واشنطن تسلح تل أبيب للضغط على الرئيس الإيراني الجديد

يعمل الرئيس الأمريكي باراك أوباما في سعيه للضغط على الرئيس الإيراني الجديد الشيخ حسن روحاني على هدفين متناقضين فهو بقبوله تسليم "إسرائيل" أسلحة متطورة جديدة يأمل أن يثني رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عن هواجسه بضرب إيران بإشعاره بالقوة الكافية ودفعه لتحريك ملف التفاوض مع الفلسطينيين، وفي نفس الوقت يسعى للضغط على الرئيس الإيراني الجديد وحكومته من أجل تليين مواقف إيران من قضية الملف النووي والمباحثات مع الستة زائد واحد حول هذا الملف.

ويقول دبلوماسي أوروبي إن "من أجل منع نتنياهو من ضرب المنشآت النووية الإيرانية وإشعال فتيل الحرب في منطقة الشرق الأوسط يقوم أوباما بتقديم السلاح اللازم لـ"إسرائيل" لقصف هذه المنشآت هذه، حسب أوباما"، وأضاف أن ذلك "يمكن أن يقنع القيادة الإيرانية الجديدة بعدم السعي لصناعة القنبلة الذرية الخبيثة، ولا يبقى إلا إقناع أنفسنا بمحاولة إقناع الرئيس الروسي (فلاديمير بوتين) بالضغط على حلفائه الإيرانيين".

"هذا المخطط الأميركي خرج للنور خلال شهر آذار/مارش الماضي أثناء زيارة أوباما إلى القدس"، كما يقول مصدر فرنسي، مضيفاً أن "أوباما ركز على ان نتنياهو حليف له، وهذا ما كان الأخير وطاقمه الحكومي يضعونه في خانة الشك طيلة السنوات الماضية، وقد زار وزير الحرب الإسرائيلي (موشيه يعلون) واشنطن بتاريخ 14 حزيران الماضي، والتقى نظيره الأميركي (شاك هاغيل) من أجل هذا الهدف"، وبحسب المصدر نفسه، فإن "خطة التسليح لا تواجه أية عقبة مالية حيث قررت واشنطن تقديم دعم عسكري لـ"إسرائيل" بقيمة 37 مليار دولار موزعة على خمسة عشر عاما وهذا لا دخل له بالمساعدات العسكرية الأمريكية السنوية لإسرائيل والبالغة 3 مليار دولار".

وبحسب المصدر الفرنسي، فإن "من بين الأسلحة المقرر بيعها لـ"إسرائيل" طائرات أف 35، وهي من أحدث ما توصلت له تقنية الطائرات الحربية الأميركية، ورادارات، وبطاريات صواريخ مضادة للطائرات، وبطاريات صواريخ مضادة للصواريخ، ودبابات ثقيلة، وطائرات تزود بالوقود في الجو من طراز ك.س. 135 ستراتوتانكر" وصواريخ أرض جو وأجهزة مضادة للرادارات وطائرات من طراز ف 22 أوسبري".

وعلى الرغم من هذا الدعم الأميركي الكبير والاستراتيجي احتاج وزير الخارجية الأمريكي جون كيري حوالي العشرين ساعة من المباحثات المستمرة لإقناع نتنياهو بوقف عميلة الاستيطان في الضفة الغربية، ولكن من دون نتيجة تذكر حيث رفض الأخير التراجع في هذا الموضوع بينما تبقى وعود استئناف التفاوض في حدود عملية الدائرة الفارغة ولم تعطي هذه الجولات التفاوضية أية نتيجة سابقاً ومن غير المتوقع أن تعطي أي مردود إيجابي على القضية الفلسطينية.