أخوان سوريا مع القاعدة ضد الأكراد

انضمت الفصائل المسلحة الموالية لجماعة الأخوان المسلمين السورية إلى فصيلي تنظيم القاعدة في سورية «جبهة النصرة» و«الدولة الإسلامية في العراق والشام» في المواجهة المسلحة المحتدمة مع وحدات الحماية الشعبية (الكردية) التابعة لـ«حزب الاتحاد الديمقراطي» (PYD)

ما أثار الرأي العام للمواطنين السوريين الأكراد الذين اعتبروا انحياز بعض تشكيلات «الجيش الحر» للمسلحين العرب والأجانب ضد مكون مهم من مكونات المجتمع السوري خروج عن أهداف «الثورة» التي يدعيها هؤلاء. وشكلت كلمة عبد الجبار العكيدي، متزعم «المجلس العسكري الثوري في حلب» في أحد الاجتماعات العسكرية وهو المحسوب على الإخوان المسلمين وأداتهم الطيعة في تنفيذ أجندتهم الداخلية، صدمة للسوريين الأكراد بإعلانه صراحة أن لا اتفاق مستقبلاً مع قوات الحماية الشعبية بذريعة موالاتهم للجيش العربي السوري «ولو اضطر الأمر لإفنائهم عن بكرة أبيهم»، على حد قوله، على الرغم من أنها أكبر وأهم فصيل يمثل أغلبية المواطنين الأكراد الذين أعلنوا النفير العام ضد «القاعدة» إثر الاشتباكات مع «النصرة» و«الدولة الإسلامية» في أكثر من بلدة ومدينة ذات أغلبية كردية. العكيدي وعلى خلفية تصريحاته الاستفزازية والشوفينية وفي محاولة لرأب الصدع مع السوريين الأكراد، زار سراً بلدتي تل حاصل وتلعرن في ريف حلب الشرقي والتي أسر تنظيما القاعدة في الأخيرة 200 من أبنائها كرهائن رداً على إلحاق هزيمة كبيرة بمقاتليهم في رأس العين وغيرها من القرى والبلدات شمال شرق سورية.

وعلمت «الوطن» أن زيارة العكيدي إلى البلدتين لم تؤت الثمار المرجوة منها في رأب الصدع وتخفيف الاحتقان وجوبهت باستنكار الأهالي الذين رفضوا الاستماع إليه أثناء إلقائه كلمة أشاد فيهابـ «الوحدة والأخوة والعيش المشترك» مع الأكراد بعد 24 ساعة من تصريحاته العدائية ضدهم.

وتشير الأنباء إلى حشد «القاعدة» و«حزب الاتحاد الديمقراطي» لمقاتلين استعداداً لمعركة مرتقبة في ريفي حلب الشرقي والشمالي الذي حاصرت فيه قوات من «النصرة» و«الدولة الإسلامية» مدينتي عفرين وعين العرب اللتين تضمان زهاء مليون سوري كردي، وتجري استعدادات في عين العرب لتخريج مقاتلين متطوعين بالمئات من دورات عسكرية مكثفة يجريها PYD.

وأكد خبير عسكري لـ«الوطن» أن الجناح المسلح لجماعة الأخوان المسلمين السورية والتي أعلنت عن نيتها تشكيله أخيراً «سيعمل في حلب وتحت أمرة (المجلس العسكري الثوري) برئاسة العكيدي، ما يدل على مدى انخراط الجماعة في أعمال القتل والتدمير واتخاذها المجلس واجهة لها لتنفيذ مآربها ومنها الإبادة الجماعية للمواطنين السوريين الأكراد وغيرهم من فسيفساء المجتمع السوري التي نفخر بها».