مبادرة فلسطينية.. قبلتها دمشق ورفضها مسلحو اليرموك

أحمد عبود

كشف خالد عبد المجيد الامين العام لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني في تصريحات له من العاصمة السورية دمشق أن المبادرة التي تقدم بها رئيس السلطة الفلسطينية المنتهية ولايته محمود عباس بشأن حل سلمي لمسألة المخيمات الفلسطينية وخصوصاً مخيم اليرموك جنوب العاصمة دمشق قد فشلت وذلك بسبب رفض اطراف عربية واقليمية والمسلحين المعارضين داخل المخيم للمبادرة بالكامل مضيفاً أنه لم يتم عقد أي اتفاق بين السلطات السورية والفصائل الفلسطينية حول إقامة هدنة في المخيم مضيفاً ان السلطات السورية كانت قد رحبت بالمبادرة وقال ان الاتصالات التي قامت بها منظمة التحرير مع اطراف عربية واقليمية من دون تسميتها نتج عنها رفض كامل للانسحاب من المخيم .
هذه المبادرة جاءت بعد زيارة قام بها زكريا الأغا المسؤول في منظمة التحرير الفلسطينية الى دمشق الاسبوع الماضي على رأس وفد فلسيطيني التقى مسؤولين سوريين من أبرزهم فيصل مقداد نائب وزير الخارجية واللواء علي مملوك رئيس مكتب الأمن الوطني إذ جرى التداول في الوضع في المخيم وتجنيب الفلسطينيين التورط في الأزمة السورية وطرح لإتمام ذلك خطوات عملية ترتكز على وقف القتال في مخيم اليرموك وانسحاب جميع المسلحين من المخيم واعتباره منطقة خالية من السلاح والمسلحين.
وتم بحث هذا الأمر مع الفصائل الفلسطينية التي وافقت على تلك الخطوات باستثناء حركة حماس التي تتهم السلطات السورية مقاتليها بالوقوف مع مسلحي المعارضة في مخيم اليرموك .
مصادر فلسطينية كشفت لـ«البناء» عن ضلوع أعضاء عاملين في حركة حماس بالقتال الدائر في المخيم وان بعضهم قادة لمجموعات مسلحة ضمن المخيم ولدى السلطات السورية عدد من المعتقلين التابعين لحماس واضاف المصدر ان احد المرافقين الشخصيين لخالد مشعل يترأس مجموعة مسلحة تقاتل ضد الحكومة السورية وهو من عائلة صقور .
واضاف عبد المجيد ان رفض المبادرة سيؤدي إلى تجدد الاشتباكات بشكل أعنف من السابق في المخيم حيث احرزت مجموعات من الفصائل الفلسطينية واللجان الشعبية تقدماً ملحوظاً داخل المخيم في الفترة السابقة وقال ان ثلث المخيم بات في قبضة اللجان الفلسطينية وان ابناء المخيم مصممون على استعادة المخيم بالقوة ان لم يتجاوب المسلحين مع المبادرة.
وتقدمت اللجان الفلسطينية خلال الايام السابقة داخل المخيم بدعم واسناد مدفعي من الجيش السوري من دون وجود عناصر مقاتلة تابعة للجيش السوري داخل المخيم حيث اضافت مصادر فلسطينية اخرى لـ»البناء» ان الحكومة السورية تركت موضوع المخيم للفصائل لتقرر هي الطريقة الانسب لمعالجة الوضع داخله ان كان بطريقة سلمية او من خلال عملية عسكرية .
وكانت مصادر صحافية اشارت الى ان المبادرة الفلسطينية لقيت قبولاً من الجانب السوري وان المباحثات بين الجانبين كانت ناجحة جداً ولقيت متابعة شخصية من الرئيس بشار الاسد .
كما تضمنت المبادرة العمل على إعادة خدمات الكهرباء والماء والاتصالات والبنية التحتية والشؤون البلدية والخدمات التعليمية والصحية وتسوية أوضاع المعتقلين من أبناء المخيمات الذين لم يثبت تورطهم في الأحداث ودعت المبادرة إلى المتابعة والتنسيق المشترك في إطار تنفيذ عناصر هذه المبادرة بما يكفل إزالة العقبات كافة أمام تنفيذها وتوفير كل متطلبات نجاحها .
ومن اجواء المبادرات دعا كل من نبيل العربي الامين العام لجامعة الدول العربية و اكمل الدين احسان اوغلو الامين العام لمنظمة التعاون الاسلامي الأطراف المتقاتلة كافة في سورية الى وقف إطلاق النار وأعمال العنف بكل أشكالها خلال فترة عيد الفطر الذي سيحل اول ايامه الاسبوع المقبل حتى يتمكن الشعب السوري من الاحتفال بهذه المناسبة الدينية الهامة وأداء شعائرها في أمن وسلام بحسب تصريحات الطرفين .
وقال الأمينان في بيان مشترك: «لعل الاستجابة لهذا النداء تمثل فرصة لتهدئة النفوس وإتاحة المجال لتذليل العقبات تمهيداً للسير بخطى سريعة نحو تحقيق الحل المنشود وفرصة لتمكين المنظمات الإنسانية من تقديم المساعدات العاجلة للمناطق المتضررة».
وناشدا جميع الاطراف الاقليمية والدولية «الى تأييد هذا النداء والى حث الحكومة السورية بوصفها الطرف الاقوى على إبداء الحكمة ووقف أعمال القتل والتدمير بحسب وصف البيان ليتسنى معالجة جميع القضايا مهما بلغت حدة تعقدها عن طريق الوسائل السلمية».
وعبر العربي واوغلو عن املهما في «الاستجابة الكاملة من جميع الاطراف المتحاربة هذه المرة لنداء وقف إطلاق النار خلال هذه المناسبة الدينية المباركة».