تضارب الأنباء بشأن هروب أمير الرقة

رغم أن الدولة الإسلامية في العراق والشام نجحت في فرض سيطرتها على معظم محافظة الرقة باستثناء بعض الجيوب التي تسيطر عليها جبهة النصرة أو حركة أحرار الشام الإسلامية بحسب الحال، إلا أن الدولة الإسلامية فشلت في كسب ثقة المواطنين، ومع مرور الوقت كانت شقة الخلاف والتناقض تزداد بينهما اتساعاً، لاسيما بعد قيام الدولة الإسلامية باعتقال أعضاء المجلس المحلي لمدينة تل أبيض مع بداية شهر رمضان، الأمر الذي فاقم من حدة الاعتراضات على سياستها، وجعل نشطاء يوجهون دعوة للتظاهر والاعتصام ضدها، يفترض أن تبدأ فاعلياتها اليوم الأحد.

وسط هذه الأجواء المشحونة بغضب مكبوت، سرت أنباء عن هروب أبو سعد الحضرمي أمير الرقة في الدولة الإسلامية ومعه نائبه ابو دجانة.

وفي اتصال مع تنسيقية شباب تل أبيض، أكد أحد أعضاء التنسيقية لوكالة آسيا صحة الأنباء التي تتحدث عن هروب أمير الرقة ونائبه، مضيفاً أن لديه معلومات تؤكد انضمامهما إلى جبهة النصرة في مدينة الطبقة. وكانت تنسيقية شباب تل أبيض أول من نشر خبر الهروب.

وقال عضو التنسيقية الذي لم يرد الكشف عن اسمه أن حالة من التوتر واللاثقة تسود بين صفوف الدولة الإسلامية، ويساورهم قلق عميق لاسيما بعد ظهور ملامح تذمر من قبل أعضاء في تنظيم القاعدة على ممارسات الدولة وخصوصاً بعد اعتقال أعضاء المجلس المحلي لمدينة تل أبيض.

لكن مصادر قريبة من تنظيم الدولة الإسلامية نفت لوكالة آسيا صحة المعلومات التي تتحدث عن هروب أبو سعد الحضرمي ونائبه وانضمامهما إلى جبهة النصرة، وقالت أن هذا الكلام يصب في سياق الدعاية التي تمارس ضد الدولة الإسلامية لتشويه صورتها وإضعافها.

وأبدى ناشطون مستقلون استغرابهم من هذا الخبر، وأكدوا أن مدينة الرقة بكاملها تحت سلطة الدولة الإسلامية فلماذا يهرب أميرها؟ لكن أحد هؤلاء الناشطين أشار إلى أنه بعد مقتل عبدالرحمن التونسي القائد العسكري للرقة، ولدت فكرة لدى الدولة الإسلامية بتغيير أمير الرقة وتعيين آخر مكانه.

وقال الناشط الذي رفض ذكر اسمه كونه يعيش في الرقة تحت سلطة الدولة الإسلامية، الأمير الحالي ثبت فشله في إدارة المدينة، فضلاً عن كونه سوري من أهالي الرقة ويدعى أبو سعيد الحداد نسبة إلى مهنة الحدادة التي كان يمارسها قبل أن ينتمي إلى تنظيم القاعدة ويصبح أميراً فيه، مشيراً إلى أن الدولة الإسلامية لا تثق بالسوريين كثيراً. وأضاف أغلب الظن أن الدولة الإسلامية سوف تلجأ في المرحلة القادمة إلى تعيين شخص مهاجر في هذا المنصب، فمن جهة تحافظ على ولائه لها ومن جهة ثانية تطمئن إلى وجود مسافة بينه وبين المواطنين في الرقة، فلا تأخذه بهم رحمة ولا شفقة في حال تأزمت الأمور أكثر من ذلك واستمرت الاحتجاجات ضد سياستها