القبائل الليبية والأعتراف بلصوص السلطة

القبائل الليبية والأعتراف بلصوص السلطة .....................
عندما أعود بالذاكرة إلى كل ما قرأته في النيت وصفحات الفيسبوك بالذات أخلص إلى موافقة جميع القبائل على إنفراد بما فيها مشائخ أهالي تاورغاء , وبني وليد , غريان والصيعان والمشاشية …..ووو على الأعتراف بالشرعية لمجلس المائتين , ولم أجد من يطعن بشكل صريح في إدعائه الشرعية ويتصرف بموجبها . كيف يكون هذا المجلس شرعي ولم يشترك في إنتخابه غير ما بالكاد يصل إلى عشرون بالمائة ؟ وحتى هذه النسبة من السكان كانت تحت تأثير الصدمة وأرادت أن تخرج من الوضع القائم مقابل أي ثمن حتى ولو كان الثمن هو شرعية السلطة في الدولة .
إن هذه الشرعية المنهوبة لمجلس المائتين المشترى بالمال لصالح قطر والأوروأمريكيين الذين شنوا الحرب على الدولة الليبية هي شرعية الأساطيل البحرية والجوية ومن يمتلكونها والذين حركوها لقتل رئيس الدولة الليبية وجيشها وفرضوا واقع وهبوه الصفة الشرعية مستغلين حالة الأرباك التي أحدثوها في المجتمع الليبي .
هذه الشرعية المفروضة بنهب مخازن أسلحة القوات المسلحة وأساطيل الغزاة أصبحت القبائل الليبية والمناطق المختلفة تعترف بها لناهبيها وعلى جرعات متوالية . فحتى القلة القليلة التي حاولت الخروج للتعبير عن إمتعاضها من مجلس المائتين وما يُسمى بمجموعة زيدان الأوروأمريكوأطلسية لم تنادي بعدم شرعية المجلس من أساسها وراحت تتحدث عن فشل المجلس والمجموعة المتسلطة بدلاً من الطعن في النصاب الأنتخابي للنسبة من السكان التي شاركت في الأنتخابات المزعومة والتي كانت إحتياج للغزاة أكثر منها للمجتمع الليبي الذي كان من المفترض أن يشارك فيما ليس له من سبيل أن يشارك فيه من إنتخابات مسروقة النتائج المسبقة من حيث عدم إمكانية أربعة ملايين من السكان شُرّدوا في الداخل والخارج , وحرمان العسكريين من الجيش والشرطة وموظفي النظام السابق من التقدم للمشاركة في هذه اللعبة الأرهابية الأستعمارية المفضوحة .
الليبيين مما لاحظته من السهل توجيههم الأعلامي إلى غير ما هو جوهري والتحول بهم إلى شكليّات لا تمت إلى الأهم والأسبق والأساس في الشرعية . جميع صحفهم الرافضة لما حدث في فبراير سنة 2011 , لا تنشر غير هتشيات إخبارية ولا تحتوي على إثارة الأنتباه لما يحاك بإسم الشرعية المنهوبة والطغمة المستبدة في القرار بالدولة في وقتنا الراهن رغم إثبات عدم معرفتها وخبرتها في تسييرمؤسسات الدولة التي سيطر عليها قادة مليشيات مصراتة وأصبحوا يحرّكونها وفقًا لمزاجهم وتطلعاتهم السلطوية .
إن وحدة الشعب الليبي مصابة بالهشاشة في هذا العصر , وزاد منها هذا الجرح العميق الذي أصيب به نتيجة الغزو الأوربي الأمريكي القطري الذي تعرض له البلد بسبب مجموعة ضئيلة أصيبت بعمى إحتياجاتها السلطوية والمادية تماًمًا مثلما كانت عليه الطبقة التي أثرت من الفوضى السرية والعلنية التي كانت سائدة في هرم الدولة قبل شهر فبراير 2011 . فالصراع ليس صراع على قيم لا من زبانية النظام السابق ولا من لصوص السلاح وتجار المخدرات وعملاء القوى الخارجية الأوروأمريكية وحتى إمارة قطر , فالصراع ليس على شيء إسمه حرية أو ديموقراطية , بل صراع على السلطة والثروة والسلاح في ليبيا . صراع أساسه مصالح نفطية غازية ومواد أولية في كامل القارة الأفريقية خاضته الدولة الليبية وكادت أن تنتصر فيه لكن الرغبة في توريث الدولة كانت أقوى من رعايتها , وبذلك أصبحت دولة لعائلة وليست دولة لشعب . دولة لنخبة غير واعية لأسس الدولة وليست دولة لمجتمع بأكمله .
كل ما حدث ويحدث يعود إلى عدم وجود المنهج التربوي الجاد بالنظر إلى عشوائية الحياة المجتمعية في ليبيا . فالأغلبية الساحقة في ليبيا تنجب الأطفال وتعول في تربيتهم وتثقيفهم على المدرسة . هذا التعويل لا تكون فيه التربية إلاّ جزئية إذا ما أخذنا بأن حتى من يقوم على هذا الجزء منها هم نتاجها فيما مضى أبان طفولتهم وصباهم . الدولة في ليبيا لا وجود لها في غير البدلة العسكرية بأنواعها وبدلة الشرطة . لا وجود للدولة لا في البيت ولا في المدرسة ولا في العمل , لذلك لا وجود للدولة في حياة الكائن الليبي أبّان نعومة أظافره وطراوة جلده فينموا ويجتاز مرحلة الصبا بغير وجود للدولة فيه .
الأساس التربوي في المجتمع الليبي أساس تلقيني لا جدال فيه وإملائية غير قابلة للمشاركة بل مقتصرة وقائمة على ملقّن هو المدرّس والمعلم , ومتلقن هو الطالب في مجال المعارف العامة , والأسوء منها في المعارف العقائدية والتي تستند إلى الحفظ في الذاكرة التي يجهد الشيخ نفسه ليحفظ في ذاكرة مريده ما يراه ضروريٌ لتشكيل شخصيته ليصبح بدوره وقور . الحياة الأجتماعية في ليبيا لدى أغلب العائلات لا تشكل فيها المائدة دور مهم مثلما هي عليه في المجتمعات الأوربيّة فجلوس جميع أفراد الأسرة إلى المائدة خاصة في وجبة العشاء مهم وحتى نشرة الأخبار تكون في أوقات المائدة بالنسبة للمجتمع الفرنسي كالساعة الواحدة بعد منتصف النهار , والساعة الثامنة مساءً . والفارق بين مجتمعنا والمجتمع الألماني المعروف بإنضباطيته من بين الشعوب المنضبطة يُسمّي مدرّس المرحلة الأبتدائية ’’ بروفيسّور’’ وليس الأستاذ الجامعي .
الصبي لدينا لا يحسن التعبير عن نفسه لأنه لم يتعلم ذلك في بيته حيث تبدأ حياته المجتمعية . هذا الصبي الليبي ومن واقع المرور بهذه المرحلة لا يلقى وجود للدولة في غير القيافة العسكرية وقيافة الشرطة لذلك ينشأ في مراحله الأولى أمّي فيما يتعلق بالدولة وآدابها المجتمعية المصدر الأساسي للأحساس بالمسؤولية العامة . والصبي لدينا في مجتمعنا هو ذاته هذا الذي أصبح رجلٌ أمّي في شؤون الدولة وهو ذاته الذي لجأ هاربًا من مجتمعه غير العابيء به ووجد إنسجامه مع المجتمعات الأخرى التي تسودها المسؤولية العامة وإصطادته وسائل مخابراتها لتلقنه ما تريده منه لأنها تعرف نفسه أكثر مما يعرف هو عنها . وهذا هو نفس الصبي الذي يلعب به شيخه كما يشاء ويجنده حتى ضد نفسه لأن هذا الشيخ عرف كيف يقضي على صبينا المعني ويخضعه لميوله كما يشاء ويجعله يتعصب للتعاليم المنسوبة للدين والدين منها براء .
هذا الصبي بالأمس والذي لم تكن الدولة موجودة في كيانه , هو الشاب والرجل الذي حركه ا|لأوروأمريكيون ومشائخ شبه جزيرة العرب ليثور من أجل شيء هو فيه ويملكه لكنه تعلم بفعل سطوة غيره عليه وتلقينه بما يريدونه منه , بأن يجهله فيه ويتحول بفعل التأثير المسلط عليه إلى عدوٍ لنفسه ومجتمعه من دون أن يدري . هذا الصبي الذي أصبح شاب ورجل وأمّي فيما يتعلق بما نسميه دولة , هو الذي أتى على ظهور السفن وأجنحة طائرات أساتذة تكوينه السياسي ليستبد ويحكم بإسم الحرية والديموقراطية التي حفّظها له أساتذة التلقين الأوروأمريكي . هذا الصبي خريج الثقافة التي لاوجود للدولة فيها هو ذاته الشاب والرجل الذي هجم على مخازن أسلحة وذخائر جيش دولته المعدومة فيه ونهبها وحارب محتميًا بنار أعداء وطنه القادمين لأحتلاله ومصادرة حريته وسيادته , وقتل أبناء وبنات جيش وطنه لأنه لا يعرف ماذا يعني الوطن وماذا تعني الدولة وماذا تعني كلمة سيادة وطنية .
هذا هو ذاته الصبي هو الذي أصبح شاب ورجل وحمل السلاح بعد نهبه وحارب به إلى جانب غزاة وطنه بأوامر وتعاليم شيخه الذي كان يقرئه ما يريده أن يردده بعد أن يسمع كلمة ’’ تكبير , تكبير ’’ ويعتقد بخرافة الطير الأبابيل لأن شيخه طبعها في ذاكرته من دون أن يكون له رأي في تدبّر فحواها ورمزيتها . وهذا هو نفس صبيُّ مجتمعنا الذي أصبح شاب ورجل وله شنب ولحية كثة تخفي معالم وجهه ليبدو شيخه فيه وهو منعدم الوجود فيه غير ممارسة الغرائز البدنية , وهو ذاته الصبي الذي أصبح شابًا ورجلاً يتلذذ بتعذيب أخوته وأخواته المجتمعيين في السجون إلى أن يموتوا في حضرته لأنه غارق في السادية ومنتقمٌ لفشله في أن يجد مخرجًا ممّا تم تلقينه له لحصاره فيه والقضاء عليه من دون إعدامه ويصبح ميتٌ حي يحمل الموت والدمار . وهذا هو نفسه الصبي الذي أصبح شاب ورجل لا وجود فيه لا للقانون ولا للدولة خاصة بعد أن أباح له مشائخه بأن يغتصب البنات في عمر الرابعة عشر ويمارس الجنس الجهادي , وهذا هو الصبي الذي أصبح شاب ورجل نهب السلاح وقاتل به أهله وإتهم أهالي تاورغاء ليمارس على مرأى العالم أشنع أنواع الميز العنصري اللوني لبني وطنه المشاركين له في الوجود على رقعة من القارة الأفريقية إسمها ليبيا يريد أن يهديها كإمارة كبرى لقطر .
مع أطيب المنى .
النقيب بحار رمضان الجبو ـ فرنسا 15 أغسطس 2013 .

القبائل مغلوبة على امرها وليس لديها سلطة حتى على نفسها

لو تتوحد ستقهر

الخوف الذي يحتلها

ما سجله الاباء من بطولات وتضحيات وشموخ يأتي بعض الابناء والاحفاد للاساء اليه

من يعترف باللصوص فهو لص بينهم فلن تقبل اعذاركم مهما كانت فالحر الشريف لا يساوم ولا يركع