انكفاء دولي حول سورية لصالح المفاوضات مع الفلسطينيين
منتديات الدفاع عن الجماهيرية الليبية و سوريا العروبة :: المنتديات السياسية :: منتدى الأخبار الفلسطينية
صفحة 1 من اصل 1
انكفاء دولي حول سورية لصالح المفاوضات مع الفلسطينيين
بهاء النابلسي
ارتكبت المجموعات الإرهابية المسلحة التي تقاتل في سورية تحت راية التكفير، واحدة من أبشع جرائم القتل، حيث أبادت حوالي ثلاثمئة جندي ومدني في بلدة خان العسل قرب حلب، التي هاجمتها هذه العصابات المنضوية بأمرة "تنظيم القاعدة" و"جبهة النصرة"، واختارت اسماً جديداً لها هو "لواء أنصار الخلافة"، تجنّباً للاتهامات الموجَّهة إلى "النصرة" باستخدام السلاح الكيميائي المحرم دولياً في هذه البلدة يوم التاسع عشر من آذار الماضي وفتكت بحياة خمسين شخصاً.
الصور المسرَّبة إلى مواقع التواصل الاجتماعي، أوضحت كيفية تجميع العشرات من الجنود والمدنيين ثم إعدامهم وحرق أجسادهم والتمثيل بها، وهي مجزرة شبيهة بتلك التي ارتكبتها نفس الأيادي المجرمة على ضفاف نهر قويق في حلب قبل أشهر، وتحدثت المعلومات عن هجوم مباغت نفذه آلاف المسلحين بشتى أنواع السلاح، وقيل إن عددهم ناهز الخمسة آلاف على مواقع للجيش السوري، التي يبلغ عديدها بضع مئات من الجنود، وسط كثافة نارية هائلة من كل المحاور، تزامنت مع اغتيال قائد القوة المتمركزة في خان العسل؛ العقيد حسن حسن، في ظروف غامضة، ما تسبّب بحصول فوضى ساهمت في استسلام بعض العناصر وعجز الآخرين عن صد الهجوم، غير أن مصدراً عسكرياً رسمياً دعا إلى عدم التكهن والركون إلى روايات منقوصة، وانتظار نتائج التحقيق.
هذه الوقائع هي جزء من اليوميات الدموية في الرزنامة السورية المليئة بأنباء المعارك الطاحنة في كل المحافظات تقريباً، إحداها حملت إنجازاً كبيراً لجنود الجيش السوري، الذين سيطروا على أهم معاقل الإرهابيين في حمص، وفي حي الخالدية تحديداً، الذي يُعدّ واحداً من أربعة عشر حياً كبيراً يشكلون هذه المدينة ذات الوجود السكاني الكبير، والسيطرة على هذا الحي المحوري أدى إلى فصل طرق الإمداد والمؤونة عن أحياء أخرى قليلة تترنح تحت ضربات الجيش السوري، ومن المتوقع السيطرة عليها في غضون أيام قبل أن تعلَن منطقة آمنة بالكامل.
من جهة أخرى، تستمر الأخبار المتواترة بالوصول من الريف الحلبي أو الريف الحمصي، بعضها يبشر بنهاية المعارك، إلا أن خبراء عسكريين واستراتيجيين يتنبؤون بطول أمد الحرب المفروضة على سورية، في ظل عسر واضح في الاتصالات السياسية الدولية.
ميدانياً أيضاً تحدثت المعلومات الوثيقة الصلة عن تقدم هامّ للغاية للجيش السوري في ريف دمشق، خصوصاً على جبهة برزة، ومنها نحو القابون وجوبر وحرستا، وصولاً إلى عدرا التي يسيطر عليها الجيش باستثناء منطقة البساتين، لكن من دون عودة الأمن بشكل نهائي إلى الغوطة الشرقية، التي تقع تحت السيطرة النارية للجيش، أما الغوطة الغربية فالوضع أفضل بكثير، مع بداية تحرك لعودة الأمن إلى مخيم اليرموك وطرد "جبهة النصرة"، تزامناً مع تمكّن الجيش السوري من إعادة فتح أوتوستراد اللاذقية - أريحا عند بلدة بسنقول، وهذه الطريق في غاية الأهمية الاستراتيجية، كونها تعتبر خطَّ إمداد حيوي من الساحل السوري الغربي نحو عمق منطقة إدلب وصولاً حتى حلب والحدود التركية، التي شهدت قبل مدة وجيزة سيطرة مقاتلين أكراد على بلدة رأس العين، وطرد "جبهة النصرة" منها، والتي كانت تتغذى من الشريان التركي.
الوقائع الكردية المستجدة شكلت إخفاقاً للاستخبارات التركية وحكومة رجب طيب أردوغان، الذي كان يعتقد أن الدفرسوار الكردي مُني بهزيمة، ولن يتمكن بالتالي من العمل والتحرك ضد تركيا، لكن مجريات الأمور تبدلت فجأة، وأعلن الأكراد تنسيقهم مع السلطة المركزية في دمشق، التي تفهمت وضعيتهم ودعتهم لملء فراغ السلطة في الوقت الراهن في تلك المناطق، من دون إعلان إدارة ذاتية، ما جعل من الأكراد رقماً إقليمياً صعباً لا بد من التفاوض معه، وهو ما أقدمت عليه الحكومة التركية التي استقبلت قبل أيام صالح مسلّم محمد؛ رفيق المناضل الكردي عبد الله أوجلان.
هذه اللوحة العنكبوتية الشديدة التعقيد في المشهد السوري حتّمت على أطراف الملعب الدولي التراجع إلى الخلف قليلاً، رغم بروز بعض الملامح نحو جنيف اثنين، ونشوء تباين كبير في الساحة الغربية من مسألة تسليح المعارضة والخشية من سيطرة "جبهة النصرة" والتيارات التكفيرية على الأرض، وتراجع القوى العلمانية والليبرالية، ومردّ هذا الانكفاء هو انشغال الأميركيين بمفاوضات تبادل الأراضي المهينة بحق الفلسطينيين والعرب، والتي حددت واشنطن سقفاً زمنياً لها بتسعة أشهر، ومن هنا تبرز الحاجة إلى الصوت السوري العربي في الجامعة العربية، والذي أزيح عنوة حتى يمعن "الإسرائيليون" والأميركيون في هذه الجامعة خراباً وتفكيكاً، بعدما نالوا من قوة سورية في محافل الصراع العربي - "الإسرائيلي"، هذه الكلمة التي صار ذكرها ترفاً فكرياً عند البعض، وربما يتهكّم عرب النفط أننا ما زلنا نفكر بأرض اسمها فلسطين، ونحتفل بيوم اسمه القدس العالمي.
السهم الناري- المراقب العام
-
عدد المساهمات : 26761
نقاط : 63480
تاريخ التسجيل : 04/05/2013
الموقع : الوطن العربي
مواضيع مماثلة
» مصطفى البرغوثي: المفاوضات أصبحت غطاء للتوسع الاستيطاني وعمليات القمع والتنكيل ضد الفلسطينيين
» بلجيكيا تدعو إلى اجتماع دولي لمنع الشباب من التوجه للقتال في سورية
» اجتماع عسكري دولي في الأردن يدرس توجيه ضربات لمواقع إستراتيجية سورية
» واشنطن بوست : الازمة في سورية تتغير لصالح الأسد والدولة السورية .. وقطع طرق الامداد عن كتائب الحر يصيبهم بالاحباط
» الجهاد: بعد فشل المفاوضات "العبثية" شعب فلسطين يختار المقاومة
» بلجيكيا تدعو إلى اجتماع دولي لمنع الشباب من التوجه للقتال في سورية
» اجتماع عسكري دولي في الأردن يدرس توجيه ضربات لمواقع إستراتيجية سورية
» واشنطن بوست : الازمة في سورية تتغير لصالح الأسد والدولة السورية .. وقطع طرق الامداد عن كتائب الحر يصيبهم بالاحباط
» الجهاد: بعد فشل المفاوضات "العبثية" شعب فلسطين يختار المقاومة
منتديات الدفاع عن الجماهيرية الليبية و سوريا العروبة :: المنتديات السياسية :: منتدى الأخبار الفلسطينية
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اليوم في 9:34 pm من طرف larbi
» نكبة بلد المشاعر
اليوم في 4:41 pm من طرف عبد الله ضراب
» صلاح الدين الايوبي
الخميس نوفمبر 21, 2024 10:36 pm من طرف larbi
» جنائية الدولية تصدر أمري اعتقال ضد نتنياهو وغالانت
الخميس نوفمبر 21, 2024 4:06 pm من طرف larbi
» الى فرسان اليمن
الأربعاء نوفمبر 20, 2024 9:52 pm من طرف larbi
» كلمة مندوب الجزائر في مجلس الأمن بعد الفيتو الأميركي ضد قرار وقف الحرب على غزة
الأربعاء نوفمبر 20, 2024 9:34 pm من طرف larbi
» كلمة الأمين العام لحزب الله اللبناني نعيم قاسم
الأربعاء نوفمبر 20, 2024 9:32 pm من طرف larbi
» مقتل جندي و إصابة 11 جنديا إسرائيليا في معارك جنوب لبنان
الثلاثاء نوفمبر 19, 2024 7:00 pm من طرف larbi
» مقتل جندي إسرائيلي و جرحى من لواء غولاني بمعارك جنوب لبنان
الثلاثاء نوفمبر 19, 2024 6:48 pm من طرف larbi
» بيان المتحدث العسكري باسم الحوثيين العميد يحيى سريع بشأن استهداف سفينة في البحر الأحمر
الثلاثاء نوفمبر 19, 2024 6:37 pm من طرف larbi