كاميرون: وضع الأسد أفضل والأمور تسير في "الاتجاه الخاطئ"

رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون يرى أن الوضع في سورية يسير في الإتجاه الخاطئ وأن الرئيس السوري في وضع أفضل مما كان عليه قبل أشهر، ويكشف عن أن بلاده لم تقرر بعد ما إذا كانت ستسلح مقاتلي المعارضة.


http://www.almayadeen.net/ar/news/syria-zfc,9KjTQ0KATKICAT1MSg/%D9%83%D8%A7%D9%85%D9%8A%D8%B1%D9%88%D9%86-%D9%88%D8%B6%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B3%D8%AF-%D8%A3%D9%81%D8%B6%D9%84-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%88%D8%B1-%D8%AA%D8%B3%D9%8A%D8%B1-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AA%D8%AC%D8%A7%D9%87-%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%A7%D8%B7%D8%A6

الولايات المتحدة تبيع الوهم ولا تشتريه.

يقلم : إيهاب زكي

قامت لاجئة سورية في مخيم الزعتري بمخاطبة جون كيري وزير الخارجية الأمريكية أثناء زيارته للمخيم، فقالت لماذا لم تتدخل أمريكا وهي القوة العظمى ، وهي القادرة على تغيير الوضع في 30 دقيقة ، فماذا تنتظرون، وهذه المرأة طبعاً ليست بحكمة تلك التي أصابت وأخطأ عمر، ولكنها بحكمة أولئك الذين يدَّعون حنكةً وحكمةً ومعارضة، وعلى إفتراض أن هذه المرأة لم تُلقَّن حكمتها من حكماء المعارضة فهي قد استلهمتها منهم، لأنه لم يعُد يعتقد بربوبية الولايات المتحدة ورسوخ قدرتها بين الكاف والنون إلا النفطيون العرب ،ومن والاهم واستمرأ التمرغ في مضاربهم،فالولايات المتحدة لم تستطع تغيير الوضع في أفغانستان على مدى ثلاثة عشر عاماً ، وعلى مدى ثمانية أعوام في العراق،وعلى مدى ثلاثين شهراً في سوريا، فأي ساعةٍ تلك التي توهمهم بنصفها.

كما عادتها الولايات المتحدة فهي التاجر الأقدر على بيع الوهم لزبائنها، والمثير للسخرية هم أولئك المشترون، الذين يشترون الوهم ثم يتعاملون معه كبضاعة قابلة للتسويق،فقد باعتهم وهم سقوط "النظام" ورحيل الأسد دهراً،واستنزفت مالهم ودمهم ودينهم ودنياهم،وحين فشلت كعادتها الدائمة في العقد الأخير، بدأت أولى خطواتها للخلف للتخلص من شائنة الهزيمة، وذلك عن طريق عرض بضاعة وهمٍ جديد،واسمه فكرة التردد في تسليح ما يُسمى بـ (المعارضة السورية) رغم أنه لم يعُد في الكون قاصٍ ولا دانٍ إلا ويعرف إن الولايات المتحدة لم تدخر جهداً في حربها على سوريا، فهي التي سخَّرت مال العرب ودينهم ودماءهم في حربها على قلبهم سوريا،وكان السلاح يتدفق عبر الحدود بلا توقف، الفتاك منه وغير الفتاك بما فيه الكيماوي، ثم وهمٌ آخر بضاعته التمييز بين الأيدي المتطرفة وأخرى بيضاء رحيمة لا تنهش سوى القلوب فقط، ليبدأ التسويق لهذه البضاعة فتكسب أمريكا الوقت وتحافظ على هيبة العظمة كبطل من هوليوود لم يتدخل بعد، وينتشي الواهمون والمتوهمون ببضاعتهم.

فنرى مثلاً ميشال كيلو يدق أجراس الخطر ويطالب بتشكيل لجنة خاصة لمتابعة وملاحقة الأيدي المتطرفة حتى يحافظ على ما تبقى من ثورته وإلا لن يبقى منها شيئ كما يقول، وهو يفترض طبعاً أنها كانت شيئاً، والذين كانوا أوفر حظاً بشراء الحصة الكبرى من الوهم يطالبون ما يُسمى بـ (الجيش الحر) (الأيدي البيضاء) بالمحاربة على كل الجبهات، فيحارب "النظام" ويحارب الأيدي المتطرفة "جبهة النصرة" ويفتح جبهة دفع الثمن ،أي أن يدفع حزب الله ثمن وقوفه بجانب سوريا، ومنهم من يتوسع فيريد من هذا الجيش محاربة إيران وحرسها الثوري، وفي قفزة خاوية من أي ذكاء يطرح هذا الوهم "المعادلة" على الولايات المتحدة ليقنعها بأن كل هذه الجبهات تحتاج لفتح أبواب التسليح، ولأن الولايات المتحدة لا تشتري الأوهام بل تبيعها فقط، ولأنها تدرك أنها أعطت كأم كلثوم وما استبقت شيئاً فلم تتغير معادلة الميدان، فتردهم خائبين إلا من بعض مناكفات بين (الإخونجي) الجمهوري جون ماكين و(السلفي )الديمقراطي باراك أوباما، سنُسلح - لن نسلح.

ولأنهم إعتادوا شراء الوهم ، فمهما أوتينا من أمانة في عرض الحقيقة فلن يشتروها، بل لن يمدوا لها سمعاً حتى ولو كانت بالمجان، والحقيقة أن سوريا الدولة انتصرت، وأفشلت مشروع التقسيم والدويلات، وأن سوريا المجتمع انتصرت وأفشلت مشروع التمترس المذهبي، وأن سوريا الموقف والعروبة إنتصرت وأسقطت مشروع تصفية المقاومة، وأن سوريا الأسد إنتصرت وأسقطت مشاريع الأخونة والأردوغانية وطرابيشها، وسراويل النفط وغازاتها،وأن سوريا الشام إنتصرت وتعففت فلم ولن تتلقح بأظلاف الصحراء وأجلافها، ولكن هذه الحقيقة لا تورث النجومية ولا نجوم الفنادق، لذلك فلا مشترين لها.

الأسد بإذن الله هو النتصر والخونة والمجرمون والمهرولون والمستعرضون لعضلاتهم هم الخاسرون وسوف يدفعون الثمن ويسددون الحساب اضعافا مضاعفه وان غدا لناظره لقريب