كيف نواجه الإرهاب؟

اياد مهدي عباس

الإرهاب القادم من الخارج ينفذ جرائمه وتفجيراته الوحشية في بلدنا بعد ان وجد الدعم والتمويل كما وجد له حواضن في بعض المناطق التي اقتنعت بشعاراته المزيفة , إلا ان هناك حقيقة يجب ان يدركها الجميع وهي ان الإرهاب لا يؤمن بالعراق كدولة موحدة يعيش فيها الجميع بسلام بل يسعى لتدمير البلد وإثارة الفتنة الطائفية بين مكوناته المتعايشة منذ قرون.

يخطئ كل من يظن ان الإرهاب له دين او مذهب معين وانه يدافع عن مكون ضد آخر كما يدعي لان التجربة خير برهان حيث عانى العراقيون جميعا من ظلم الإرهاب ومفخخاته التي لا تفرق بين شخص وآخر وفق الدين والمذهب او القومية فالجميع مستهدفون, الجوامع والحسينيات ,المدارس والجامعات وكل مؤسسات الدولة .الإرهاب يستهدف رجل الأمن بغض النظر عن انتمائه لان المخططات الإرهابية تريد إشاعة الفوضى وإضعاف العراق.

الحكومة العراقية والقوات الأمنية قامتا برد فعل مقابل لإفشال المخططات الارهابية فكانت عملية (ثأر الشهداء) وعمليات الجزيرة والتي جاءت كعمليات نوعية واستباقية وكرد حازم وقوي من قبل القوات المسلحة العراقية, فالعراق يمتلك كأي دولة في العالم الإمكانات الكفيلة بردع ومحاسبة المتجاوزين على القانون كما يمتلك حق معاقبة العابثين بالأمن والاستقرار والمحرضين على الفتنة ممن يرتكبون الجرائم بحق أبناء الشعب.

ولابد من الإشارة هنا إلى ان المواطن العراقي قد استبشر خيرا بانطلاق هذه العمليات حيث ان القوات الأمنية كانت قد قامت على مدى سنوات التجربة الديمقراطية بالعديد من العمليات الأمنية الناجحة كصولة الفرسان وعمليات فرض القانون وبشائر الخير وعمليات أخرى كان لها الدور الرئيس في استقرار العراق في جميع محافظاته ومن هنا يمكن ان نشعر بتفاؤل كبير لنجاح هذه العمليات الجديدة والمدعومة من طيران الجيش وجهاز مكافحة الإرهاب.

الا إننا هنا نريد ان نشير إلى أمر مهم للغاية وهو ضرورة دعم القوات الأمنية من خلال توحيد الخطاب السياسي ورص الصفوف في مواجهة الإرهاب عبر توحيد الكلمة ومغادرة الأزمات والصراعات السياسية التي أصبحت تؤثر سلبا على المشهد الأمني, إضافة الى دور مهم للإعلام الوطني في دعم الحكومة والقوات الأمنية في مساعيها لحفظ الأمن من خلال إشاعة مفاهيم التعايش والتسامح ونبذ العنف والإرهاب, علاوة على دور مهم للمواطن في دعم القوات الأمنية بالمعلومة الاستخبارية والكشف عن تحركات الإرهاب الذي يستهدف الجميع بدون استثناء .

الحقيقة التي أصبحت واضحة هي ان العراق يتعرض اليوم الى حرب شعواء يقودها الإرهاب التكفيري والبعث الصدامي لإفشال التجربة الديمقراطية وإثارة الفتنة الطائفية ومن هنا أصبحت الحكومة أمام خيار الردع والتعامل بقوة وحزم مع الخارجين عن القانون وربما سنشهد تطورات أمنية قادمة تجعلنا أمام خيارات جديدة من خلال إعلان حالة الطوارئ من اجل حماية سلامة الوطن والسلم الاجتماعي في العراق وإفشال المخططات الخارجية التي تريد النيل من التجربة الديمقراطية العراقية.

ومن هنا يتحتم على الجميع دعم القوات الأمنية في تنفيذ واجبها في حفظ الأمن من خلال الوقوف معها كل من موقعه، فالإعلام الوطني

والمنظمات والمؤسسات المدنية والمواطن في جميع مواقعه المجتمعية مطالبون بالوقوف مع الحكومة والقوات الأمنية وتجاوز حالة الانقسام والتشظي لنكون جميعا تحت مظلة الهوية الوطنية لنتمكن من إفشال المخططات الطائفية التي تريد تدمير العراق وتحويله الى مستنقع للحرب الطائفية.


الصباح العراقية