في أعزاز بريف حلب.. «مؤيديون للأسد » في حماية جبهة النصرة

ربما الكثيرون يستغربون العنوان اعلاه، وهل هو حقيقي ام ماذا، ولكن للاسف نقول نعم، والسبب في ذلك الطبيعة العشائرية لمنطقة ريف حلب السورية، التي تتمتع فيها العشائر بمفوذ يفوق بقوته ليس فقط جماعة جبهة النصرة الارهابية، بل سلطة الدولة السورية ايضاً.

عناصر “جبهة النصرة” الارهابية المتطرفة يقومون بحماية مؤيدي النظام، ولكن ممن؟؟ نقول يقومون بحمايتهم من أنفسهم، اي حمايتهم من عناصر آخرى جبهة النصرة.

الرواية هذه تنقلها لكم “الحدث نيوز” عبر مراسلها في ريف حلب ظافر ياسين، حيث تدور رحاها في بلدة “إحتملات” قرب أعزاز، بلدة ريفية صغيرة سيطرت عليها “جبهة النصرة” بعد إنشقاق مسلحي “الجيش الحر” عنه قبل شهور، فتحولت القرية من سيطرة الجيش السوري إلى الحر فالنصرة اليوم، وأصبحت تشكل خليطاً معارضاً موالياً متعايشاً بحكم العشائرية المتحكمة في هذه المنطقة.

أحد المواطنين من بلدة إحتملات في أعزاز وهو من آل “الهلالي” ويدعى “ابو محمد” يقول لمراسل “الحدث نيوز” بأنه “موالي للنظام، فهو عنصر أمن متقاعد، وهو أكل من خبر الدولة ولن يكون ضدها بحكم القيم”. نستغرب هنا بقاؤه في أعزاز المسيطر عليها من قبل “جبهة النصرة”.. سألناه: “لماذا انت هنا بينهما محيطك معارض بأغلبه”، رد قائلاً: “ليس كله.. أغلبه.. نحن هنا أولاد عمومة وعشائر وعائلة واحدة وأهل قرية، يربطنا مصار ومصير، ونحن أنساب”.

وأضاف: “لا أحد يتعرض لي ولاقريائي هنا طالماً اننا بعيدون عن الجو العام ونلتزم منازلنا ولا نعمل ضمن اي نشاط سياسي بأي شكل من الاشكال، هنا لا أنفي اني تعرضت لمضايقات لتغيير وجهة نظري، وهددت مراراً لكن الأمور تغيرت مع تدخل شيوخ العشائر”.

هنا، راودني فضول لاعرف ما هو دور العشائر بهذه الحالة فسألته فأجاب مبتسيماً مقتنعاً بما يقول: “العشائر، هم كل شيء هنا، هم من تدخل بين ابناء البلدة لوضع حد للخلافات السياسية وابعادها عن المجرى العام للبلدة، حيث كان الشيوخ حريصون على عدم تعكير صوف القرية وإدخالها بحرب أهلية بين ابناء الدم الواحد”.

وأضاف أبو محمد الهلالي، “هنا يا سيدي، تحميني جبهة النصرة.. تحميني جبهة النصرة من جبهة النصرة، هذه الحقيقة المرّة ولكن..”، ورداً على سؤالي الاستغرابي عن حقيقة ما يقول، وعن إمكان تزويدي بمعلومات بهذا الشأن، أشار أبو محمد بأنه سيعطيني رؤوس اقلام دون اسماء لانه لا يريد “وجع راس” كما قال، حيث أشار “إلى ان ابناء شقيقه هم مسلحون في جبهة النصرة، كما هو حال ابناء شقيقته ايضاً واشقاء اخرون له”، واضاف: “هؤلاء يحموني من رفاقهم الاخرون في جبهة النصرة، كما يفعل العديد هنا، ففي إحتملات كل شخص مؤيد للنظام لديه أنساب معارضون للنظام او في جبهة النصرة، فجميع يحمي الجميع بحكم الدم ولاننا أهل، مع إحتفاظ كل شخص برأيه طالما انه لا توجد خلافات شخصية بينهم، فالاخلافات الشخصية يمكن تجييرها في السياسية ايضاً”.

واردف أبو محمد قائلاً: “انا لا ادافع هنا عن جبهة النصرة، ولكن اقول ما يفعل انسابي واقاربي، كما هو حال الجميع هنا، جبهة النصرة ترتكب المجازر، ولكن في إحتملات الوضع مختلف، هنا نحن نتعايش مع بعضنا، ولا مشاكل بسبب الحرص على الدم وتدخل العشائر، مع العلم بأن الكثيرون هنا من مؤيدي النظام قد فرّوا إبى تركيا مثلاً، بسبب مشاكلهم مع جبهة النصرة وعناصرها التي كانت تشكل خطراً جسدي عليهم”.

إحتملات كما اعزاز نموذج مختلف عن ما هو الحال في سوريا، وعن جواز المتعة بين خصمين لدودين، يتعايشان تحت رعاية العشائر!، نموذج خطر يظهر رعاية من قبل بيئة شعبية لجماعة إرهابية تمتهن القتل، ولكن هذا كله يبقى رغماً كما قال ابو محمد، هو لا يخفي ان “اغلب انسابه يعملون مع النصرة بسبب المال”، فالمال بوجهة نري ونظره لا يؤهل الشخص ليخون بلده ويمارس القتل او يشارك مع جماعة تمتهن القتل…

إحتملات نموذجاً.. لمجتمع عشائري يرمي بقيم الدولة عرض الحائط، خدمة له.. ولنا في ذلك امثلة.


الحدث نيوز