لمن لم يقرأ التاريخ.. برنار هنري ليفي مناضل صهيوني في ربيعنا العربي

" برنار هنري ليفي " هو الشخص الذي نتحدث عنه قليلا اليوم بشكل موجز وعن أهم نشاطاته . فاليهودي الثري " السفرديم " ذو الأضل الجزائري الذي كافح وناضل لنصرة العديد من الشعوب حول العالم . رفعت بحقه وثيقة بتاريخ 18 سبتمبر 2001 من السكرتير الخاص بالرئيس العراقي الراحل صدام حسين " عبد حميد حمود " وصنفت بـ " سري وشخصي " تفيد الوثيقة هذه بأن سلطات الأمن العراقية رصدت تحركات لليفي ومن خلالها تبين سعيه للقاء مسعود البرزاني القيادي الكردي الشهير ذو النزعة الانفصالية عن الحكومة المركزية في بغداد وتشكيل حكومة مستقلة في إقليم كردستان .إضافة لسعيه لتشكيل تنظيم جهادي عرف باسم " التوحيد والجهاد " ولكن اكتشاف السلطات العراقية لهذا الأمر أدى إلى انسحاب برنار هنري ليفي من الواجهة وقتها ليعود ضمن أحداث اخرى كان من ضمنها احتلال العراق . وهذه المعلومات موجودة لدى صحيفة الشروق الجزائرية .حسب عددها الصادر يوم الجمعة الموافق 22\6\2012
الأن وبعد الشيء البسيط الذي ذكرت سيتم القول او التعليق على ماكتبت بأنني شخص أتكلم دوماً عن فكرة المؤمرات والتدخل الخارجي في شؤوننا من قبل أشخاص كثر . لكن لا بأس ننتقل كرؤوس أقلام حول هذا الشخص عبر تاريخه في مراحل متنوعة من نضاله . في المرة الماضية قلنا أن صيته ذاع بعد تغطيته لمعارك بنغلادش الانفصالية عن باكستان عام 1971 ثم تغطيته لمعارك البوسنة والهرسك وتقسيم يوغسلافيا تحت قيادة الحلف الاميركي عام 1995 انتقل بعدها لتغطية المعارك والاحداث في أفغانستان الملتهبة أساساً بين قوات المعارضة متمثلة بأحمد شاه مسعود . وبين القوات التي انقلبت على السلطة الحاكمة متمثلة بحركة طالبان . التي سنعرف عنها لاحقا . وأيضا لقائته بأمراء الحرب وعلى رأسهم " عبد الرشيد دوستم " . وفي عام 1997 قام بحسب صحيفة لوموند ديبلوماتيك بزيارة إلى الجزائر برفقة فيلسوف يهودي ذو أفكار صهيونية يدعى " أندري غلوكسمان " زارا عبرها العديد من المؤسسات الحكومية والمنشات الهامة اضافة للجيش وقاما باعطاء بعض المحاضرات للعسكريين الجزائريين وكل تلك الزيارات كانت تحت واقع امني مشدد وكانت زيارته تلك تحظى برعاية رسمية جزائرية. والتقوا بالسلطة الحاكمة هناك وكان الهدف وقتها متابعة ما جرى ويجري من مجازر همجية تقوم بها جماعات متطرفة في الجزائر . ونقل الصورة الحقيقية إلى وسائل الاعلام الغربية والاوروبية . والتي بفضلها تم تشويه الاسلام بشكل كبير جدائ لدى الغرب اضافة الى الذي شوهته المجموعات المتطرفة التي هي اساسا صنيعة الغرب .
برنار ليفي الفيلسوف نصير الشعوب والحريات عاد الينا مرة اخرى مع بداية الربيع العربي . فوجدناه في شارع الحبيب بورقيبة في تونس يتظاهر ضد السلطة الحاكمة في تونس وساهم بشكل كبير في إنجاح ثورة الياسمين . لا بأس فلا يمكن لأي شخص عادي أن يتخيل أن لهذا الصحفي أو الفيلسوف غايات أو ابعاد أخرى أو لربما يقول عقلنا البسيط أنه بحكم أصوله في المنطقة اندفع لمساعدة السكان ضد طغيان السلطة ودوره سينتهي هنا . انتهت ثورة تونس واشتعلت الثورة في مصر وفعليا كانت فرنسا خارج سرب الدول الكبرى التي استفادت أو ركبت ظهر الموجة . وجدنا برنار هنري ليفي في ميدان التحرير مع المتظاهرين وبعض المعلومات تقول أنه ومن خلال علاقاته تم تفعيل دور " وائل غنيم " صاحب ثورة الفيسبوك في مصر . وكل ذلك كان بتوجيه وايعاز من الاليزيه . بعدها انتقلنا معه الى الثورة الليبية وهناك وجدناه يلقتي بمصطفى عبد الجليل في بنغازي بتاريخ 5 مارس 2011 اي قبل اسبوعين من قيام الطيران الفرنسي بقصف ليبيا والتدخل لحماية الشعب الليبي من بطش سلطة القذافي . سؤال راودني وهو: بما أن برنار حريص على قيام سلطة الشعب للتخلص من الطغاة فلماذا يضع يده بأيدي افراد من السلطة الحاكمة سابقا ؟ هل لأنهم انشقوا عن السلطة ؟ هل هذا يعفيهم من ضرائب الفساد السابقة ؟ عرض على مصطفى عبد الجليل في هذا اللقاء ثلاثة امور وهي : " فرض منطقة حظر جوي . وقصف المطارات العسكرية الليبية في سرت وطرابلس والتكفل بعدم بقاء القذافي ممثلا للشعب الليبي في المحافل الدولية " هذا الكلام موجود بصحيفة دير شبيغل الألمانية بالعدد الصادر بتاريخ 12\4\2012 بحيادية مطلقة فان لقاءه بقائد المجلس الوطني وعرضه لمثل هذه الامور لا تدل أبدا على أننا نتعامل مع مفكر او فيلسوف بل نتعامل مع عميل للسلطات الفرنسية لتحقيق أكبر المكاسب من خلال ما يسمى بالمفكرين . انتهت الثورة اللليبية بدمار ليبيا وتقسيمها الى ميلشيات متحاربة وجال برنار هنري ليفي بنفسه على ساحات القتال ليطمئن إلى جودة صنيعه . برنار هنري ليفي أقر بدعم الحكومة في اسرائيل للثورات العربية التي فرحت لبوادر ديمقراطية في المنطقة وتجاهلت المبدا الذي يقول أن الشيطان الذي تعرفه أفضل من شيطان جديد . هذا الكلام كان عبر مقابلة تلفزيونية على قناة BFM.TV وكان يدور حول الفيلم الذي صوره عن الثورة الليبية ويؤكد على أهمية لقائه ببنيامين نتنياهو وأيهود باراك واللذان أيدا دعم الثورات العربية .
بالنسبة الى سوريا حاول نقل جهده في خلق حالة من الفوضى والحرب الاهلية الى الساحة السورية لكن ليس بصيغة ظاهرة معلنة كما فعل في باقي الثورات والازمات . وإلى ردوره غير ظاهر كباقي الثورات رغم ظهوره على الحدود السورية التركية .
برنار هنري ليفي اليهودي السفرديم الذي نال مكانة كبرى في أروقة السياسة الفرنسية بناء على دينه اليهودي . والده أندريه ليفي والذي أنشأ في المغرب عام 1946 مجموعة تجارية لبيع وتوزيع الأخشاب باسم شركة " بيكوب " عام 1997 بلغ عدد العاملين في الشركة 2000 موظف وهي بالترتيب الثالث بأقوى الشركات الفرنسية . عام 1995 تولى مركز نائب رئيس مجلس الادارة بعد وفاة والده وفي تحقيق أنجزه الصحفيان نيكولا بو وأوليفييه توسير تبين أن الشركة نهبت الغابات الإفريقية بسواعد محلية لتصدير الخشب إلى الخارج وبيعه بأثمنة خيالية. وفي تقرير أعدته منظمة بريطانية غير حكومية (فوريست مونيتور)، أشير إلى الظروف المأساوية التي عاشها العاملون: غياب الماء الصالح للشرب بالنسبة إلى العاملين، السكن الرديء، وضعية العبيد التي فرضت عليهم. وفي عام 1997، قررت عائلة ليفي بيع شركة «بيكوب» إلى فرانسوا بينو، الذي يتربع اليوم على ثروة تبلغ 9 مليارات من الأورو، وهو أحد الحلفاء الرمزيين لبيرنار-هنري ليفي. ليفي الدارس في أرقى جامعات فرنسا والمتزوج من الممثلة الفرنسية " Arielle Dombasle " والتي أنجبت له ابنتين . ثم انفصل عنها ليتزوج من " Sylvie Bouscasse " لينشر بعدها كتابا اسمه " Bangla-Desh, Nationalism in the Revolution " . والذي يقال أنه رشح نفسه للانتخابات في اسرائيل وأكبر المدافعين عنها في كل المحافل العالمية . أقل ما يقال عنه أنه شيطان العصر الجديد وخليفة " لورنس العرب " و " برنارد لويس " مخطط سايكس بيكو الثانية والذي سنتكلم عنه في المرة المقبلة ...