رسالة الى الشيخ احمد الجربا

د. معن الجربا

بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه ومن والاه الشيخ احمد الجربا ..

نريدك عظيما مثل أجدادك اكتب هذا المقال بعد ان وصل اخي وصديقي احمد العاصي الجربا الى رئاسة الإتلاف السوري المعارض ، اكتب هذه الحروف في ظروف حرجة للغاية تمر بها المنطقة عموما وسوريا خصوصا ، فسوريا اليوم هي آخر قلعة عربية صامدة في وجة المشروع الامريكي الصهيوني في الشرق الاوسط ، وسوريا هي العامود الفقري للمقاومة العربية الاسلامية في فلسطين ولبنان والعراق ، وسوريا كانت سند التحرير في لبنان وغزة من يد العدو الاسرائيلي ، وسوريا كانت ظهير التحرير في العراق من يد المحتل الامريكي ، باختصار فان انهيار سوريا هو انهيار اخر قلاع العروبة والاسلام وقيام مشروع دولة اسرائيل الكبرى .

الشيخ احمد الجربا ، انت بفضل الله عز وجل من اسرة يحبها كل العرب ، يحبونها لانها أسرة اشاعت مكارم الاخلاق بين الناس في زمن تخلى الكثير عن هذه المبادئ والقيم .. فأنت من اسرة أغارت في يوم من الايام على عدوها القوي شديد البأس ، فوجدته منقسم الى قسمين في حرب اهلية ، وبدل ان تستغل اسرتك هذه الفرصة للانقضاض على عدودها اللدود بعد ان تفرق شمله ، قامت بعمل لم يسبقها اليه احد “فيما اعلم” ، لقد نزلت اسرتك بين الجيشين المتخاصمين من اعدائها ومنعت وقوع الحرب الاهلية بينهم ، ضاربة للعرب صورة من صور مكارم الاخلاق وكأنها صورة من صور اخلاق الانبياء والصالحين .

اليوم سوريا في حرب ضروس وقد تكالب عليها العالم ، ليس لشيء الا لانها في محور مقاوم وممانع لمشروع امريكي صهيوني في منطقتها العربية الاسلامية ، وهي العامود الرئيسي لهذه المقاومة ، وبكسر هذا العامود الاخير سينكسر كل شيء لا سمح الله .. ولن تنطلي علينا مقولة ان الشعب السوري لا يريد النظام الحاكم هناك ، لانه لا يمكن لاي نظام في العالم ان يصمد قرابة الثلاث سنوات امام هجمة مدعومة من اكبر قوة على وجة الارض امريكا واوروبا واسرائيل وبعض الحكام العرب يقفون من ورائهم ظهيرا ، لن يستطيع اي نظام حاكم ان يصمد كل هذا الوقت لولا ان اغلب شعبه يقف خلفه واغلب جيشه يقف معه ، وكلنا يعلم ان الجيش العربي السوري مكون من كل اطياف المجتمع السوري بكافة اديانه ومذاهبه واعراقه بل ان العدد والنسبة الاكبر هي للطائفة السنة التي قد تصل الى ما يزيد عن ٧٠٪ . وللاسف دائما عندما نذكر موقف سوريا المقاوم في مقالاتنا ، يخرج علينا ضعاف العلم والمعرفه ليقولوا بكل سطحية اذن لماذا لم تحرر سوريا الجولان ؟! ، لذا اجد نفسي مضطرا دائما لتكرار اجابتي على هذا السؤال حتى تتضح الصورة للقارئ المنصف والذي يبحث عن الحق والحقيقة ، فالكل يعلم ان الجيش السوري يملك قوة ردع وتوازن رعب حقيقية وكبيرة جدا ، وهي كفيلة بمنع اسرائيل من احتلال او تدمير سوريا عسكريا .. ولكن الجيش السوري وان كان يملك قوة الردع تلك الا انه لا يملك قوة تمكنه من تحرير واستعادة اراضيه الا بمساعدة الدول العربية الاخرى ، وهذا ما لم يحدث حيث تخلى حكام هذه الدول عن المقاومة وتركوا سوريا وحيدة تواجة مصيرها .. فمن المعلوم ان مصر وهي اكبر دولة عربية من حيث القوة العسكرية وعدد السكان لم تستطع الانتصار في حرب ١٩٧٣ واستعادة سيناء الا بمساعدة الجيش السوري وتكاتف عربي شامل . وكما اقول دائما ان الجيش العربي السوري وحده لا يملك القدرة على مواجة اسرائيل وامريكا واوروبا ، لذلك فهو يلجأ لفكرة ذكية جدا الا وهي دعم المقاومات العربية والاسلامية التي تستخدم اسلوب الكر والفر ، وذلك لاستنزاف قوة العدو .. وقد نجحت هذه الخطة في تحرير لبنان وغزة والعراق ، وكما اصبح معروفا ان خطة الاستنزاف تلك جعلت امريكا واسرائيل من اكثر الدول مديونية في العالم ، كما خسرت هيبتها العسكرية وقوة الحسم العسكري التي كانت تمتلكها امام الرأي العام العالمي . ولكن فيما يبدو ان معادلة حرب الاستنزاف ستتغير في هذا العقد , وذلك بعد ان تم بناء وتطوير الجيش العربي السوري بأحدث الاسلحة والمعدات والخبرات العسكرية خلال العقود الماضية مما سيؤهله بخوض حرب تحرير , بعد ان تم استنزاف اسرائيل في لبنان وفلسطين, واستنزاف اميركا في العراق وافغانستان بفضل من الله تعالى ثم بدعم دمشق لتلك المقاومات الشريفة .

في نهاية هذا المقال اتمنى من الله عزوجل ان يكون وجة الشيخ احمد الجربا خيرا على سوريا والسوريين ، وان يكون قائدا للمعارضة وآخذنا بيدها نحو المصالحة الوطنية وحقن دماء السوريين الغالية علينا جميعا ، وان يساهم في حماية السلاح السوري وتوفيره من اجل مشروع المقاومة والممانعة بدل استنزافه في محاربة جماعات تكفيرية ارهابية وصلت اعدادها الى ما يقارب ستون الف مسلح ، جاءت من اقصى الشرق والغرب للقتال في سوريا ، بينما لم نسمع منذ احتلال فلسطين احدا منهم توجة لتحرير القدس !! عجبااا .. والاعجب ان يحاول الاعلام اقناعنا بان ما يجري في سوريا هو ثورة سورية وطنية ، فكيف يرحمكم الله تكون هذ ثورة سورية وطنية وبها ستون الف مقاتل اجنبي ؟؟!! .. اذا كان المتكلم مجنون فليكن المستمع عاقل .

نحن نعلم ان اكثر الاسر والقبائل منقسمة الان بين مؤيد ومعارض لما يحصل في سوريا ، واريد ان اقول اني اكتب هذه الحروف ونصف اسرة ال محمد الجربا وقبيلة شمر تقف مع النظام العربي السوري المقاوم.