يوميـــــــــــــــــات ( 11 )

صفق الغرب ونفذ العرب .. وقالوا لنا بأسم الحرية أقتلوا وبأسم القانون هجروا وبأسم الديمقراطية أعزلوا وبأسم الدين كفروا وبأسم الثورة دمروا .. فصلوا لنا حياتنا وقيمنا وأخلاقنا وحتى ديننا والمذهب الذي يتماشي معنا وكيف تكون صلاتنا وعلى من تجوز زكاتنا وفي من يحق جهادنا وماذا يتلائم مع أذواقنا وأمزجتنا في الفنون والأدب وحتى الثقافة .. وحددوا لنا حلفاؤنا وشركائنا وأصدقائنا وخصومنا وأعدائنا .. وبعد ما تأكدوا أننا حفظنا الدرس عن ظهر قلب أدخلونا كالقطعان مسرح الربيع العربي وبقوا في مدرجات المسرح يراقبون ويتابعون أدائنا ولم يألوا جهدا عن تحميسنا ونحن نزيد من وتيرة الأداء مع كل تشجيع وتصفيق حار كالغواني اللائي يغرهن الثناء .. وبعد العرض أعترفوا بأننا كنا بارعين ورائعين وأبداعنا أدهش المخرج وكاتب النص والجمهور .. وكان العرض ممتعا ومقنعا ومفيدا لأنه وفر فرص شغل لحسناوات الاعلام وغلمان الموائد وتجار الكلمة وهواة الخدع السينمائية وشهود العيان والمولعين بصرعات المكياج والديكور ومواهب الخطابة وفنون الرقص على الركام والتكبير حسب العرض والطلب ونجوم البكاء بدون مسيل للدموع .. فحقا أذهلنا العالم ولعبنا كل الأدوار بأتقان فكنا القاتل والمقتول والجلاد والضحية والثائر والعميل والراشي والمرتشي والكافر والمؤمن والجنة والنار والوطن والمواطن .. فكل التحايا للعم سام .. وكل عام والجنة تحت اقدام برناردليفي .. والحرية الحمراء تدق من فوهة بوارج الناتو .. والربيع الطلق من قصور موزة يختال ضاحكا .. وحقوق الديمقراطية محفوظة بالبيت الأبيض ... الفـــــــــــــــارس