هل بدأت معركة عاصفة الشمال باستعادة الجيش السوري لمطار مينغ

من طرف السهم الناري الأحد يونيو 23, 2013 2:33 am

أنطوان الحايك
يكشف زوار العاصمة السورية ممن التقوا أركان القيادة العسكرية أنّ الجيش السوري بدأ منذ أيام بالعملية التي كان قد أطلق عليها اسم عاصفة الشمال المخصصة لتحرير أرياف حلب تمهيدا لشد الخناق على المدينة وتطهيرها من الوجود المعارض المسلح، وما فك الحصار عن مطار مينغ العسكري والدخول إليه إلا أول الغيث بحسب هؤلاء، فالتحضيرات التي كان قد بدأها الجيش السوري منذ تطهير القصير وانسحابه منها بعد تسليمها للجان الشعبية التي تشكل الرديف الطبيعي للجيش النظامي شارفت على النهاية خصوصا لجهة الانتهاء من شق طرق عسكرية تصل المواقع الاستراتيجية ببعضها من دون المرور بالمناطق او القرى الخاضعة لسيطرة الجيش الحر او جبهة النصرة وهي معقدة بطول اكثر من 120 كيلومتر وتصل الى حدود محافظة حلب.
ويبدو أنّ التحضيرات لم تقتصر فقط على شق الطرقات العسكرية بل تعدتها الى حدود انشاء شبكات اتصال وتواصل ميداني من شأنها أن تعيد خلط الاوراق في الميدان وتسرع في عملية الحسم التي تحولت الى موضوع استراتيجي بالنسبة للنظام السوري، فإعادة السيطرة على حلب ومحاصرة ريفها تعني بشكل أو بآخر قطع طرق الامداد عبر الاراضي التركية بما يعني أنّ هناك سباقا محموما بين إقفال المعابر مع تركيا من جهة وخطوة الغرب تسليح المعارضة عبر الأراضي التركية من جهة ثانية، وذلك بعد أن تمكن النظام من اقفال الطرق الرئيسية التي تمر عبر شمال لبنان فارياف دمشق وحمص، وبالتالي فإنّ محاصرة الارياف الحلبية يعني بشكل او بآخر القضاء على مكامن الخطر وإرغام المعارضة على الجلوس إلى طاولة الحوار.
ويأتي تصريح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأنّ النظام السوري لا يقاتل شعبه بل التنظيمات الارهابية والاصولية المدعومة من الخارج بمثابة الضوء الاخضر للاستمرار بعمليات الحسم، لاسيما ان هذا الكلام جاء في اعقاب اللقاء الذي جمعه بالرئيس الاميركي باراك اوباما على هامش قمة دول الثماني الذي انعقد منذ ايام في "بلفاست"، وبالتزامن مع اعلان رئيس اللجنة الدولية للتحقيق بشأن سوريا بنهيرو ان اللجنة لا تستطيع تأكيد استخدام اسلحة كيماوية في سوريا بسبب عدم دخولها اليها، وبالتالي سحب ذريعة مهمة من يد حلف شمال الاطلسي والمجتمع الغربي برمته، بحيث يصح القول أنّ الرياح الاقليمية والدولية تجري بحسب ما يشتهي النظام.
ويعود هؤلاء الزوار للحديث عن الوضع الميداني فيكشفون أنّ الجيش السوري بدأ منذ ما بعد معركة القصير اعتماد سياسة القضم التدريجي، وهي السياسة نفسها التي كان الجيش الحر قد اعتمدها لمحاصرة العاصمة دمشق والتمدد بشكل كبير في "الغوطة الشرقية" وهو بالتالي استطاع فرض ايقاعه على مسار المعارك وممارسة حرب استنزاف معكوسة بعيدا عن الضغوط الاعلامية التي كان قد تعرض لها ابان معارك القصير واريافها.
ولا يقتصر التقدم العسكري الذي يحرزه الجيش السوري (والكلام دائما لزوار دمشق) على ارياف دمشق بل يتعداه الى ريف النبك والى بعض المواقع الاستراتيجية في حلب وحماه، وذلك في ظل الصراع الدولي حول مؤتمر جنيف 2 ومن سيحضره او يغيب عنه، وهذا إن دلّ على شيء، فعلى أنّ هناك من يفسح في المجال امام الجيش السوري لتحقيق المزيد من الانتصارات المعنوية التي يمكن تجييرها لموسكو وايران وتوظيفها في لعبة المفاوضات والتسويات التي يسلم بها الجميع بعد استبعاد الحلول العسكرية.