كيف تنظر بريطانيا إلى مستقبل سوريا وإيران والربيع العربي؟
2 مشترك
منتديات الدفاع عن الجماهيرية الليبية و سوريا العروبة :: المنتديات السياسية :: منتدى المقالات و التحليلات
صفحة 1 من اصل 1
كيف تنظر بريطانيا إلى مستقبل سوريا وإيران والربيع العربي؟
كريستينا شطح
بتاريخ 12/6/2013 أقام مجلس السفراء العرب غداء عمل على شرف رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية البريطاني «MI6» السير جون ساورز، بحث في ملفّات أساسية أهمّها الملف السوري، «الربيع العربي» والملفّ الإيراني، إضافة إلى الموقف الروسي حيال الأزمة السورية العالقة.
يكشف تقرير ديبلوماسيّ حصلت عليه "الجمهورية" أنّ المجتمعين اعتبروا في الملف السوري، أنّ "المعارضة السورية حقّقت خلال العامين الماضيَين عدداً من المكاسب، بيدَ أنّ النظام استطاع خلال الشهرين الماضيين، بدعم من حلفائه، تغيير الموازين لصالحه، لذلك يشعر بثقة أكبر.
وفي هذا الإطار، لا ترى بريطانيا أيّ تعديل مبكر على سياستها الحالية القاضية بتقديم المساعدات والأسلحة غير الفتّاكة، فالمعارضة السورية متنوّعة جداً وتضمّ عناصر لا تحظى بالمصداقية وعناصر أخرى مرتبطة بتنظيم "القاعدة"، وعلى هذا الأساس تستبعد بريطانيا أيّ حلّ قريب للأزمة السورية.
ويلفت التقرير إلى أنّ آفاق الواقع السوري غير مشجّعة: إذا استطاع نظام الرئيس بشّار الأسد استعادة حلب، ستبقى المعارضة مسيطرة على مناطق مختلفة، أمّا إذا استطاعت المعارضة تحقيق تقدّم فإنّ النظام سيحتفظ بجزء من سوريا ذات طابع مذهبي.
ويوضح محضر الاجتماع أنّ جهود الولايات المتحدة وبريطانيا لإدخال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في تسوية تفاوضية يزداد صعوبة مع تحقيق النظام مكاسب على أرض الواقع، وأنّ المدخل الوحيد لمعالجة مختلفة للأزمة السورية يستلزم تحقيق توازن ميداني، وهذا ليس خياراً سهلاً.
وتسعى بريطانيا إلى تحقيق تسوية تؤمّن انتقالاً سلِساً من الأسد إلى حكومة معيّنة، يكون إذا أمكن مثالياً من خلال حكومة منتخبة بطريقة عادلة وتمثيلية، مع استمرارية دور المؤسّسة العسكرية تجنّباً للفراغ الناجم عن تغيير النظام، كما حصل في العراق وليبيا.
هناك قلق جدّي من الأسلحة الكيماوية في سوريا، ولدى بريطانيا أدلّة قوية على أنّ النظام يستعملها ضدّ المدنيين، إضافة إلى مخاوف كبيرة من تسرّب الأزمة السورية إلى العراق، لبنان، تركيا والأردن، ممّا يقوّض الاستقرار الإقليمي.
تسليح المعارضة
ويعتبر التقرير أنّ "تسليح المعارضة السورية لن ينهي الصراع ولكنّه سيخلق نوعاً من التوازن بين الطرفين يعزّز من فرص تحقيق تسوية، وأنّ تسليح المعارضة السورية دونه تعقيدات أبرزها:
1 – المشروعية
2 – العواقب الإنسانية
3 – المنظّمات الإرهابية، خصوصاً أنّ جزءاً من المعارضة السورية على علاقة بـ"القاعدة".من هنا، لا ترى بريطانيا أيّ حلّ قريب لهذه المسألة.
ويكشف التقرير عينه عن أنّ زيارة وزير الخارجية البريطاني وليم هيغ إلى الولايات المتحدة لا تهدف بشكل رئيسي إلى إقناع واشنطن بتسليح المعارضة السورية، إنّما إلى تحفيزها على الانخراط الكلّي في سوريا.
فالملفّ السوري ليس أولوية رئيسية في السياسة الخارجية الأميركية، ولدى الرئيس الاميركي بارك أوباما مجموعة مسائل وأزمات داخلية ودولية أخرى، لذلك فإنّ جهود الدول الغربية حيال سوريا تحتاج إلى تكامل مع كامل طاقة الولايات المتحدة من أجل تحقيق التوازن العسكري والسياسي المطلوب.
أولويات بريطانيا
من جهة أخرى، يفيد التقرير أنّ أولويات السياسة البريطانية هي تدارك استعمال السلاح الكيماوي، مكافحة الإرهاب، تقديم العون اللازم إلى اللاجئين والتخفيف من معاناة الأزمة الإنسانية، لأنّ بريطانيا قلقة من وجود مقاتلين بريطانيين في سوريا، خصوصاً بعد التعرّف إلى هوية نحو 70 مواطناً بريطانياً يقاتلون الى جانب المجموعات الأصولية، إضافة الى المخاطر من اكتساب هؤلاء خطاباً وأدوات عُنف، واستعمالها بعد عودتهم داخل بريطانيا، لأنّ البريطانيين الذين شاركوا في القتال في العراق لم يتسبّبوا بأيّ مشاكل بعد عودتهم، على عكس الذين شاركوا في القتال داخل أفغانستان.
وعن إقامة منطقة حظر جوّي في سوريا، يُظهر التقرير أنّ هذه المسألة تبدو أكثر تعقيداً ممّا جرى في ليبيا، وهي تستلزم مهاجمة العديد من القواعد الدفاعية الجوّية السورية التي تحظى في معظمها بحماية روسية، كما أنّ هذا الخيار يتطلّب الانخراط الكلّي للولايات المتحدة الأميركية.
إيران
أمّا في ما يخصّ الملفّ الإيراني، فيوضح التقرير أنّ إيران تُشكّل مصدر القلق الرئيسي في المنطقة لأسباب عدة، خصوصاً تعزيزها الانقسامات السنّية - الشيعية، لا سيّما في لبنان والخليج، وافتعالها الأزمات في بعض دول المنطقة، فضلاً عن ممارسة نفوذها السلبي، ودعمها بعض الميليشيات.
وتأمل بريطانيا في هذا الإطار، نجاح المفاوضات مع إيران، بيدَ أنّ هذه المفاوضات لم تحقّق غايتها بعد، كما تبني آمالاً على الضغوط والعقوبات على إيران لإحداث تغيير في موقفها، بحَيثُ بدأت تظهر مفاعيل العقوبات في نواحي متعدّدة في إيران، ولكنّها لم تؤدِّ بعد الى إقناع مرشد الثورة علي خامنئي بتغيير قناعاته.
ويلفت التقرير إلى أنّ بريطانيا لا تقلّل من مخاطر نشوب حرب بسبب إصرار إيران على حيازة أسلحة نووية، وإلى أنّ الانتخابات الرئاسية الإيرانية لن تغيّر في المعادلة السياسية الإيرانية. وتستبعد بريطانيا نجاح المرشّح الإصلاحي حسن روحاني، لأنّ الرئيس الايراني المقبل هو من يختاره المرشد، ومن تداعيات حيازة السلاح النووي تحوُّلُ إيران دولةً محصّنة ولاعباً مؤثّراً في المنطقة".
الربيع العربي
وبالنسبة إلى "الربيع العربي"، يكشف التقرير الديبلوماسي أنّ بريطانيا تبدو متفائلة بمستقبل دول المنطقة التي تشهد تحوّلات، على رغم إرهاصات وآلام المرحلة الانتقالية، بحيث إنّ الوضع في ليبيا مقلق بسبب غياب الأمن والانتظام، وبريطانيا عازمةٌ على مساعدة ليبيا في إعادة بناء أجهزتها الأمنية.
أمّا التغييرات الحاصلة في تونس ومصر فليست سهلة، ولكنّها ستكون ناجحة على المدى الطويل. ويبقى القلق الرئيسي هو الواقع الاقتصادي المتدهور في مصر، وهنا بريطانيا على ثقة بأنّه لا يمكن لأيّ قوّة، خارجيةً كانت فارسية، عثمانيةً أم أميركية، التحكّم بمنطقة الشرق الأوسط، لأنّ شعوب المنطقة سترسم بنفسها خارطتها المستقبلية.
روسيا
وبالانتقال إلى الملف الروسي، يفيد التقرير أنّ سوريا لا تشكّل أولوية استراتيجية رئيسية لروسيا، بيدَ أنّ السياسة الروسية تجاه سوريا ترتكز على الخوف من تنامي الإرهاب السنّي واحترام القوانين الدولية حيال الأسلحة الكيماوية، ومنع حصول تغيير في سوريا بقوّة السلاح الغربي، إضافة إلى فقدان أحد أقرب الحلفاء في المنطقة، واستعمال سوريا مركزاً استخباراتيّاً ومعلوماتيّاً، فضلاً عن الإفادة من موقع القواعد البحرية السورية على المتوسط والحؤول دون تحوّل سوريا إلى دائرة النفوذ الغربي.
الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي
وفي ما يخصّ الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي، فيُعرب السير ساورز، حسب التقرير، عن إدراكه الشخصي لمدى الظلم الإنساني الذي يتعرّض له الفلسطينيون، ويشدّد على أنّ السلام هو مصلحة مشتركة للفلسطينيين والإسرائيليين. ويعتبر أنّ الحلّ الاقتصادي لن يستطيع أن يشكّل بديلاً كاملاً عن الحلّ السياسي، بل هو عامل مساعد لتحقيق السلام السياسي.
ويشير إلى أنّ سياسة إسرائيل كانت قصيرة النظر، وأضاعت العديد من الفرص، وكذلك لم يكن الجانب الفلسطيني مثاليّاً، ويبدي ساورز تخوفّه من عودة الاضطرابات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، مستبعداً صراحةً وجود حلّ بسيط لهذا الصراع.
الجمهورية
السهم الناري- المراقب العام
-
عدد المساهمات : 26761
نقاط : 63480
تاريخ التسجيل : 04/05/2013
الموقع : الوطن العربي
رد: كيف تنظر بريطانيا إلى مستقبل سوريا وإيران والربيع العربي؟
اللهم احفظ سوريا وشعبها
بنت خويلد- مشرفة منتدي الأخبار الليبية العاجلة
-
عدد المساهمات : 1498
نقاط : 1562
تاريخ التسجيل : 26/05/2013
مواضيع مماثلة
» سورية والربيع العربي ..وخفايا ماوراء الكواليس بالصراع الروسي -الامريكي ؟
» اسماعيل هنية: لا غنى لنا عن سوريا وإيران
» سوريا تحدد مستقبل العالم
» حروب حلب ترسم مستقبل سوريا
» حتى لا تنتقم أميركا لبرجَي نيويورك بتدمير مستقبل سوريا ودولتها
» اسماعيل هنية: لا غنى لنا عن سوريا وإيران
» سوريا تحدد مستقبل العالم
» حروب حلب ترسم مستقبل سوريا
» حتى لا تنتقم أميركا لبرجَي نيويورك بتدمير مستقبل سوريا ودولتها
منتديات الدفاع عن الجماهيرية الليبية و سوريا العروبة :: المنتديات السياسية :: منتدى المقالات و التحليلات
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الخميس نوفمبر 21, 2024 10:36 pm من طرف larbi
» جنائية الدولية تصدر أمري اعتقال ضد نتنياهو وغالانت
الخميس نوفمبر 21, 2024 4:06 pm من طرف larbi
» الى فرسان اليمن
الأربعاء نوفمبر 20, 2024 9:52 pm من طرف larbi
» كلمة مندوب الجزائر في مجلس الأمن بعد الفيتو الأميركي ضد قرار وقف الحرب على غزة
الأربعاء نوفمبر 20, 2024 9:34 pm من طرف larbi
» كلمة الأمين العام لحزب الله اللبناني نعيم قاسم
الأربعاء نوفمبر 20, 2024 9:32 pm من طرف larbi
» مقتل جندي و إصابة 11 جنديا إسرائيليا في معارك جنوب لبنان
الثلاثاء نوفمبر 19, 2024 7:00 pm من طرف larbi
» مقتل جندي إسرائيلي و جرحى من لواء غولاني بمعارك جنوب لبنان
الثلاثاء نوفمبر 19, 2024 6:48 pm من طرف larbi
» بيان المتحدث العسكري باسم الحوثيين العميد يحيى سريع بشأن استهداف سفينة في البحر الأحمر
الثلاثاء نوفمبر 19, 2024 6:37 pm من طرف larbi
» كتائب القسام تستهدف قوة إسرائيلية متحصنة بإحدى العمارات..و قنص ضابط برتبة نقيب
الأحد نوفمبر 17, 2024 10:29 pm من طرف larbi
» اليمن,,يحيى سريع استهدفنا ام الرشراش بعدة مسيرات
السبت نوفمبر 16, 2024 10:41 pm من طرف larbi