تعليق على الخبر حول الأستعداد العسكري البريطاني لليبيا

الأنتشار ليس من أجل تدريب الجيش لأن الجيش الليبي يعمل بأسس التعبية الروسية وأغلب قياداته تدربت بكامل ألويتها في روسيا , ومعداته كلها روسية . لا حاجة بتدريب الدول الغازية لجيش ليبيا لكنها تريد أن تتخذ من أبناء ليبيا ذريعة لأعادة إستعمارها للبلد وإقحام الجيش الليبي ليعزز إحتلالها له , الأنخراط في المقاومة الوطنية نعم وضد الغزاة أولاً , ومن بعدها يتفاهم أبناء ليبيا فيما بينهم ولا حاجة لهم بصراع ديني لا طائل من ورائه غير هدر الدماء وزيادة تردي الوضع . المقاومة يجب أن تكون ضد الذين شنوا حرب على ليبيا بدعوى فرض ما يدّعونه من ديموقراطية وحرية مكوكية مؤسسة على الكذب السياسي والأعلامي , شنّوا حرب على جنوب ليبيا وغربها من دون أن يعلنوها للأمم المتحدة وفقًا للأعراف الدولية في إعلان الحروب ثم إندسّوا وراء إسم قيادة قواتهم المشتركة التي يطلقون عليها ’’ الناتو ’’ لكي لا يتعرضوا للمقاضاة أمام محكمة العدل الدولية كل دولة على إنفراد . إختفوا في مسمى ’’ الناتو ’’ لكن الأساطيل والطائرات تحمل أعلام دولهم , وجنود إسنادها الأرضي وموظفي أجهزة إستخباراتهم الذين إشتركوا في هذه الحرب هم موظفون رسميون في دولهم . والشبح الذي إختفوا فيه أي المسمى ’’ الناتو ’’ لا أرض له , ولا أجواء ولا مياه إقليمية , ولا علم ولا هو عضو في الأمم المتحدة بينما الحرب قامت بها هذه الدول العضوة في مجلس الأمن والأمم المتحدة . إنها حرب دول معتدية ضد دولة مسالمة ولا تشكل خطر على السلم العالمي .
إن كان البريطانيون والأمريكيون والفرنسيون يريدون إصلاح الكارثة التي سببوها بحربهم على ليبيا وإنقاذ مصالحهم فيها يجب عليهم أن يسحبوا إعترافهم بمجلس المائتين لأنه مجلس غير شرعي , فهو مجلس إنبثق عن إنتخابات إستغفال للشعب الليبي الذي كان لا يزال تحت صدمة القصف الجوي والبحري وتدمير الجيش بالأباتشي والتوماهوك وكل القنابل والصواريخ التي كانت تقصفها الأساطيل على جنوب وغرب ليبيا ولم يشارك فيها غير أقل من عشرون بالمائة من الليبيين الذين كانوا ولا يزالون مهجّرين في الداخل والخارج .
إن شرعية الدولة الليبية إنتهت عند مجلس القبائل الليبية ويجب أن تعود لنفس المجلس وهو المجلس الشرعي الوحيد الذي تلتقي فيه جميع القبائل الليبية بكامل التراب الليبي . والقبائل الليبية هي المؤسسة للدولة الليبية , ومجلسها هو المجلس الدائم لشيوخها ويجتمع كلما برز الخطر على الأمن الوطني . يجب على بريطانيا والولايات المتحدة وفرنسا بأن تعلم بأن حركة الأخوان هي حركة تتخذ من ميليشيات التطرف جيشًا لها لتقود المجتمع إلى الهاوية والعيش في العصور ما قبل الوسطى . هذه العقلية الأخوانية تستند إلى برنامجها المسمّى ’’ الأسلام هو الحل ’’ وهو برنامج دكتاتوري يعتمد على إستغلال الدين من أجل تحقيق مآرب سلطوية دنيوية لا تمت بأي صلة بالسراط المحمدي الكريم .
إن الدول التي صادرت السيادة الليبية وقتلت رئيس الدولة وأبناء وبنات ليبيا إرتكبت جريمة حرب ضد دولة مسالمة بات لزامًا عليها إعادة الدولة الليبية إلى ما كانت عليه كدولة آمنة ولها برنامج تنمية لخير أبنائها شرعت في تنفيذه العديد من الشركات العالمية , لكن كل هذا الجهد والأمان تمت سرقته لصالح شلة حاقدة باغضة نهبت مخازن أسلحة الدولة وإرتكبت جرائم قتل الأسرى والجرحى والأغتصاب والأعتقال والقتل والتنكيل والتعذيب بأبشع الطرق التي لم يسبق تسجيلها في تاريخ الصراعات الأنسانية . إن دول العدوان يجب أن تسحب إعترافها بمن نصّبتهم لأدارة الدولة وتعيد القيادات السابقة للجيش والشرطة وتؤمن إجتماع مجلس شيوخ القبائل , ليشكل قيادة القوات المسلحة من غير الذين شاركوا في عصيان فبراير المسلح , ويشرع في إختيار حكومة إنتقالية , وتشكيل قيادة عامة من أعضاء من مجلس القضاء الأعلى وقدامى ضباط القوات المسلحة والشرطةلتسيير الدولة إلى حين إجتماع مجلس القبائل وإفرازه لحكومة إنتقالية يكون لها برنامج محدد لأنتخابات عامة لعضوية مجلس الأمة , مع بقاء مجلس الشيوخ كمجلس لأمن الدولة , وإجراء إستفتاء شعبي على نظام الحكم , والعلم والنشيد الوطني والدستور . بغير ذلك ستجد هذه الدول نفسها أمام مزيد من الكوارث على مصالحها بالدرجة الأولى والمزيد من تدهور الأمن ليس في ليبيا فقط بل بكامل القارة الأفريقية والبحر المتوسط .
رمضان الجبو ـ فرنسا ـ 2 يوليه 2013 .منقول من الاحرار

ليبيا ضاعت في غوط الباطل
ولن ترجع إلا بعمل من ابنائها الشرفاء