مفتي لواء الإسلام: جبهة النصرة خوارج

تفاقم الخلاف بين جبهة النصرة من جهة وبين لواء الإسلام بقيادة الشيخ زهران علوش من جهة أخرى، حتى وصل إلى درجة تكفير بعضهم البعض.

فقد وصف الشيخ الكعكي، مفتي لواء الإسلام ومسؤوله الشرعي، جبهة النصرة في خطبته الأخيرة يوم الجمعة الماضي بأنها "خوارج" وهو وصف يعني المروق من الإسلام وتكفير من يطلق عليه ووجوب محاربته.

ولواء الإسلام يعتبر جزءاً من جبهة تحرير سوريا الإسلامية التي تضم إلى جانبه كل من لواء التوحيد وألوية صقور الشام وكتائب الفاروق وعدة ألوية وكتائب أخرى، وتعتبر هذه الجبهة من أكثر التنظيمات عدداً وعديداً والأقرب إلى جماعة الإخوان المسلمين، وهي تعمل تحت جناح الجيش الحر.

وقد كانت جبهة تحرير سوريا التي ينتمي إليها لواء الإسلام أصدرت بياناً في نيسان الماضي تستنكر فيه بيعة الجولاني لأمير تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، واعتبرت أن هذه البيعة تخدم أجندات تحقق مصالح النظام السوري.

لذلك يسود اعتقاد بأن تصريحات الشيخ الكعكي وانتقاده لجبهة النصرة قد لا يكون سوى حلقة جديدة في سلسلة حلقات الصراع بين كتائب الجيش الحر من جهة والتنظيمات الجهادية من جهة أخرى، والتي كان آخرها قيام أبو أيمن العراقي أمير الساحل في الدولة الإسلامية بقتل أحد قيادات الجيش الحر كمال حمامي.

وقد سارع أبو ماريا القحطاني المسؤول الشرعي في جبهة النصرة إلى الرد على انتقادات الكعكي ووصفها بأنها تصريحات "صبيانية" بحسب ما كتب على حسابه في تويتر، متسائلاً كيف يحق لتنظيم عسكري ليس له مرجعية دينية معروفة أن يهاجم المجاهدين ويصفهم بالخوارج، وأضاف أبو ماريا واصفاً لواء الإسلام بأنه "مبتدعة".

هذا ويذكر أن بوادر الاختلاف بين الطرفين بدأت بالظهور إلى العلن في شهر أيار الماضي عندما اتهم "عبدالعزيز السبيعي" أحد أبرز قيادات جبهة النصرة في الغوطة الشرقية والذي قتل منذ أيام في جوبر، لواء الإسلام بتكديس الأسلحة والامتناع عن مساعدة المجاهدين في الحصار الذي تفرضه عليهم قوات النظام. وقد أشار السبيعي آنذاك أن مفتي لواء الإسلام الشيخ الكعكي قد سخر في إحدى خطبه من أبو محمد الجولاني المسؤول العام لجبهة النصرة ووصفه بأنه " متمايع وناعم كالشباب الذين يرتدون البنطال ويتسكّعون" وأن جبهة النصرة منشؤها استخباراتي بحسب الكعكي.