـطير والوقت غـير مناسب للخوض في تفاصـيله لعدة اسباب ولكن ما استطيع ان أوكـده لكم ان اوراق موسي كوسا في السنوات الاخيرة فقدت المصـداقية بالكامل واصبحت عبارة عن مجموعة قصصية اقرب للخيال منها للـواقع وهذا ما أكـده الاستاذ ابوزيد دوردة بعد ان شكل لجنة لمراجعة كل تقاريـر الجـهاز واظهـر من التجاوزات والقضايا القذرة ما وصـفه ابوزيد نفـسه بالسم الذي كان يضـعه موسي في الكاس الذي يشـرب منه النـظام .

عبداالله السنوسي بعد انشقاق موسي كوسـا اقتنع براي ابوزيد دوردة وقال له بأن كل كلمة كتبتـها عن موسي كانت حقيقة فـرد ابـوزيد بفطنته المعتادة بعد اتخذ دار بنـدقة .

اما بخصوص الارشيف السري فقد قلت لكم منذ ثلاثة سنوات اننا تعامـلنا معه في النهاية مثلما يتعامل الهنود مع جثامـين موتاهـم وذلك بموجب تعليمات من القائد معمر القذافي بعد ان قام طيران الناتـو بقصف مقرات الاجهـزة الامنية .

اتذكر ان العقيد يومها كان في مزرعة بـطريق المطار وطلب من الشهيد ابراهيم علي بأن يخـبر بعض رؤوساء الاجهزة الامنية بضرورة التخلص من الأرشيف الذي من شأنه ان يضر بالسلم الاجتماعي في الداخل او يعرض الامن القومي للمخاطـر مٰستقـبلاً .

وبالفـعل تم تنفيذ التعليمات واحرق الارشـيف والكثير من اسطوانات تسجيل المكالمات الهاتفية التي كانت موجودة بالادارة الفنية في جهاز الامن الداخلي وادارة الاستخـبارات والامـن الخارجي .

فكـرة التخلص من الأرشـيف كانت مؤلمة ولكنها ضرورية وكنا يومها اشـبه بمن يتواجـد على مركـب لم يعد يحتمل الاشخاص وبضاعـتهم فكان لزوما بأن ترمي البضاعة في البحر ، فأن يصـل المركب والبحارة الي الشاطئ افضل من ان يغرق الجـميع في قاع البحـر .

اما بخصوص محاولة تلمـيع موسي كوسا من جـديد على اعتباره ان طيفه مازال يلف حول طرابلس فهذه خـرافة لان الخائـن يموت بمجرد خـيانته ولكنه لا يدفن حتي يأتى موعد جـنازته .

أطمئـنوا الارشـيف احـرقتـه النـيران ولكن ‎%‎90 منه مازال عالقاً في الاذهـان وسيأتي يوم لنعـيد كتبته وترقيمه واعادتـه الي مكـانه حتي تعرف الاجيال القادمة الفرق بين رجال الدولة ومليشيات الفوضى .

===========
ولازال عزف الرصاص مستمرآ
=======
#الموسيقار