كواليس اللقاء الأميركي الروسي الذي أسس للتحولات التي تشهدها المنطقة 2/2

كشف تقرير غربي عن سلسلة من الاجتماعات الأميركية الروسية، في كل من باريس وجنيف، بداية أيار الماضي أسست إلى المتغيرات والتحولات التي بدأت في المنطقة مع انتخاب رئيس اصلاحي لايران، واستمرت مع ما يشبه عزل أمير قطر السابق الشيخ حمد بن خليفة، ولم تنته مع تغيير قيادة "الائتلاف الوطني السوري" المعارض، وملاقاته من قبل النظام بتغيير قيادة حزب "البعث"، فضلاً عن الانقلاب المبدانب في المشهد السوري، وما تلاه من محطات يمكن وصفها بأنها لم تأت من فراغ أو بالصدفة.
بعد اجتماع بيرنز بوغدانوف في باريس، التقى وزيرا الخارجية الأميركية جون كيري والروسي سيرغي لافروف في السابع من ايار الماضي، فاستهل الرجلان اللقاء من حيث انتهى الاجتماع السابق بين مساعديهما، وبدأ النقاش حول البند الأول الذي انتهى إلى التسليم بمشاركة الدول المعنية بالأزمة السورية بأي مؤتمر مقبل، وهذا بدوره يحتاج إلى تحضيرات تم الاتفاق بشأنها، على أن تسعى موسكو مع حلفائها أي ايران، و تضغط واشنطن على حلفائها أي دول الخليج وتركيا، وجعل جامعة الدول العربية غطاءاً وتكليف مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا الأخضر الابراهيمي اجراء المزيد من المحادثات لاستنزاف الوقت، وهنا ألمح لافروف إلى ضرورة تعديل موازين القوى لاقناع الدول الخليجية بالجلوس إلى طاولة واحدة مع ايران.
استمهل كيري لاجراء اتصال بقيادة بلاده، ليعود بعدها بطلب سعي موسكو لتغير شكلي في سياسات ايران الخارجية، طالما أن الانتخابات حاصلة في مواعيدها هناك، فوعد لافروف خيراً معتبراً أن "ايران باتت بحاجة ماسة إلى مصالحات مع ذاتها ومع جيرانها ومع المجموعة الغربية وهذا ما نسلم به، وبالتالي فلا ضرر من العمل سوياً على الاتيان بشخصيات معتدلة وغير متورطة بشكل مباشر في الصراع الاقليمي"، حيث تم البحث بكل دولة على حدة بما فيها لبنان، فتم التوافق على اجراء تغييرات في الدول الرئيسية، على أن يعمل الفريقان على المحافظة على الستاتيكو المعمول به في سائر دول الجوار ومن ضمنها لبنان والأردن والكويت، على أن يتم البحث في مستقبل هذه الدول عند الانتهاء من الأزمة الكبرى أي سوريا.
وفي هذا السياق، شدد لافروف على أن روسيا لن تسمح بأي شكل من الاشكال بانكسار الجيش السوري، وذلك ليس من باب التمسك بشخص الرئيس السوري بشار الأسد، انما من باب المحافظة على شكل الحكم في هذه الدولة التي تشكل معبراً حيوياً واستراتيجياً لموسكو والصين، حتى لو أدى ذلك إلى الضغط على تركيا للخروج من منظومة الدول المتشددة تجاه سوريا، وذلك من خلال اعادة احياء الحديث عن دخول تركيا في منظومة الاتحاد الأوروبي كتعويض عن الخسائر اللاحقة بها جراء مشاركتها الغرب في الحرب على سوريا.
غير أن كيري لوح باستمرار الكباش السياسي بين الدولتين في حال لم يتم التوافق ولو في الخطوط العريضة، باعتبار أن واشنطن بدأت البحث في تطبيق وعودها بجعل العام 2014 عام الانسحاب من أفغانستان، وهي بالتالي لم يعد لديها الوقت الكافي كي لا يتكرر مشهد الانسحاب العراقي.
وبعد الاجتماع الذي دام أكثر من ثلاث ساعات تخللها اتصالات بين كل وزير ومرجعياته العليا، وقع الرجلان على محضر الاجتماع في ما يشبه الموافقة على ما تم الاتفاق عليه في المحضر.
وتجدر الملاحظة الى الوقائع الاتية، التي أعقبت الاجتماع المذكور بساعات قليلة، حيث أعلنت ايران عن عطل تقني في محطة أبو شهر وبدء اجتماعات مع الجانب الروسي لمعالجة الموضوع.
- بدأت سوريا بالتحضير الميداني والاعلامي والنفسي لمعركة القصير التي بدأت في 15 ايار وانتهت في 5 حزيران.
- بدأت واشنطن بالترويج للتيار الاصلاحي في ايران.
- سعت واشنطن إلى وقف العمل بمد المعارضة السورية بأسلحة كاسرة للتوازن، والاكتفاء بالمواد الطبية والمعونات التي وصفتها بالضرورية للصمود.
- ظهور تسريبات مجهولة المصدر، وهي اجمعت على ما حصل في قطر، كما رجحت فوز التيار الاصلاحي في ايران، وهذا ما ثبت بفعل الممارسات أنه حقيقة تم تسريبها، وليس مجرد شائعات لا تمت إلى الحقيقة بصلة.
- تسريب خبر محاولة الانقلاب في السعودية، اثناء وجود الملك عبد الله في قصره في المغرب.
- نشوء تيارات داخل العائلة الحاكمة في السعودية، من المتوقع لها أن تزداد تباعداً في ظل اختلافات في وجهات النظر.