يوميـــــــــــــــــات ( 13 )

فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا .. منهم من أدى أمانته ووفى بعهده وكان في الموعد مع حجز تذكرة العبور من الفردوس الأرضي الى جنات النعيم مع النبيين والصديقين والصالحين .. ومنهم من سطر ملاحم بطولية وآمن بمواصلة المعركة حتى منتهاها قياما بالواجب وتجديدا للماضى المشرف ووفاءا للأجيال القادمة فبقى حتى أخر طلقة ليقوده القدر من ملحمة المواجهة والصمود الى ملحمة الصبر الجميل وراء القضبان .. ومنهم من حماه رب العالمين لينتقل من معركة بدر الكبرى الى معركة الفتح المبين ويحمل الراية والأمانة ويواصل المشوار حتى الظفر بأحدى الحسنيين .. هكذا هو الوطن الأستثناء وهكذا هى الأرض المقدسة وهكذا هي صحراء القيم والمبادئ .. لاتمنحك الترف واللهو والفراش الوثير بل تمنحك العزة والكرامة والمجد وتفرش لكل جيل البساط الأحمر نحو الفردوس الأعلى .. جغرافيا الخيل والخيمة والبيداء لاتستسيغ الأبراج العالية ودخان السيارات .. وأحياء الود والدفء والحياء لاتتأقلم مع لافتات الدعاية وأصوات الصخب والضجيج .. وذائقة الصدق والطهر والأصالة لاتغريها عدسات العيون وربطات العنق ووصفات التجميل .. أنها جينات نقية تولد بطبيعة الأرض وتحيا بشموخ الجبال وتموت بعشق المجد .. هي ليبيا ذرة المتوسط الخالدة في سفر التاريخ والحاضنة لمعاني الوفاء والنبل والشجاعة وهي القاهرة لكل مجاديف الباطل منذ بدء التكوين وهي العروس العذراء العصية علي كل التجار والحداق وشياطين الأرض وقراصنة البحر وغربان الجو .. وهي الذرة علي جبين الدهرالموعودين معها والمدينون لها مع كل جيل بقرابين الدم الطاهر الزكي لتزهر فرحا أخضر وكرامة وكبرياء ..
هو كذلك الوطن الأستثناء .. وهم كذلك صناع التاريخ .. وهم هكذا أبدا جندا وأنصار ... الفـــــــــــــــارس

اللهم يا الله ان تمن علينا بالنصر في هذا الشهر الكريم وتحرير ليبيا من كل الخونة والعملاء