الأرشيف العفن ألوف غانتس.. جنرال الوهم في «إسرائيل»
منتديات الدفاع عن الجماهيرية الليبية و سوريا العروبة :: المنتديات السياسية :: منتدى المقالات و التحليلات
صفحة 1 من اصل 1
الأرشيف العفن ألوف غانتس.. جنرال الوهم في «إسرائيل»
ألوف بيني غانتس رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي هو من يقود الحرب الوحشية ضد قطاع غزة بدم بارد، فمن مكتبه في تل أبيب صدق على عملية اغتيال أحمد الجعبري قائد كتيبة الشهيد عز الدين القسام بهدف توجيه ضربة قوية وقاصمة للفصائل الفلسطينية، ومن مكتبه أيضاً أوعز قبل أيام للبدء بعملية مكثفة أطلق عليها اسم عامود السحاب بقصد القول إنها لن تكون محددة بزمن وسقفها هو السماء.
داعية عدوان، لم يتوقف منذ أن وصل إلى منصبه عن تهديد غزة باجتياح عسكري.غانتس الذي وصف بأنه الرجل الثاني بعد بنيامين نتنياهو بحبه لسفك الدماء، لا ينوي التراجع بأي حال من الأحوال عن القيام بخطوة مؤلمة ضد قطاع غزة، خاصة أنه يؤمن بأن منح الفصائل الفلسطينية فرصة العمل بحرية في القطاع سيؤثر سلباً على «أمن» الكيان واستقراره، وأخطر تصريحاته وأحدثها هي إمكانية إعادة سيناريو العام 1967 باحتلال قطاع غزة والضفة وسيناء كاملة، وقد يتحقق ذلك في أقل من 6 أيام على حد زعمه وحسب أوهامه.
سيناريو غانتس بدا هزيلاً أمام صواريخ المقاومة الفلسطينية، فها هو اليوم السادس على العدوان الإسرائيلي على غزة ولم تتحقق «نبوءة» غانتس ولا تزال طائرات «الأباتشي» و«إف 16» وطائرات الاستطلاع وحدها فقط تخترق أجواء غزة، دون أن يجرؤ جندي إسرائيلي واحد على تخطي حدود القطاع.
إن أقوال غانتس وتطلعاته بأنه «يستطيع احتلال كافة الدول العربية» بجيشه الصغير وسلاحه الذي يقول عنه إنه متطور، تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك صحة ما يقوله محللون سياسيون بأن غانتس له تخيلات وأوهام أكبر من عمره، والواضح أن هذا الجنرال الصهيوني الذي وصف بالماكر لشدة خبثه وحقده، لا يستطيع أن يحدد حجم الذاكرة المفقودة في رأسه قبل أن يحدد تخيلاته التي بناها على حالة مرضية صورت له أن مصر بعد ما يسمى «الربيع العربي» دولة ضعيفة فقدت السيطرة الكاملة على سيناء ومحافظاتها، وأن جيش مصر منشغل في قضايا الأمن الداخلي للبلاد ولا يمكنه العمل على جبهات متعددة وبالتالي الدفاع عن مصر، كما صورت له تخيلاته أيضاً أن غزة أصبحت «قندهار» يمكن لجيش الاحتلال أن يدخلها كما فعل الجيش الأميركي، ويعتقد أن الانقسام سيسهل اجتياحها من جديد، ولعل اليوم من خلال تطويق القطاع بالنار وإمطارها بالغارات الوحشية يحاول تحقيق أوهامه وتخيلاته التي تحولت كما يرى محللون إلى مرض قد يكون على شاكلة مرض العظمة والكبر، وهذا المرض ليس له علاج إلا مواجهة الحقيقة المرة بالنسبة له، ولكي يعرف غانتس الحقيقة لابد أن يجرب، ولعله يجرب اليوم في غزة.
تعيين غانتس رئيساً للأركان لم يكن إلا فصلاً من فصول حرب الجنرالات الأزلية وسط مؤسسة عسكرية مليئة بالمؤامرات، حيث تسلم غانتس منصبه كحل وسط ومناسب ينهي الخلافات الحادة التي وصلت إلى حد القطيعة بين وزير الحرب ايهود باراك ورئيس هيئة أركان الجيش المنتهية ولايته غابي اشكنازي حول من سيتولى هذا المنصب، حيث كان باراك يؤيد تعيين قائد الجبهة الجنوبية اللواء يوآف غالنت، وكان اشكنازي يؤيد تعيين قائد الجبهة الشمالية غادي آيز نكوت ولم يكن غانتس ضمن المرشحين وكانت حظوظه متدنية جداً أمام الميجر جنرال غالنت الذي أقرت الحكومة الصهيونية تعيينه رئيساً للأركان ثم سرعان ما عادت فألغت قرارها بعد أن كُشف متأخراً قيامه قبل سنوات باستغلال نفوذه، ليخلفه سريعاً جداً غانتس الذي كان يشغل منصب رئيبس هيئة الأركان في عهد اشكنازي واستقال من منصبه احتجاجاً على تخطيه وعدم اختياره لمنصب رئيس الأركان وتعيين غالنت.
شهادة فقر لاشكنازي وباراك، هكذا وصف محللون عسكريون قرار تعيين غانتس رئيساً للأركان خصوصاً أنه لم يكن مرشحاً لأي من الجنرالين المتصارعين، ورأوا في تكليفه نتيجة ضغط عامل الوقت وللظروف الإقليمية المحيطة بذلك.
ولد غانتس في عام 1959 والده ناحوم غانتس كان رئيس ما يسمى «الوكالة اليهودية» الذي ساهم في استقدام يهود العالم إلى «إسرائيل» كما كان مسؤولاً عن دعم الكثير من الحركات الاستيطانية الأخرى، ولم يكن غانتس أقل عنصرية من أبيه حيث أحضر في عام 1991 عندما كان قائداً لوحدة «شلداغ» التابعة لسلاح الجو الإسرائيلي 14400 صهيوني من إثيوبيا إلى «إسرائيل» خلال 34 ساعة بمشاركة 30 طائرة من سلاح الجور الإسرائيلي، وفي عام 1992م أصبح قائداً لشعبة المظليين الاحتياطية، ثم عين قائد شعبة يهودا، وبعدها بعام تم تعيينه قائد شعبة المظليين، وكان قائد الارتباط في لبنان عام 2000 الذي أشرف على انسحاب الجيش الإسرائيلي بعد هزيمته في جنوب لبنان، وفي عام 2002 عُين قائداً للمنطقة الشمالية في جيش الاحتلال ثم تولى قيادة القوات البرية فيه.
تعرف غانتس على طبيعة الحياة في الولايات المتحدة عندما قصدها أول مرة في العام 1997م لغرض الدراسة الأكاديمية، ثم انخرط فيها أكثر عندما عاد إليها في عام 2007 ملحقاً عسكرياً للكيان الصهيوني، حيث تقرب أكثر من الضباط الأميركيين وبنى معهم العلاقات التي من شأنها أن تدعمه وترفع من أسهم حظوظه لتولي مناصب قيادية عندما يعود إلى «إسرائيل».
أكثر ما يثير حفيظة غانتس ويخرجه عن طوره هو توصيفه بالأمير في إشارة إلى أنه تدرج في المناصب العسكرية المختلفة من دون أن يبذل جهداً خاصاً، وكذلك يوصف أيضاً بالجنتلمان في تلميح أقرب إلى الاستهزاء به منه إلى المديح نظراً إلى نبرته الهادئة في الحديث.
إن غانتس شأنه شأن القيادات الصهيونية الأخرى، يرى العرب والمسلمين «أعداء» لكيانه المزعوم، وأنهم «إرهابيون» مهما اختلفت توجهاتهم طالما أنها في النهاية لا تصب في مصلحة كيانه، فغانتس يرى أن سورية تشكل خطراً استراتيجياً على الكيان الصهيوني، وتمثل تهديداً مباشراً لأمنه، خاصة أنها تعمل على تعزيز مقدارتها وتتزود بصواريخ بعيدة المدى، وعندما يتحدث الجنرال الصهيوني عن التدخل في سورية يصفه بأنه عمل قد يجره إلى حرب غير مضمونة.
كما يرى غانتس أيضاً في حزب الله خطراً استراتيجياً لا يجب الاستهانة به، ولذلك ينصحه بأن «لا يجرب قوة الكيان الصهيوني لأن ذلك سيؤلمه» كما قال وحذر عدة مرات، متناسياً هزيمته وهزيمة كيانه في حرب تموز عام 2006م في لبنان، عندما كان غانتس حينذاك قائداً للمنطقة الشمالية والذي لم يظهر أبداً «كقائد ميداني» أثناء الحرب سوى متصدر واجهة الصحف الإسرائيلية في وضعية القتال وهو يصوب رشاشه العوزي نحو جهة لبنان علّه يشد الأزر بعد كل ما كان قد كشف عنه السيد حسن نصر الله في خطاباته التي كان الصهاينة يستقون منها الخبر الصحيح لأن حكوماتهم العسكرية المصغرة لم تكن تصدقهم القول بل كانت تصور لهم عكس ما يجري لتكون خيبتهم كبيرة بهزيمة هزت أركان الكيان الصهيوني.
غانتس كان قائداً فاشلاً أثناء عدوان تموز، هذا ما يمكن استنتاجه من تقرير «لجنة فينوغراد» التي حققت في الإخفاقات الإسرائيلية، حيث وجهت انتقادات شخصية لغانتس على خلفية الوهن الكبير في قدرات القوات البرية لتأدية مهماتها.
وفي الشأن الإيراني انضم غانتس إلى معسكر الرافضين لفكرة قيام «إسرائيل» بمهاجمة المنشآت النووية الإيرانية وخالف نتنياهو وباراك وأعلن أن توجيه ضربة لإيران هو خطأ فادح فالحرب في نظر غانتس ضد إيران يجب أن تكون آخر سلاح قد يستخدم، ويفضل استنفاد كل الوسائل الأخرى مثل الجهود الدبلوماسية والإجراءات العقابية المتصاعدة بالتدريج والتلويح بالخيار العسكري ثم التهديد العسكري فحسب، بعد ذلك اللجوء إلى الحرب، وحتى هذه الأخيرة يرى غانتس أنها يجب أن تتم بالتنسيق مع الغرب وليست حرباً إسرائيلية فردية، فقدرة «إسرائيل» على توجيه مثل هذه الضربة لإيران محدودة، والجبهة الداخلية للكيان ليست مستعدة اليوم لمواجهة التهديدات الإيرانية، لكنه يؤيد في الوقت ذاته أن تتجهز «إسرائيل» لمثل هذه الخطوة، فموقف رئيس الأركان ومن معه في معسكر الرافضين يقول إنهم لا يريدون الحرب لكنهم في الحقيقة لا يريدون حرباً يخسرونها.
لم يسجل الجنرال الصهيوني الموقف ذاته من السودان عندما عرض على حكومة الكيان الإسرائيلي خطة أعدها لقصف مصنع اليرموك في الخرطوم، وزاد في إصراره رغم معارضة بعض المسؤولين الإسرائيليين للفكرة في بداية الأمر.. نعم غانتس كان المسؤول المباشر عن إعطاء أمر العمليات «لقيادة العمق» التي شنت غارات على المصنع بزعم «أنه يحتوي على أسلحة وصواريخ كانت مهيأة للتهريب إلى المقاومة في لبنان وفلسطين».
رغم أعجاب غانتس بجيش الاحتلال الذي يتزعمه، إلا أنه يخشى الشعب العربي دائماً، وأكثر ما يخشاه أن تتحول اليقظة العربية إلى بوصلتها الحقيقية فلسطين لذلك يواصل دعوة الصهاينة إلى عدم الخلط والتخوف من الواقع.. هذا الواقع الذي ربما غانتس يخافه أكثر من الإسرائيليين الذين يحاول دائماً طمأنتهم رغم كل ما يشهدونه اليوم من رد المقاومة الفلسطينية على العدوان الوحشي للكيان الصهيوني على قطاع غزة المحاصر بالدم والنار.
السهم الناري- المراقب العام
-
عدد المساهمات : 26761
نقاط : 63480
تاريخ التسجيل : 04/05/2013
الموقع : الوطن العربي
مواضيع مماثلة
» بني غانتس: «حزب الله» أصبح يغطي كل «إسرائيل» بالصواريخ
» من الأرشيف : العراق في ضمير القائد معمر القذافي
» حماة العفن
» العفن الملصّق في العروبة
» العفن الملصّق في العروبة
» من الأرشيف : العراق في ضمير القائد معمر القذافي
» حماة العفن
» العفن الملصّق في العروبة
» العفن الملصّق في العروبة
منتديات الدفاع عن الجماهيرية الليبية و سوريا العروبة :: المنتديات السياسية :: منتدى المقالات و التحليلات
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
أمس في 9:34 pm من طرف larbi
» نكبة بلد المشاعر
أمس في 4:41 pm من طرف عبد الله ضراب
» صلاح الدين الايوبي
الخميس نوفمبر 21, 2024 10:36 pm من طرف larbi
» جنائية الدولية تصدر أمري اعتقال ضد نتنياهو وغالانت
الخميس نوفمبر 21, 2024 4:06 pm من طرف larbi
» الى فرسان اليمن
الأربعاء نوفمبر 20, 2024 9:52 pm من طرف larbi
» كلمة مندوب الجزائر في مجلس الأمن بعد الفيتو الأميركي ضد قرار وقف الحرب على غزة
الأربعاء نوفمبر 20, 2024 9:34 pm من طرف larbi
» كلمة الأمين العام لحزب الله اللبناني نعيم قاسم
الأربعاء نوفمبر 20, 2024 9:32 pm من طرف larbi
» مقتل جندي و إصابة 11 جنديا إسرائيليا في معارك جنوب لبنان
الثلاثاء نوفمبر 19, 2024 7:00 pm من طرف larbi
» مقتل جندي إسرائيلي و جرحى من لواء غولاني بمعارك جنوب لبنان
الثلاثاء نوفمبر 19, 2024 6:48 pm من طرف larbi
» بيان المتحدث العسكري باسم الحوثيين العميد يحيى سريع بشأن استهداف سفينة في البحر الأحمر
الثلاثاء نوفمبر 19, 2024 6:37 pm من طرف larbi