الرئيس محمد مرسى عبدالناصر
منتديات الدفاع عن الجماهيرية الليبية و سوريا العروبة :: المنتديات السياسية :: منتدى المقالات و التحليلات
صفحة 1 من اصل 1
الرئيس محمد مرسى عبدالناصر
اختلف المحللون السياسيون حول دلالة الفقرة التى وردت على لسان الرئيس محمد مرسى، فى الخطاب الذى ألقاه بمصنع الحديد والصلب يوم الإثنين الماضى، بمناسبة الاحتفال بعيد العمال، وقال فيها: «إحنا بنبنى كلنا على اللى فات مش بنبدأ من جديد، عبدالناصر لما عمل مصنع الحديد والصلب كان عايز مصر تمتلك قلعة صناعية كبيرة، تشع فى كل جنبات مصر مصانع عشان نبنى نهضة صناعية كبيرة»، فذهب بعضهم إلى أن الرئيس قد تحول بعد تسعة أشهر من توليه الحكم إلى ناصرى، وأنه ــ بما قال ــ قد حقق معجزة أن يكون أول إخوانى ناصرى، وقال آخرون إن الخطاب مؤشر على تخلى الرئيس عن إخوانيته، وبداية لأتباعه سياسة مستقلة عن سياسة الجماعة، وإنه على وشك أن يقوم بحركة تصحيح، كالتى قام بها الرئيس الراحل أنور السادات فى 15 مايو 1971، يطيح خلالها بالذين قادوه إلى مقعد الرئاسة، بينما ذهب فريق ثالث إلى أن ما قاله الرئيس هو مجرد ميكافيلية سياسية، أراد منها أن يتمسح فى العواطف الجارفة التى لاتزال أقسام واسعة من الجماهير تكنها لعهد الرئيس عبدالناصر لعلها توقف تدهور شعبيته!
وليست هذه أول مرّة ترد فيها فى خطابات الرئيس مرسى إشارة إيجابية عامة إلى عهد الرئيسين عبدالناصر والسادات، فقد سبق أن أشار فى خطابه أمام قمة عدم الانحياز إلى دور عبدالناصر فى تأسيسها، وشارك فى الاحتفال بنصر أكتوبر 1973 فى العام الماضى بشكل كرنفالى بدا للكثيرين مبالغاً فيه، وسوف يكون عليه أن يشارك فى الاحتفال بالعيد الأربعين لهذا النصر فى أكتوبر من هذا العام، ولايزال يوم 23 يوليو هو العيد القومى لمصر الذى تحتفل به الدولة رسمياً، على الرغم من شكلية الاحتفال به منذ عهد الرئيس السادات.
ولعل السبب فيما أثارته الفقرة التى وردت فى خطاب الرئيس فى عيد العمال من اهتمام يتجاوز أهميتها، يعود إلى أنه يتجاهل عادة فى خطبه وحواراته أى إشارة إلى الانتفاضات الشعبية والثورات الوطنية التى شهدتها مصر فى العصر الحديث من ثورتى القاهرة فى مواجهة الغزو الفرنسى إلى ثورة 1805، التى تولى فيها محمد على حكم مصر بإرادة الشعب، ومن الثورة العرابية إلى نضال مصطفى كامل ومحمد فريد، ومن ثورة 1919 إلى انتفاضتى 1935 و1946 حتى ثورة 23 يوليو 1952، وكانت المرّة الوحيدة التى تذكر فيها الرئيس شيئاً من هذا التاريخ الممتد، هى التى أشار فيها إلى أواخر العشرينيات، وهو التاريخ الذى تأسست فيه جماعة الإخوان المسلمين، كما كانت المرّة الوحيدة التى أراد فيها أن يسجل تاريخاً بعينه، وأن يحفره فى ذاكرة المصريين هى إعلانه فى الخطاب الذى ألقاه بميدان التحرير يوم تلاوته القسم بتولى سلطته الدستورية، أن انتخاب المصريين له يعنى أن ثورة 25 يناير 2011 وجدت القائد الذى كانت تفتقده، وأن الشرعية الثورية وجدت الشخص الذى تتجسد فيه.
ويخطئ الرئيس مرسى ويخطئ أنصاره ودراويشه إذا ما تصوروا أن مصر قد وُلدت عام 1928، الذى تأسست فيه جماعة الإخوان المسلمين، أو يوم 30 يونيو الذى تولى فيه سلطته الدستورية، فأصبح للثورة قائد وللشرعية الثورية ممثل، وإذا ما تجاهلوا أن الجماعة الوطنية المصرية تكونت عبر نضال أجيال بلا عدد، وجماعات بلا حصر، وشهداء لا أول لهم ولا آخر، وأن وجدان المصريين يحتفظ بأسماء هؤلاء جميعاً، ويحيطهم بمشاعر من الحب والإجلال بلا حدود، ويقدر لهم ما قدموه للوطن، وما تحملوه فى سبيل استقلاله وتقدمه واستنارته.. ويغفر لهم ما قد يكونون قد وقعوا فيه من أخطاء.. بحكم الظروف المحلية والدولية التى أحاطت بهم وأحاطت بالوطن.
ويخطئ الرئيس مرسى ويخطئ الإخوان المسلمون وتخطئ كل فصائل تيار الإسلام السياسى، إذا لم يعيدوا النظر فى التصور السائد بينهم حول الوطنية المصرية، الذى يذهب إلى اتهام كل زعماء الحركة الوطنية المصرية والحركة القومية العربية وكل حلفائها وكل رموزها السياسية والفكرية والأدبية من أحمد عرابى إلى سعد زغلول، ومن مصطفى النحاس إلى جمال عبدالناصر، ومن محمد عبده إلى طه حسين، ومن قاسم أمين إلى سلامة موسى، بأنهم جميعاً تربية المحافل الماسونية وعملاء للصليبية العالمية، وصبيان للمبشرين تربوا فى أقبية وزارات خارجية الغرب الاستعمارى، وفى أجهزة مخابراتها، وأن دعوتهم إلى الاستقلال والوطنية والديمقراطية والعلمانية والليبرالية وحرية العقيدة وحرية الرأى وحرية المرأة لم تكن سوى تنفيذ لمخطط صليبى لهدم الخلافة الإسلامية، وتفكيك الوحدة الإسلامية، وتدمير المجتمع الإسلامى!
تلك هى الفكرة المحورية الخاطئة التى تنظر بها تيارات الإسلام السياسى جميعها، ومن بينها جماعة الإخوان المسلمين إلى الحلقات السابقة من تاريخنا الوطنى، وتعزلها عن الوجدان العام للمصريين الذين يعتزون بتاريخهم، حين تتخلى عن المكانة الإقليمية والدولية الرفيعة التى حققتها مصر لدى الشعوب العربية وشعوب العالم الثالث بدعمها نضالها ضد الاستعمار ومساهمتها فى تحريرها من الاحتلال ومن القواعد الأجنبية.
ليس المطلوب من الرئيس مرسى أن يكون ناصرياً، فهو لن يكون إلا ما كان، ولكن المطلوب منه أن يحترم تاريخ شعبه، وأن يقدر الذين صنعوا حلقات هذا التاريخ، وأن يتذكر أن مصر كانت قبله ــ وقبل غيره ــ بآلاف السنين، وستظل بعده وبعد غيره بآلاف السنين، وألا ينسى أن مصنع الحديد والصلب الذى وعد بأن يضيف إليه قد أنشئ فى الستينيات، وما أدراك ما الستينيات يا فخامة الرئيس.
وليست هذه أول مرّة ترد فيها فى خطابات الرئيس مرسى إشارة إيجابية عامة إلى عهد الرئيسين عبدالناصر والسادات، فقد سبق أن أشار فى خطابه أمام قمة عدم الانحياز إلى دور عبدالناصر فى تأسيسها، وشارك فى الاحتفال بنصر أكتوبر 1973 فى العام الماضى بشكل كرنفالى بدا للكثيرين مبالغاً فيه، وسوف يكون عليه أن يشارك فى الاحتفال بالعيد الأربعين لهذا النصر فى أكتوبر من هذا العام، ولايزال يوم 23 يوليو هو العيد القومى لمصر الذى تحتفل به الدولة رسمياً، على الرغم من شكلية الاحتفال به منذ عهد الرئيس السادات.
ولعل السبب فيما أثارته الفقرة التى وردت فى خطاب الرئيس فى عيد العمال من اهتمام يتجاوز أهميتها، يعود إلى أنه يتجاهل عادة فى خطبه وحواراته أى إشارة إلى الانتفاضات الشعبية والثورات الوطنية التى شهدتها مصر فى العصر الحديث من ثورتى القاهرة فى مواجهة الغزو الفرنسى إلى ثورة 1805، التى تولى فيها محمد على حكم مصر بإرادة الشعب، ومن الثورة العرابية إلى نضال مصطفى كامل ومحمد فريد، ومن ثورة 1919 إلى انتفاضتى 1935 و1946 حتى ثورة 23 يوليو 1952، وكانت المرّة الوحيدة التى تذكر فيها الرئيس شيئاً من هذا التاريخ الممتد، هى التى أشار فيها إلى أواخر العشرينيات، وهو التاريخ الذى تأسست فيه جماعة الإخوان المسلمين، كما كانت المرّة الوحيدة التى أراد فيها أن يسجل تاريخاً بعينه، وأن يحفره فى ذاكرة المصريين هى إعلانه فى الخطاب الذى ألقاه بميدان التحرير يوم تلاوته القسم بتولى سلطته الدستورية، أن انتخاب المصريين له يعنى أن ثورة 25 يناير 2011 وجدت القائد الذى كانت تفتقده، وأن الشرعية الثورية وجدت الشخص الذى تتجسد فيه.
ويخطئ الرئيس مرسى ويخطئ أنصاره ودراويشه إذا ما تصوروا أن مصر قد وُلدت عام 1928، الذى تأسست فيه جماعة الإخوان المسلمين، أو يوم 30 يونيو الذى تولى فيه سلطته الدستورية، فأصبح للثورة قائد وللشرعية الثورية ممثل، وإذا ما تجاهلوا أن الجماعة الوطنية المصرية تكونت عبر نضال أجيال بلا عدد، وجماعات بلا حصر، وشهداء لا أول لهم ولا آخر، وأن وجدان المصريين يحتفظ بأسماء هؤلاء جميعاً، ويحيطهم بمشاعر من الحب والإجلال بلا حدود، ويقدر لهم ما قدموه للوطن، وما تحملوه فى سبيل استقلاله وتقدمه واستنارته.. ويغفر لهم ما قد يكونون قد وقعوا فيه من أخطاء.. بحكم الظروف المحلية والدولية التى أحاطت بهم وأحاطت بالوطن.
ويخطئ الرئيس مرسى ويخطئ الإخوان المسلمون وتخطئ كل فصائل تيار الإسلام السياسى، إذا لم يعيدوا النظر فى التصور السائد بينهم حول الوطنية المصرية، الذى يذهب إلى اتهام كل زعماء الحركة الوطنية المصرية والحركة القومية العربية وكل حلفائها وكل رموزها السياسية والفكرية والأدبية من أحمد عرابى إلى سعد زغلول، ومن مصطفى النحاس إلى جمال عبدالناصر، ومن محمد عبده إلى طه حسين، ومن قاسم أمين إلى سلامة موسى، بأنهم جميعاً تربية المحافل الماسونية وعملاء للصليبية العالمية، وصبيان للمبشرين تربوا فى أقبية وزارات خارجية الغرب الاستعمارى، وفى أجهزة مخابراتها، وأن دعوتهم إلى الاستقلال والوطنية والديمقراطية والعلمانية والليبرالية وحرية العقيدة وحرية الرأى وحرية المرأة لم تكن سوى تنفيذ لمخطط صليبى لهدم الخلافة الإسلامية، وتفكيك الوحدة الإسلامية، وتدمير المجتمع الإسلامى!
تلك هى الفكرة المحورية الخاطئة التى تنظر بها تيارات الإسلام السياسى جميعها، ومن بينها جماعة الإخوان المسلمين إلى الحلقات السابقة من تاريخنا الوطنى، وتعزلها عن الوجدان العام للمصريين الذين يعتزون بتاريخهم، حين تتخلى عن المكانة الإقليمية والدولية الرفيعة التى حققتها مصر لدى الشعوب العربية وشعوب العالم الثالث بدعمها نضالها ضد الاستعمار ومساهمتها فى تحريرها من الاحتلال ومن القواعد الأجنبية.
ليس المطلوب من الرئيس مرسى أن يكون ناصرياً، فهو لن يكون إلا ما كان، ولكن المطلوب منه أن يحترم تاريخ شعبه، وأن يقدر الذين صنعوا حلقات هذا التاريخ، وأن يتذكر أن مصر كانت قبله ــ وقبل غيره ــ بآلاف السنين، وستظل بعده وبعد غيره بآلاف السنين، وألا ينسى أن مصنع الحديد والصلب الذى وعد بأن يضيف إليه قد أنشئ فى الستينيات، وما أدراك ما الستينيات يا فخامة الرئيس.
السهم الناري- المراقب العام
-
عدد المساهمات : 26761
نقاط : 63480
تاريخ التسجيل : 04/05/2013
الموقع : الوطن العربي
مواضيع مماثلة
» السيسي خلال زيارته الى المانيا :الرئيس محمد مرسى وصل إلى الحكم بانتخابات شرعية؟؟
» رؤيا لشيوخ العهر...سيدنا الرسول قال فليصلى بينا الرئيس محمد مرسى
» الشرقية وفى مسقط رأس "محمد مرسى" الاهالى يعتذرون للرئيس مبارك
» فضائح مرسى تتوالى خارجيا ..الرئيس يتسبب فى فضيحة جديدة لمصر فى أثيوبيا
» المخابرات الأمريكية تكشف المتهم بقتل السفير الأمريكى بليبيا هو من أنصار محمد مرسى
» رؤيا لشيوخ العهر...سيدنا الرسول قال فليصلى بينا الرئيس محمد مرسى
» الشرقية وفى مسقط رأس "محمد مرسى" الاهالى يعتذرون للرئيس مبارك
» فضائح مرسى تتوالى خارجيا ..الرئيس يتسبب فى فضيحة جديدة لمصر فى أثيوبيا
» المخابرات الأمريكية تكشف المتهم بقتل السفير الأمريكى بليبيا هو من أنصار محمد مرسى
منتديات الدفاع عن الجماهيرية الليبية و سوريا العروبة :: المنتديات السياسية :: منتدى المقالات و التحليلات
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
أمس في 9:34 pm من طرف larbi
» نكبة بلد المشاعر
أمس في 4:41 pm من طرف عبد الله ضراب
» صلاح الدين الايوبي
الخميس نوفمبر 21, 2024 10:36 pm من طرف larbi
» جنائية الدولية تصدر أمري اعتقال ضد نتنياهو وغالانت
الخميس نوفمبر 21, 2024 4:06 pm من طرف larbi
» الى فرسان اليمن
الأربعاء نوفمبر 20, 2024 9:52 pm من طرف larbi
» كلمة مندوب الجزائر في مجلس الأمن بعد الفيتو الأميركي ضد قرار وقف الحرب على غزة
الأربعاء نوفمبر 20, 2024 9:34 pm من طرف larbi
» كلمة الأمين العام لحزب الله اللبناني نعيم قاسم
الأربعاء نوفمبر 20, 2024 9:32 pm من طرف larbi
» مقتل جندي و إصابة 11 جنديا إسرائيليا في معارك جنوب لبنان
الثلاثاء نوفمبر 19, 2024 7:00 pm من طرف larbi
» مقتل جندي إسرائيلي و جرحى من لواء غولاني بمعارك جنوب لبنان
الثلاثاء نوفمبر 19, 2024 6:48 pm من طرف larbi
» بيان المتحدث العسكري باسم الحوثيين العميد يحيى سريع بشأن استهداف سفينة في البحر الأحمر
الثلاثاء نوفمبر 19, 2024 6:37 pm من طرف larbi