مبادرة السلام العربية هل عادت حقا ؟
2 مشترك
منتديات الدفاع عن الجماهيرية الليبية و سوريا العروبة :: المنتديات السياسية :: منتدى فضائح الخونة و النعاج
صفحة 1 من اصل 1
مبادرة السلام العربية هل عادت حقا ؟
في فبراير من عام 2002 شاهد متابعو التلفزبون العرب على المباشر؛ وقائع جلسات مؤتمر القمة العربية. وكان من لقطاتها قطع الاتصال عن ياسر عرفات وهو يتهيأ لإلقاء كلمته من رام الله، بعد أن منعته إسرائيل من المغادرة إلى بيروت، وكانت اللقطة كافية للقول بأن المؤتمر كله كباقي مؤتمرات القمة هو تحت المظلة الإسرائيلية.
والحقيقة كل الحقيقة أن هذه المبادرة لا علاقة لها بالأمير الملك ولا بالحكام العرب لامن قريب ولا من بعيد.. فقد كان دورهم الوحيد فيها هو إدخال بند يطالب الأمم المتحدة بتنفيذ قرارها194 وكان البند الذي وافقوا عليه أضعف كثيرا من ذلك القرار الصادر قبل ستين عاما أو يزيد، حيث فسروه بحل متفق عليه لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين.
ولكن اللاجئين الفلسطينيين كانوا ولا زالوا يعرفون أن الرؤساء العرب - إلا من رحم ربك - يتاجرون بهم وبقضيتهم وبعذاباتهم علنا وسرا. فديوان الأمير قال عن تلك المبادرة التي كشفها توماس فريدمان أن هذا الصحفي الأمريكي وجدها على مكتب الأمير الذي كان يدرسها فقط. وطبعا لم يكن ذلك صحيحا فمكاتب الأمراء ليست مرتعا للصحفيين حتى ولو كانوا من جلدة العم سام.
فمعروف أن الحبيب بورقيبة الرئيس التونسي الأسبق تجرأ في عام1964 وطالب الفلسطينيين بسياسة خذ وطالب.. وقد هبت المخيمات الفلسطينية ضده حتى قبل أن يغادر أريحا التي ألقى خطابه فيها، لأنها تعلم أن ليس لديها ما تعطيه للصهاينة وتأخذ بدلا عنه سوى وطنها الذي أخذ منها أصلا، وقد رفض الرئيس المصري جمال عبد الناصر أيضا أفكار بورقيبة جملة وتفصيلا.
ولأن المثل الجزائري يقول (اضربه على التبن ينسى الشعير) ضربت إسرائيل الدول العربية في عام1967 وحتى الآن ضربات متتالية؛ فنسوا الشعير .. بل وحتى القمح.. وهاهم في 2013 ينسون فلسطين بقمحها وشعيرها وبرتقالها وقدسها وأقصاها.. وهاهم الحكام العرب يذعنون لأمر وزير خارجية امريكا لإحياء تلك المبادرة مقابل تبادل ألأراضي والتي حتما ستكون القدس الشرقية بما فيها ألأقصى والقيامة من نصيب إسرائيل. فليس لدى العرب الآن أية قوة تفاوضية. فما سمي بالربيع العربي الذي ركبته الدول الكبرى زاد من وقاحة الحكام العرب ضد الشعب الفلسطيني ومن توغلهم على الشعوب العربية التي هي الآن داخل خزان في وسط الصحراء كما عبر ذات يوم الكاتب الفلسطيني غسان كنفاني الذي نسيه حتى أولئك الذين ارتزقوا من اسمه طويلا ومن روايته رجال في الشمس. فالمبادرة العربية في نسختها الأصلية جاءت بعد أن قال الإسرائيليون في منتصف تسعينيات القرن الماضي لجاك اكنل مستشار الملك حسين ورئيس فرع ال cia في الشرق الأوسط المقيم في عمان بأنه الآن لم يعد عند الفلسطينيين ما يقدمونه لإسرائيل، ففهم جاك اكتل أن مسلسل تقديم التنازلات وصل إلى الحكام العرب شخصيا، فاقترح الفكرة وصاغ المبادرة - كما قال في مذكراته - وبعد أن وافق عليها الإسرائيليون قدمها للملك حسين، ثم لولده الملك عبدالله، فأرسلها هذا إلى ملك المغرب الحسن الثاني الذي يضم قصره عددا كبيرا من المستشارين اليهود، وإلى مروان المعشر سفيره في واشنطن والذي كان سفيرا في تل أبيب، ومن هناك أرسلتها المصالح الأمريكية إلى الأمير السعودي وسربتها إلى الصحافة الأمريكية، ثم هرع الأربعون جلوازا إلى بيروت للتوقيع عليها وذر بعض الرماد لتضليل الشعوب العربية وعلى رأسها الشعب الفلسطيني. لكن هل يملك الحكام العرب بمن فيهم الحكام الفلسطينيون شيئا يقدمونه للإسرائيليين؟ لا أعتقد ذلك، فلعبة القرار الفلسطيني المستقل ولعبة الإجماع العربي أصبحت عملة عتيقة غير قابلة للصرف، فالقرار الآن هو قرار الشعب الفلسطيني الذي عرف طريق الحجارة وليس قرار عباس، وهو قرار الشعوب العربية التي عرفت طريق ساحات التغيير..
وإسرائيل تعرف قبل غيرها انه لو وقع لها كل آل عباس ميرزا وكل آل سعود وكل آل هاشم وكل الحكام العرب والمسلمين من كازاي إلى اردوغان ومن خامنئي إلى سيستاني، فإن توقيعاتهم لامعنى لها ولا مصداقية مالم توقع آخر عجوز فلسطينية في آخر قرية من منافي الفلسطينيين .. لذلك فهي تلعب بهؤلاء الأربعين وتوهمهم بوجود غنيمة يقتسمونها.
أما الحكام العرب فهم يذعنون لطلبات أسيادهم في البيت الأبيض وباكنغهام والأليزيه ظنا منهم بأن هؤلاء الأسياد سيطيلون أعمارهم، ولا يفعلون بهم ما فعلوه بزملائهم في تونس ومصر وغيرهما.. لكن الوقائع تقول:
إن هؤلاء الذين في الديار الكبيرة لا يرحمون عدوا ولا يراعون في صديقهم إلا ولا ذمة، ويبتزونه حتى وهو على فراش الموت، حال حكامنا العرب اليوم الذين تهتز كراسيهم كما لم تهتز من قبل.. وها نحن كعرب مشدودون إلى شاشات التلفزة على موعد مع فيلم السهرة بطولة الحكام العرب وموضوعه توقيعاتهم على قرار نحرهم المسمى المبادرة العربية للسلام. بعد أن أجلوه عقدا من الزمان ولم يفد تأجيله في شيء..
و سؤال يبقى مطروح .........
والحقيقة كل الحقيقة أن هذه المبادرة لا علاقة لها بالأمير الملك ولا بالحكام العرب لامن قريب ولا من بعيد.. فقد كان دورهم الوحيد فيها هو إدخال بند يطالب الأمم المتحدة بتنفيذ قرارها194 وكان البند الذي وافقوا عليه أضعف كثيرا من ذلك القرار الصادر قبل ستين عاما أو يزيد، حيث فسروه بحل متفق عليه لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين.
ولكن اللاجئين الفلسطينيين كانوا ولا زالوا يعرفون أن الرؤساء العرب - إلا من رحم ربك - يتاجرون بهم وبقضيتهم وبعذاباتهم علنا وسرا. فديوان الأمير قال عن تلك المبادرة التي كشفها توماس فريدمان أن هذا الصحفي الأمريكي وجدها على مكتب الأمير الذي كان يدرسها فقط. وطبعا لم يكن ذلك صحيحا فمكاتب الأمراء ليست مرتعا للصحفيين حتى ولو كانوا من جلدة العم سام.
فمعروف أن الحبيب بورقيبة الرئيس التونسي الأسبق تجرأ في عام1964 وطالب الفلسطينيين بسياسة خذ وطالب.. وقد هبت المخيمات الفلسطينية ضده حتى قبل أن يغادر أريحا التي ألقى خطابه فيها، لأنها تعلم أن ليس لديها ما تعطيه للصهاينة وتأخذ بدلا عنه سوى وطنها الذي أخذ منها أصلا، وقد رفض الرئيس المصري جمال عبد الناصر أيضا أفكار بورقيبة جملة وتفصيلا.
ولأن المثل الجزائري يقول (اضربه على التبن ينسى الشعير) ضربت إسرائيل الدول العربية في عام1967 وحتى الآن ضربات متتالية؛ فنسوا الشعير .. بل وحتى القمح.. وهاهم في 2013 ينسون فلسطين بقمحها وشعيرها وبرتقالها وقدسها وأقصاها.. وهاهم الحكام العرب يذعنون لأمر وزير خارجية امريكا لإحياء تلك المبادرة مقابل تبادل ألأراضي والتي حتما ستكون القدس الشرقية بما فيها ألأقصى والقيامة من نصيب إسرائيل. فليس لدى العرب الآن أية قوة تفاوضية. فما سمي بالربيع العربي الذي ركبته الدول الكبرى زاد من وقاحة الحكام العرب ضد الشعب الفلسطيني ومن توغلهم على الشعوب العربية التي هي الآن داخل خزان في وسط الصحراء كما عبر ذات يوم الكاتب الفلسطيني غسان كنفاني الذي نسيه حتى أولئك الذين ارتزقوا من اسمه طويلا ومن روايته رجال في الشمس. فالمبادرة العربية في نسختها الأصلية جاءت بعد أن قال الإسرائيليون في منتصف تسعينيات القرن الماضي لجاك اكنل مستشار الملك حسين ورئيس فرع ال cia في الشرق الأوسط المقيم في عمان بأنه الآن لم يعد عند الفلسطينيين ما يقدمونه لإسرائيل، ففهم جاك اكتل أن مسلسل تقديم التنازلات وصل إلى الحكام العرب شخصيا، فاقترح الفكرة وصاغ المبادرة - كما قال في مذكراته - وبعد أن وافق عليها الإسرائيليون قدمها للملك حسين، ثم لولده الملك عبدالله، فأرسلها هذا إلى ملك المغرب الحسن الثاني الذي يضم قصره عددا كبيرا من المستشارين اليهود، وإلى مروان المعشر سفيره في واشنطن والذي كان سفيرا في تل أبيب، ومن هناك أرسلتها المصالح الأمريكية إلى الأمير السعودي وسربتها إلى الصحافة الأمريكية، ثم هرع الأربعون جلوازا إلى بيروت للتوقيع عليها وذر بعض الرماد لتضليل الشعوب العربية وعلى رأسها الشعب الفلسطيني. لكن هل يملك الحكام العرب بمن فيهم الحكام الفلسطينيون شيئا يقدمونه للإسرائيليين؟ لا أعتقد ذلك، فلعبة القرار الفلسطيني المستقل ولعبة الإجماع العربي أصبحت عملة عتيقة غير قابلة للصرف، فالقرار الآن هو قرار الشعب الفلسطيني الذي عرف طريق الحجارة وليس قرار عباس، وهو قرار الشعوب العربية التي عرفت طريق ساحات التغيير..
وإسرائيل تعرف قبل غيرها انه لو وقع لها كل آل عباس ميرزا وكل آل سعود وكل آل هاشم وكل الحكام العرب والمسلمين من كازاي إلى اردوغان ومن خامنئي إلى سيستاني، فإن توقيعاتهم لامعنى لها ولا مصداقية مالم توقع آخر عجوز فلسطينية في آخر قرية من منافي الفلسطينيين .. لذلك فهي تلعب بهؤلاء الأربعين وتوهمهم بوجود غنيمة يقتسمونها.
أما الحكام العرب فهم يذعنون لطلبات أسيادهم في البيت الأبيض وباكنغهام والأليزيه ظنا منهم بأن هؤلاء الأسياد سيطيلون أعمارهم، ولا يفعلون بهم ما فعلوه بزملائهم في تونس ومصر وغيرهما.. لكن الوقائع تقول:
إن هؤلاء الذين في الديار الكبيرة لا يرحمون عدوا ولا يراعون في صديقهم إلا ولا ذمة، ويبتزونه حتى وهو على فراش الموت، حال حكامنا العرب اليوم الذين تهتز كراسيهم كما لم تهتز من قبل.. وها نحن كعرب مشدودون إلى شاشات التلفزة على موعد مع فيلم السهرة بطولة الحكام العرب وموضوعه توقيعاتهم على قرار نحرهم المسمى المبادرة العربية للسلام. بعد أن أجلوه عقدا من الزمان ولم يفد تأجيله في شيء..
و سؤال يبقى مطروح .........
fawzi zertit- عضو نشيط
-
عدد المساهمات : 194
نقاط : 243
تاريخ التسجيل : 07/05/2013
رد: مبادرة السلام العربية هل عادت حقا ؟
نحن الفلسطينيون اصحاب حق العودة لا نعترف لا بالمبادرات ولا بمن يمليها او يدعمها
نحن لن ولن نساوم على ذرة رمل من فلسطين فلسطين من النهر الى البحر
السهم الناري- المراقب العام
-
عدد المساهمات : 26761
نقاط : 63480
تاريخ التسجيل : 04/05/2013
الموقع : الوطن العربي
مواضيع مماثلة
» نتانياهو يعلن استعداده لبحث مبادرة السلام العربية الصادرة عام 2002
» جامعة الدول العربية:جدل حول بعث قوات حفظ السلام في ليبيا
» مقتل خطيب مسجد باب السلام محمد القداري بمنطقة حي السلام ببنغازي
» عادت ولم تبد الهوى
» عادت الجاهلية الاولى
» جامعة الدول العربية:جدل حول بعث قوات حفظ السلام في ليبيا
» مقتل خطيب مسجد باب السلام محمد القداري بمنطقة حي السلام ببنغازي
» عادت ولم تبد الهوى
» عادت الجاهلية الاولى
منتديات الدفاع عن الجماهيرية الليبية و سوريا العروبة :: المنتديات السياسية :: منتدى فضائح الخونة و النعاج
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأحد نوفمبر 03, 2024 3:32 pm من طرف ايمان محمد
» دورات تدريبية:دورة سجلات الأعمال الإحصائية للبلدان العربية|قطاع التامين:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 3:31 pm من طرف ايمان محمد
» دورة إدارة وبرمجة وتخطيط وجدولة وضبط المشاريع بإستخدام الحاسب الالي MS Project و بريمافيرا:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 3:23 pm من طرف ايمان محمد
» دورات تدريبية:دورة تخطيط وتطبيق مكاتب إدارة المشاريع والتحضير لشهادة مدير مشاريع محترف:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 3:19 pm من طرف ايمان محمد
» دورات تدريبية:دورة إدارة إتصالات ومخاطر وتوريدات المشاريع|إدارة المشاريع:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 3:16 pm من طرف ايمان محمد
» دورات تدريبية:دورة تطبيقات الحوكمة فى القطاع المصرفى Governance|البنوك والمالية:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 3:07 pm من طرف ايمان محمد
» دورات تدريبية:دورة مبادىء وإعداد القوائم المالية فى القطاع المصرفى|البنوك قطاع المصارف:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 3:04 pm من طرف ايمان محمد
» دورات تدريبية:دورة إدارة وتحصيل الإشتراكات التأمينية|البنوك قطاع المصارف:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 3:02 pm من طرف ايمان محمد
» دورات تدريبية:دورة استراتيجيات وتقنيات اعداد وادارة العقود والحد من المخاطر المالية والقانونيةالقانون والعقود:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 2:57 pm من طرف ايمان محمد
» دورات تدريبية:دورة الأســـس الفنيـــة لصياغــــة عقـــود المقـــاولات الإنشائيـــــة|القانون والعقود:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 2:54 pm من طرف ايمان محمد