معارك المعامل في عدرا حُسمت والجيش بسط سيطرته المطلقة

يمكن اعتبار ما حدث في مدينة "عدرا" خلال الأسبوع الماضي استكمالا لما قام به المسلحون في جنوب العاصمة دمشق، بعد أن هاجموا قرى آمنة في الغوطة الغربية التابعة لجبل "الشيخ"، حيث كان الهجوم في وقت واحد بين الجنوب والشمال، وتسلل المسلحون إلى معملي "السكر والغاز" واستولوا عليهما لفترة قصيرة قبل أن يستعيد الجيش سيطرته المطلقة على المنطقة.

عملية الاستيلاء على معمل "الغاز" كانت أولى العمليات للمسلحين، وجاءت بعد أن قاموا بهجوم وهمي على مخيم "الوافدين"، لتشتيت الجيش العربي السوري الموجود في المنطقة، ليقوموا بعد ذلك بضرب المعمل بعدد من قذائف الهاون، والدخول من المنطقة الجنوبية، ونظرالأهمية المعمل في توريد الغاز لمدينتي دمشق وريفها، فلم يقم الجيش بأي ضرب مدفعي أو طلعات جوية.

مصدر عسكري أكد أنه وقبل حوالي 3 أيام من استيلاء المسلحين على معمل الغاز، كان الجيش قد أحبط 3 هجمات متتالية على "مبنى الإسكان" في المنطقة، وقتل عشرات المهاجمين، ليكون هو الآخر هجوم لتغيير انتباه الجيش عن معمل الغاز الاستراتيجي، ومنه انتقل المسلحون بعد أن بدأ الجيش حملته على معمل الغاز، بدأ المسلحون بالهجوم على معمل السكر وتمكنوا من التسلل إلى القسم الأكبر منه وتمركزوا فيه بعد أن نشروا عدد من القناصة في زوايا المعمل.

تراجع الجيش لمدة ساعات قليلة بحسب المصدر، قبل أن ينفذ العملية العسكرية الضخمة في المنطقة كاملة، منطلقا من معمل الغاز، وصولا إلى مخيم الوافدين الذي قدم إليه مسلحون من جبال "القلمون"، وحاولوا قطع الطريق الدولي، وبالتالي فإن الأعداد الكبيرة التي قدمت، تطلبت تعزيزات كبيرة للجيش لفتح أكثر من جبهة في وقت واحد.

بعد تقدم الجيش الكبير الذي حصل في الساعات الأولى، وتيقن المسلحين من خسارتهم لمعمل الغاز، قام المسلحون بضرب خطوط أساسية فيه وتفجيرها قبل محاولة انسحابهم، مما شكل سحابة سوداء كبيرة فوق شمال "ريف دمشق"، في حين كان الجيش يستعيد السيطرة تقريبا على معمل السكر، وقطع طرق إمداد المسلحين القادمين من "تل كردي" جنوبا وسفوح "القلمون" غربا.

استعيدت السيطرة المطلقة للجيش على المعملين وتم صد أكثر من هجمة على بناء الإسكان بحسب ما أوضح المصدر، وكل ذلك خلال أربعة أيام، خسر فيها الجيش عددا من الشهداء، في حين كانت حصيلة قتلى المسلحين تفوق 200 مسلح، إضافة إلى أكثر من 80 آخرين قتلوا في كمين للجيش.

ويؤكد المصدر أن الحملة كانت ناجحة تماما وسارت كما كان مخطط لها، ولو أن الخسائر المادية كانت كبيرة في معمل الغاز ومعمل السكر، إلا أن المسلحين لم يتمكنوا من صد هجوم الجيش المعاكس على المكان، مؤكدا أن الطريق الدولي بالقرب من عدرا الصناعية ومخيم الوافدين بات آمنا بشكل كلي

الياطر نيوز

الله محيي الجيش