القشّة السورية التي قصمت ظهر البعير الإخونجي
منتديات الدفاع عن الجماهيرية الليبية و سوريا العروبة :: المنتديات السياسية :: منتدى المقالات و التحليلات
صفحة 1 من اصل 1
القشّة السورية التي قصمت ظهر البعير الإخونجي
مجتبى الفقيه
نقف عند مظلوميّة الإخوان المسلمون منذ عهد الملك فاروق إلى حين انتخاب الرئيس محمد مرسي رئيساً لجمهورية مصر العربية، فقد مرّ الكثير من المحطات الدموية في عهد الفريق عبد الحكيم عامر وانتهت بانتهائهم في سجون عهد الرئيسين جمال عبد الناصر ومحمد أنور السادات، وإدخالهم مجلس الشعب في عهد الرئيس محمد حسني مبارك.
كان هذا على مستوى جمهورية مصر العربية فقط، إما بشكل عام وفي دول المغرب العربي وإفريقيا فقد تمّ التقوقع ضمن مقرّرات ديمقراطية رسمها زعماء الدول التي يتواجدون بها ولو جزئياً من حكامها.
مخطئٌ من ظن بأن حركة الإخوان المسلمون لم تكن في ليبيا كما يتداول الكثيرون، فأحداث تونس هي خير دليل على تواجدهم رغم قوة وبأس العقيد معمّر القذافي، فحدود ليبيا وتونس كانت ملاذاً للتونسي والعكس صحيح في ثورة ليبيا.
فالمظلوميّة التي تعامل بها المواطن العربي مع الإخوان كانت أقوى من بأس القذافي بحماية تونس من السقوط في أيديهم، وعلى الرغم من السقوط المدوي لرجل أميركا الأول في شمال القارّة الأفريقية، استطاع التونسي الخروج من بوطقة الإخونجي ولو على مدى سنتين من الزمن، وما نشهده من تنازل للمرشد العام راشد الغنوشي لهو خير دليل على قدرة الشعب التونسي على تخطي تلك الظاهرة الجديدة على المجتمع العربي والإسلامي، وإن أحرار تونس الذين زاروا دمشق والذين لم يقطعوا الإتصالات بالحكومة السورية يوماً هم صمّام أمان الشعب التونسي ونواة دولة تونس المستقبل.
إما في ليبيا فالمصيبة جلل، لقد خرج الإخوان من منظومة العمل الإقليمي، فغدوا مجرمين تحت مسمى الإسلام، وتشرذمت قواهم وتفتتت عند العصابات التي نراها تتقاتل فيما بينها على الغنائم، ولعل الإفرنجي نجح في مبتغاه بليبيا بنسبة مئوية عالية، فالنفط أصبح مقابل العلاقات وليس السلاح، مقابل الزعامات وليس المال، وما نراه هو حربٌ أهلية بامتياز دون مسمى تقليدي.
ولن نخوض في الجزائر ومالي لاختلاف النمط الإخونجي عندهم، ولهذا الأمر مبحث خاص مختلف لاختلاف الجغرافيا والثروات الطبيعية بالبلدين، ناهيك عن القدرات العسكرية للبلدين، فالجزائر بلد أمني أكثر منه عسكري، و جمهورية مالي لا وجود للقدرة العسكرية فيها منذ استقلالها عن فرنسا.
نعود لمصر إحدى جناحي الأمة العربية، وهي مرتكز القوى لمساحتها الديمغرافية، فبشريّا هي الأكبر في العالم العربي، وجغرافيّاً هي من الدول الأكبر.
فبعد حرب استنزاف مع العدو الصهيوني، عانت مصر ما عانته بسبب القضيّة الفلسطينية حتى استسلام الرئيس محمد أنور السادات للمستعمر الأميركي وخروجه من منظومة الدول الممانعة، استقرّت مصر أمنيّاً، لكن بقيت تداعيات الفقر المدقع تصول وتجول إلى يومنا هذا، فلا الصلح مع “إسرائيل” أخرجها من فقرها، ولا موقعها التصالحي الجديد أعطاها زخماً ودفعاً للأمام، فقد انتهى بها المطاف في قمقم التجّار حتى نهاية حكم الرئيس محمد حسني مبارك.
بعد ثورة 25 يناير كان للمواطن المصري أول بطاقة انتخاب حقيقية، لكنه وقع هذه المرّة في فخ المستعمر الجديد الذي لطالما حذّر شرفاء أمتنا العربية من الوقوع فيه، ولعل أكثر المنادين به هم صحافيو وكتّاب مصر أمثال السيد محمد حسنين هيكل والسيد حمدي قنديل والكثير الكثير من الذين لا تسع الصفحات لأسمائهم، ففي ليل مظلم انتُخِب الرئيس محمد مرسي رئيساً بمباركة دوليّة، فكانت أول تجربة للأخوان المسلمون بالحكم، وكم كان المواطن المصري مدهوشاً عند امتطاء الإخونجي “أبجر” الرئاسة المصريّة، لكن، ما بَرِح أن خذله الرئيس المنتخب بقراراته التي سنأتي عليها لاحقاً، فتاريخ الرجل في سماء “سانا” كـ دكتور أمرٌ وقف عنده البسطاء كثيراً، وكعادة المواطن المصري الطيّب، أُعطى الرجل الوقت الكافي لإنجاز ما وعد به من إصلاح للدولة، وهذا مبتغى كل عربي وليس مصري فقط، وكم كانت الصدمة مدويّة عندما أكّد التزامه بكامب ديفيد، والإتفاقات مع العدو الصهيوني الغاصب، والفضيحة كانت مناداته رئيس الكيان الصهيوني الغاصب بـ “أخي شيمون بيريز”، فهل كل ما كان يقوله الرئيس مرسي والإخوان عن عدائهم لليهود هو كذب؟ هذا ما كنّا ننتظره، لعلّنا أمام “تكتيك” سياسي مختلف سابقٌ لفكرنا السياسي والإستراتيجي، فانتظرنا ولم نجد جديداً أو أمراً مخالفاً، لكن كان هناك إصراراً على أُخوّة بيريز أرفقها بتدمير أنفاق رفح – غزّة بحجّة إن لا إغلاق لمعبر رفح بعد اليوم، وقد تم إغلاقها بعد ثلاثة أيام وما زالت إلى يومنا هذا.
لم يكتفي الرئيس مرسي بالكيل مكيالين، فبدأ بحجز الحريّات الصحفيّة، وسبق كل الأنظمة بشَبَق الإسكات، فأخرج العامة عن دينهم، فبدأ يكفّر من لا لحية له، وكل من خالف تعاليم الإخونجية لم ينل شرف الغداء مع نبي الرحمة، وبدأ يخلّد من يشاء في نار جهنّم، وأرسى انشقاقات الطائفية في مصر ومحيطها، وركّز عليها بكل ما أوتي من قوة لإرساء حكمه ولكن ليس بـ “ومن لم يحكم بما أنزل الله” بل بـ “ومن لم يحكم بما أمر أخوه شيمون بيريز”، وفي خضم التجاذبات بدأ المصريون يرون ما لم يعتادوا عليه يوماً، “السحل” بعد القتل، وتكفير المسيحي واستباحة دمه ومقدساته ودور عبادته، وكل هذا باسم إسلام الإخونجيّة، ناهيك عن التطاول على المصريين كأمة حيّة، ووصفه الأحرار في مصر بالجهلة، و”شويّة عيال صُيّع” ولعل أكثر ما أخرج الناس عن صمتهم هو قطعه العلاقات مع سوريا وإعلان حربه عليها وعلى حزب الله، فكانت تلك هي القشّة التي قصمت ظهر البعير الإخونجي، وما نراه اليوم هو ابتداء لثورة تطهير جديدة من رجس الرئيس مرسي وأقرانه.
بانوراما الشرق الأوسط
السهم الناري- المراقب العام
-
عدد المساهمات : 26761
نقاط : 63480
تاريخ التسجيل : 04/05/2013
الموقع : الوطن العربي
مواضيع مماثلة
» الأسلحة الحديثة التي تم دعم المعارضة السورية بها
» ما هي (عاصفة" إسرائيل) التي أسقطتها منظومة S200 السورية؟
» ما هي الاهداف التي حققتها القيادة السورية بيوم واحد ؟
» المناطق السورية التي ستكون ساخنة خلال الايام المقبلة
» من هي الدول الغربية التي التقت المخابرات السورية لمحاربة الارهاب ؟
» ما هي (عاصفة" إسرائيل) التي أسقطتها منظومة S200 السورية؟
» ما هي الاهداف التي حققتها القيادة السورية بيوم واحد ؟
» المناطق السورية التي ستكون ساخنة خلال الايام المقبلة
» من هي الدول الغربية التي التقت المخابرات السورية لمحاربة الارهاب ؟
منتديات الدفاع عن الجماهيرية الليبية و سوريا العروبة :: المنتديات السياسية :: منتدى المقالات و التحليلات
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأحد نوفمبر 03, 2024 3:32 pm من طرف ايمان محمد
» دورات تدريبية:دورة سجلات الأعمال الإحصائية للبلدان العربية|قطاع التامين:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 3:31 pm من طرف ايمان محمد
» دورة إدارة وبرمجة وتخطيط وجدولة وضبط المشاريع بإستخدام الحاسب الالي MS Project و بريمافيرا:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 3:23 pm من طرف ايمان محمد
» دورات تدريبية:دورة تخطيط وتطبيق مكاتب إدارة المشاريع والتحضير لشهادة مدير مشاريع محترف:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 3:19 pm من طرف ايمان محمد
» دورات تدريبية:دورة إدارة إتصالات ومخاطر وتوريدات المشاريع|إدارة المشاريع:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 3:16 pm من طرف ايمان محمد
» دورات تدريبية:دورة تطبيقات الحوكمة فى القطاع المصرفى Governance|البنوك والمالية:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 3:07 pm من طرف ايمان محمد
» دورات تدريبية:دورة مبادىء وإعداد القوائم المالية فى القطاع المصرفى|البنوك قطاع المصارف:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 3:04 pm من طرف ايمان محمد
» دورات تدريبية:دورة إدارة وتحصيل الإشتراكات التأمينية|البنوك قطاع المصارف:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 3:02 pm من طرف ايمان محمد
» دورات تدريبية:دورة استراتيجيات وتقنيات اعداد وادارة العقود والحد من المخاطر المالية والقانونيةالقانون والعقود:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 2:57 pm من طرف ايمان محمد
» دورات تدريبية:دورة الأســـس الفنيـــة لصياغــــة عقـــود المقـــاولات الإنشائيـــــة|القانون والعقود:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 2:54 pm من طرف ايمان محمد