درع العاصمة أحبط نصف الخطّة.. 3000 كوماندوز مدرّب أمريكياً لمؤازرة الضر بة

بدأ العد العكسي مجدداً للعدوان الصهيو- أمريكي على سوريا بمشاركة عربية، وقد عادت للسطح المؤشرات على قرب هذا العدوان، خصوصاً بعد التصويت الذي اجرته لجنة "السياسات الخارجية في الكونغرس الامريكي" والذي وافق على توجيه "ضربة عسكرية إلى النظام في سوريا" وفق قولهم.

الضربة هذه بالحقيقة لم تكن مقرّرة اليوم، بل يُعمل عليها منذ أشهر طويلة.

كانت نقطة الارتكاز فيها مناورات "الأسد المتأهب في الاردن". قبلها بمدة قرّر الأمريكيون ان الحل في سوريا عسكري بحت خصوصاً مع تقدم القوات السورية على الارض ودخول وحدات قتالية من حزب الله اسهمت بتغيير الواقع العسكري على الخارطة السورية.

رأى الأمريكيون يومها أنّ المعارضة المسلحة وحيدة لا يمكن ان تُسقط النظام، وتنفّذ المشروع الغربي، فاقتضى التدخل المباشر حيث اتُخذ القرار بناءً على توصيات إستخباراتيّة أمريكيّة بإعداد نواة تسمّى "الجيش الوطني السوري" المدعوم بشكل مباشر من الولايات المتحدة.

الجيش الوطني السوري يؤازر الضربة..!

تقول مصادر "الحدث نيوز" بأن هذه الفكرة تمّ تقطيرها خلال عدّة إجتماعات عُقدت مع شخصيات عسكريّة رفيعة في المعارضة السوريّة، حيث طرح الامريكيين فكرة ان يتكون جيش جديد في المعارضة تحت إشرافهم يحمل أسم "الجيش الوطني السوري" يتشكّل من الوية "الجيش الحر" والكتائب الاخرى الغير إسلامية، ويكون بدعم كامل من الولايات المتحدة، حيث تكفّلت بتدريبه وتجهيزه، وفور نضوج الفكرة يتم تشكيله وتتحوّل القيادة التابعة للجيش الحر إلى "الجيش الوطني" المزعوم.


ويضيف المصادر بأن هذا الأمر كان مدار بحث طويل وعميق بين قيادات الجيش الحر، فقائد هذه الميليشيا "سليم إدريس" موافق على هذا الطرح، وقد عقد عدّة إجتماعات مع الامريكيين لطبخ هذا التوجه على نار هادئة، وكانت ايضاً هذه الفكرة تلقى إستحساناً لدى الجهات العلمانيّة في الجيش الحر والمعارضة، وقد تم لاحقاً، بحسب المصادر عينها، الاتفاق بين الطرفين على هذا الامر وعيّن، يومها المعارض كامل اللبّوني منسقاً سياسياً بين الأمريكيين وقيادات الجيش الحر ، كما كان من مهامه الترويج لهذه الفكرة داخل الائتلاف الوطني السوري بشكل سرّي"، بحسب هذه المصادر.

بناءً عليه، وخلال مناورات "الأسد المتأهب" في الاردن منذ نحو الثلاثة اشهر، قرّرت الادارة الأمريكية إعداد معسكر مختص بتدريب عناصر للعمليات الخاصة، كي يكونوا نواة هذا الجيش في المستقبل وذلك بعد إنتهاء المناورات بشكل رسمي.

"الكومانذوز المعارض" خلف الأسد المتأهب!

وصلت معلومات إستخباراتية لسورية مصدرها حلفائها تشير إلى ان "الامريكيين اعدّوا معسكرات خاصة لتدريب نحو الـ 3000 مقاتل او أكثر على المهام والعمليات الخاصة وذلك من اجل دخول هؤلاء إلى سوريا في وقت لاحق وتنفيذ عمليات ضد منشأة عسكريّة بارزة، كيميائية وغيرها، وتنفيذ عمليات اخرى ذات أهميّة بالنسبة للامريكي.

الأمريكي هنا، وبحسب المعلومات، أبقى على عدد لا بأس به من الجنود الامريكيين في الاردن مع عتادهم ايضاً وبضع طائرات.

عزا الامريكي السبب إلى "أمور لوجستيّة بصدد القيام بها مع الحكومة الاردنيّة، وان وجوده موافق عليه من الحكومة الاردنيّة ايضاً ومتفق عليه سابقاً"، وبناءً عليه، أصبح هذا الوجود جنوب سوريا شرعياً بالنسبة إلى الأردن، امّا بالنسبة إلى سوريا فيمثل إحتلالاً إستراتيجياً لقلب سوريا وصولاً لدمشق، لأن وجود هذه القوات في الصحراء الاردنية المحاذية لسورية يمثل تهديداً واضحاً للسيادة السورية.

المعلومات التي تنقلها مصادر "الحدث نيوز"، تشير إلى أن الامريكيين وعدوا بتدريب نحو 3000 مقاتل على عمليات "الكوماندوز" وقد طلبوا من القيادات السياسية للمعارضة تزويدهم بهؤلاء العناصر عبر الجيش الحر حصراً، وقد زوّد الأمريكيون هؤلاء بالمواصفات المطلوبة، فما كان منهم إلا وطلبون من القادة الميدانيين لميليشيا "الحر" تزويدهم بهذا العدد وهذه المواصفات حيث تم على تجميع نحو 3000 مقاتل على دفاعات من محاور القتال المتعددة في سوريا، وهم من المقاتلين الجيديين، ومنهم من كان عسكرياً بالجيش السوري وأعلن إنشقاقه بوقت لاحق، وهم جميعهم يتبعون لـ "الجيش السوري الحر".

الهدف..

منذ تلك الفترة بدأ الامريكيون تدريب هؤلاء العناصر. المهمة الموكلة إليهم على ما يتضح اليوم من خلال مجرى سير الاحداث والتسريبات، بأن "الهدف من هؤلاء إدخالهم إلى داخل الاراضي السورية نحو أماكن محدّدة مسبقاً وذلك لتنفيذ عمليات عسكرية خاصة خلال عمليات القصف الامريكي على الاهداف في سوريا.


تقول مصادر "الحدث نيوز" بأن هؤلاء "تم تزويدهم بأجهزة متطورة، وتم تدريبهم على إستخدامها، وهؤلاء سينفذون عمليات بالتوازي مع تحرك مجموعات المعارضة المسلحة الاخرى المنتشرة على الارض للمؤازرة وفتح الجبهات للتضييق على الجيش السوري وتشتيته، حيث ستحاول هذه المجموعات المدرّبة أمريكياً في الأردن الانقضاض على الجيش السوري مستعينه بعمليات القصف الامريكي، وهنا يعتمد الامريكيونعلى عامل المفاجأة للقيام بهذه الخطط، وفق المصادر.

واضافت المصادر هذه بأنها تمتلك معلومات بأن الغرب بالتعاون مع المعارضة المسلحة على الارض، يعمل على إدخال نحو1300 عنصر منهم إلى منطقة ريف دمشق، وستكون مهمة هؤلاء الانقضاض على العاصمة وتنفيذ عمليات حساسة، لكن التدخل السوري العسكري السريع في منطقة ريف دمشق ضمن إطار معركة "درع العاصمة" خصوصاً في الغوطة الشرقية، والذي كان مدروساً سابقاً أحبط هذا المخطط وادى لضربه وضرب خلايا حساسة لضباط أمريكيين في ريف دمشق كانوا متواجدون فيها لإدارة هذه المجموعات فور وصولها، حيث كان الموقع المفترض لهم في المعضمية.

التحرّك السوري هذا الذي نشّط خلاله العمليات العسكرية في الغوطة الشرقية خصوصاً، كان الهدف منه تنفيذ إلتفاف دائري للقوات السورية نحو هذه المنطقة وتطويقها بشكل كامل، والانقضاض على المناطق بداخلها، وتغيير قواعد الاشتباك بحيث تنقل المعركة إلى داخل الأحياء والقرى، وهذا ما أدى لثوران الولايات المتحدة والمعارضة، وعجّلت بالضربة العسكرية التي كانت تُحضّر في الخفاء.

خطّة "الكوماندوز":

بحسب المصادر فإن الولايات المتحدة رسمت خطة لهذه المجموعات التي تم تدريبها في الاردن، حيث تدرب هؤلاء هناك على هذه السيناريوهات، كما وقامت بتدريب مجموعات اخرى في وقت سابق على إستخدام أجهزة إتصال وتشويش متطورة صغيرة تحمل باليد داخل المعركة، حيث ان الهدف يتمحور بحسب المعلومات، على قيام هؤلاء بإختراق ترددات القنوات السورية وبث بيانات تتحدث عن سيطرة ما للمعارضة على بعض المناطق الحساسة، يمهد ذلك لتمهيد دخول العناصر العسكرية المدربة لاحتلال مبنى التلفزيون والاذاعة، تماماً وفق النهج القديم الذي كان مخططّ" له، إلى ان الجديد في الأمر هو الوسائل الحديثة التي زود بها هؤلاء المسلحين.

إذاً الخطة الامريكية للعدوان على سوريا منجزة بالكامل منذ مدة، وتم العمل عليها وتجهيز كافة الامور العسكرية الميدانية، والامور اللوجستية، وبقي، بحسب المصادر، الموافقة السياسية لهذه العملية. هنا، يثبت اكثر واكثر إرتهان الجيش السوري الحر للقوى الغربية والامريكية، وتحالفه معها وإنصياعه لها، وعميله تحت قيادتها بمشروع ضرب سوريا الذي سيكون جزءً مشغّل فيه لا أكثر.