تجار الثورة السورية في لبنان

جواد الصايغ

بين ليلة وضحاها أصبحت الثورة السورية بمثابة الدجاجة التي تبيض ذهبا لعدد كبير من المشايخ وقادة المحاور والشخصيات السياسية والإجتماعية، والتجار في مدينة طرابلس.

الجميع في المدينة الشمالية أصبح يبتهل إلى الله ويدعوه لإطالة أمد الأزمة في سوريا، لم يعد أحد يكترث بهوية المنتصرين، ولا يهمه إن تقدم الجيش السوري، او تمكن الجيش الحر من دخول مناطق جديدة، الأكثر أهمية بالنسبة إلى هؤلاء جميعا ضمان إستمرارية الحرب كي لا ينقطع الربح الوفير الذي يجنوه.

بالمقابل يدفع النازحون السوريون، ومقاتلي المعارضة ثمن طمع وجشع أشقائهم اللبنانيين المحسوبين على الثورة، وبحسب أحد المطلعين على سير أمور دعم الثورة والثوار في طرابلس يتبيًن أن عددا كبير من الذين يتظاهرون بدعم الثورة تمكنوا من جمع ثروات طائلة على حساب آلام وآهات السوريين.

كما يشير المصدر الذي فضل في الآونة الأخيرة الإبتعاد عن متابعة موضوع دعم الثورة خشية توجيه إتهامات بالفساد والسرقة إليه، إلى أنه "وفي الوقت الذي يقف مشايخ المدينة بالطابور على أبواب المحكمة الشرعية لكتب عقد زواج من أجل الحصول على مبلغ خمسون الف ليرة لبنانية، تمكن أحد المشايخ الذي يدعي أبوته للثورة من بناء ثلاثة طوابق فوق منزله الكائن في قضاء الكورة كما دفع ملايين الدولارات لشركاء سابقين له في أرض بمنطقة رأس الصخر على شط البحر، وقد أنشأ على جزء منها في الفترة الأخيرة مقهى يقوم بتأجيره".

ويتابع المصدر قائلاً يشكل المسؤول العسكري الأبرز في الشمال (ع.م) نموذجا عن المستفيدين من الثورة بحيث أنه تمكن من شراء شقق سكنية فارهة في منطقتي القلمون والميناء بواسطة تلاعبه بأسعار الأسلحة والذخائر، مضيفاً " بدل من ان يصل السلاح إلى الثوار بشكل مجاني، عمد (ع.ح) إلى بيع البندقية الروسية بمبلغ ثلاثة آلاف دولار لمقاتلي حمص الذين أبدوا سخطهم من تصرفاته، خصوصا وأنه يلجأ في بعض الأحيان إلى إبتزازهم حسب رؤيته لسير المعارك".

على خط السلاح ايضا يقف التاجران اللبناني (خ.م) والموقف حاليا لدى القضاء المختص، والسوري (أ.ب) على رأس المستفيدين من أحوال الثورة، فبحسب المصدر "تمكن الأخير من جمع ثروة طائلة ، وقد أقدم في الأشهر الأخيرة على شراء أسلحة وذخائر قدرت كميتها بحمولة ثلاث شاحنات كبيرة وبأسعار متدنية من حزب لبناني في منطقة الجبل".

ويكشف المصدر "أن بعض التجار لم يتركوا شهر رمضان يمر دون ان يكون لهم بصمة فيه، فوجبة الإفطار التي تقدمها مؤسسة قطر للإغاثة أصبحت تشكل مربحا وفيرا للتجار الذين يتقاضون ثمن هذه الوجبة التي تقدم للنازحين السوريين في المدينة سبعة عشر دولاراً في حين ان تكلفتها لا تتعدى مبلغ أربع دولارات في أحسن الأحوال، والأنكى من ذلك أن هذه الوجبة ايضا توزع بشكل إستنسابي للنازحين الذي ينتظرون لساعات من أجل الحصول عليها، ويتلقون أبشع معاملة من المولجين بتوزيعها، كما ان الأمر لا يخلو من إقدام البعض على سرقة الوجبات وبيعها الأمر الذي يتسبب بحرمان النازحين الذين يفترشون الشوارع من الحصول على واحدة منها لسد رمقهم".