صراع العمالقة على التراب السوري
منتديات الدفاع عن الجماهيرية الليبية و سوريا العروبة :: المنتديات السياسية :: منتدى المقالات و التحليلات
صفحة 1 من اصل 1
صراع العمالقة على التراب السوري
«يمكن معرفة كيف تبدأ الحرب، لكن لا يمكن معرفة متى تنتهي وكيف»، الكلام لمناحيم بيغن، رئيس حكومة «إسرائيل» في بداية الحرب اللبنانية، كانت كنبوءة سرعان ما تحققت، مع أنه شن الحرب إنطلاقاً مما أسماه «إقتناعاً عميقاً بصحة عمله»… «أنتم تعرفون ماذا فعلت وفعلنا لنمنع الحرب والثكل. لكن قدرنا في أرض – إسرائيل، أن لا مفر لنا من القتال بتفان، وإلا فالبديل اوشفيتس. وقرارنا الواضح هو ألا يكون هناك أوشفيتس جديد. وهذه اللحظة هي التي ينبغي اختيارها بدقة، وعلى الأشرار وعلى العالم أن يعرفوا أن للشعب اليهودي الحق في الدفاع عن نفسه كاي شعب آخر». ولمن لا يعلم، أوشفيتش هو إسم أحد المعتقلات النازية الأشهر ايام الحرب العالمية الثانية.
آنذاك، وتحت عنوان «سلامة الجليل» شن الجيش الإسرائيلي عملية، خرج شلومو لورانس، عضو الكنيست، ليعلن للملأ أن المقصود هو «عملية محدودة تستمر ثمانياً وأربعين ساعة»، العملية «المحدودة والمحددة»، تحولت إلى ما أسماه المحللون «الغرق في الرمال اللبنانية المتحركة».. وسنوات طوال، ومئات القتلى والجرحى.
مشهد الأيادي الدامية التي رفعت خلف جون ماكين، والأفواه المكممة، تعيد بالذاكرة إلى الخلف، مع بعض التعديل، كأن التاريخ يعيد نفسه، الرئيس أوباما مقتنع «بصوابية عمله»، لا يريد «أوشفيتس» للشعب السوري، ويريد أن «يدافع عن السوريين»، والمقصود عملية «محدودة ومحددة، وقصف بالصواريخ أو القاذفات الإستراتيجية، دون «النزول إلى الميدان».
إنما المشهد مختلف قليلاً اليوم، لا أحد ينكر، في الإدارة الأميركية، أن الغالبية العظمى من الأميركيين لا تريد الحرب على سوريا، يستذكرون الأربعمائة مليار دولار، كلفة الحربين الأميركتين على أفغانستان والعراق، «لا نريد المزيد من الحروب، نحن صوتنا لأوباما على اعتبار خاص، عنوانه «أميركا أولاً»، هكذا يقولون، «الحرب تبدأ بصاروخ وتنتهي بكارثة»، و«من يستطيع التنبؤ بغداة الضغط على زر الإطلاق».
أحدهم سأل أوباما، ماذا سيكون الموقف إذا تم السير بسيناريو كالآتي : قامت السفن الحربية والطائرات القاذفة الإستراتيجية بقصف مواقع غير مؤلمة للنظام السوري، على طريقة «تربيتة الكتف» من أجل «حفظ ماء الوجه»، بالمقابل، تخلى النظام السوري عن «الاحتفاظ بحق الرد»، واستعماله مباشرة، ضمن آلية الدفاع عن النفس، ومع حلفائه الاستراتيجيين، قام بضرب «حاملة الطائرات السياسية لأميركا» ببعض الصواريخ البالستية، كيف ستتصرف إسرائيل التي تضع يدها على الزناد، خاصة أنها تعيش في ظل حكومة يمينية يسهل عليها ألف مرة إطلاق مليون قذيفة، من الجلوس إلى طاولة مفاوضات، ويرأسها مهووس حروب، لا يزال يعتقد أن الدبابات والطائرات هي التي تحافظ على كيانه، في عقلية خشبية تنتمي إلى العقود الوسطى. بطبيعة الحال، ستعمد للرد بطائراتها، فتتدخل الدفاعات الجوية السورية، وقد يدخل حزب الله المعركة. هل «تنأى» الولايات المتحدة بنفسها عن الدخول في معركة أحد أقطابها إسرائيل؟ بالمقابل، هل ستسكت إيران عن هذا؟ أم أن القواعد العسكرية الأميركية لن تكون بمنأى عن الصواريخ الايرانية، ولا السفن عن «الغواصات الانتحارية»؟ اوليس هذا استجراراً لحرب إقليمية؟ والكلام كله من الداخل الأميركي.
في الخارج، حسابات حقل أوباما لا تتلاقى مع حسابات بيدر بوتين، الموقف الروسي لخصه سيرغي لافروف، في حديثه مع هيثم المناع، سأله مرة «ما هو الحجم السياسي للفيدرالية الروسية في الحدث الليبي؟»، فأجبابه المناع : صفر بالمئة، رد لافروف: «وفي الحدث السوري؟ فأجاب: يمكن ان يصل الى خمسين في المئة». فرد لافروف سائلاً: «هل تعتقد انه يمكن لروسيا المساومة في سوريا التي تعيد رسم الجغرافيا السياسية لعالم متعدد الاقطاب؟» وما قصر فيه الديبلوماسي الحذق، أعلنه صراحة الملاكم الشرس، الرئيس بوتين «أية ذرائع أو سبل أخرى لتبرير استخدام القوة بحق دولة مستقلة ذات سيادة غير مقبولة ولا يمكن تصنيفها إلا كعدوان». و«نحذر الغرب من استخدام القوة من خارج مجلس الأمن، العقوبات على استخدام السلاح الكيماوي تؤخذ من داخل مجلس الأمن، وحتى الآن لا توجد معلومات مؤكدة عن هوية مستخدمي الكيميائي في سورية ولا بد من انتظار نتائج التحقيق، وهناك رأي بأن فيديو الأطفال الذين قتلوا بالسلاح الكيميائي لفقته جماعات لها علاقة بتنظيم القاعدة».
مجدداً من التاريخ، للتاريخ… وقف مناحيم بيغن على منبر الكنيست قائلاً للرئيس الراحل حافظ الأسد: «رئيس سوريا، لقد سرت إلى شفير الهاوية، تراجع، وهذا لن يحط من قدرك، إننا لا نريد امتهانك، إن ذلك سيرفع من قدرك لأنك ستخدم السلام، ولا شرف أعظم من ذلك. ولذلك تراجع عن حافة الهاوية، واسحب الصواريخ، وانزل جنودك من على جبل صنين، وأعد الوضع إلى ما كان عليه، والإنسانية بأسرها ستتنفس الصعداء، وسيكون لديها سبب وجيه للإمتنان لك. هذه دعوتي لك بصدق وبلا مواربة، إنها كلمة عدو إلى عدو. أعد الوضع السابق، وكل شيء سيعود إلى مكانه بسلام».
ربما على الرئيس أوباما أن «يجعل الإنسانية تتنفس الصعداء»، وأن يجعل «لدى الإنسانية سبباً وجيهاً للامتنان له»، إذا تخلى عن مشروع ضرب سوريا، خاصة في غياب الغطاء الأممي للضربة، وتشكل السقف الروسي – الايراني العالي الذي لا يشبهه سقف منذ التاريخ. أيضاً، على الجميع أن يتذكر أن الديبلوماسية السورية تتقن القفز فوق الحبال، وهذه الحبال نفسها التي التفت على عنق بيغن، جعلت أربعمائة ألف إسرائيلي يتظاهرون ضده وضد ارييل شارون، في ساحة الملك سليمان. ولا أعتقد أن على سلم أولويات الإدارة الأوبامية الساعية لإعادة التجربة السياسية السلمية لمارتن لوثر كينغ، مظاهرات شبيهة، فالحرب مدمرة، متى اشتعلت واستعرت، لا يمكن إطفاؤها، ونسبة التسعة بالمئة تأييد لا تكفي لشن حرب على العصابات المنتشرة في الشوارع في المدن الأميركية، فكيف بالحري على دولة كانت تعتبر، ولعقود طويلة، الرقم الأصعب في المعادلة الاقليمية….
السهم الناري- المراقب العام
-
عدد المساهمات : 26761
نقاط : 63480
تاريخ التسجيل : 04/05/2013
الموقع : الوطن العربي
مواضيع مماثلة
» اعلان النفير العام (في كامل التراب السوري )
» المقت: الجيش العربي السوري سينتصر على الإرهاب ويحرر كامل التراب الوطني من رجسه
» صراع المصالح ..الصمود السوري يجبر الأمريكان على تقاسم النفوذ مع الروس
» سترحلون جميعآ وينساكم التاريخ.....وحدهم العمالقة يبقون في الذاكرة
» أيها الليبيون كتحوا التراب على رؤوسكم
» المقت: الجيش العربي السوري سينتصر على الإرهاب ويحرر كامل التراب الوطني من رجسه
» صراع المصالح ..الصمود السوري يجبر الأمريكان على تقاسم النفوذ مع الروس
» سترحلون جميعآ وينساكم التاريخ.....وحدهم العمالقة يبقون في الذاكرة
» أيها الليبيون كتحوا التراب على رؤوسكم
منتديات الدفاع عن الجماهيرية الليبية و سوريا العروبة :: المنتديات السياسية :: منتدى المقالات و التحليلات
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
أمس في 9:34 pm من طرف larbi
» نكبة بلد المشاعر
أمس في 4:41 pm من طرف عبد الله ضراب
» صلاح الدين الايوبي
الخميس نوفمبر 21, 2024 10:36 pm من طرف larbi
» جنائية الدولية تصدر أمري اعتقال ضد نتنياهو وغالانت
الخميس نوفمبر 21, 2024 4:06 pm من طرف larbi
» الى فرسان اليمن
الأربعاء نوفمبر 20, 2024 9:52 pm من طرف larbi
» كلمة مندوب الجزائر في مجلس الأمن بعد الفيتو الأميركي ضد قرار وقف الحرب على غزة
الأربعاء نوفمبر 20, 2024 9:34 pm من طرف larbi
» كلمة الأمين العام لحزب الله اللبناني نعيم قاسم
الأربعاء نوفمبر 20, 2024 9:32 pm من طرف larbi
» مقتل جندي و إصابة 11 جنديا إسرائيليا في معارك جنوب لبنان
الثلاثاء نوفمبر 19, 2024 7:00 pm من طرف larbi
» مقتل جندي إسرائيلي و جرحى من لواء غولاني بمعارك جنوب لبنان
الثلاثاء نوفمبر 19, 2024 6:48 pm من طرف larbi
» بيان المتحدث العسكري باسم الحوثيين العميد يحيى سريع بشأن استهداف سفينة في البحر الأحمر
الثلاثاء نوفمبر 19, 2024 6:37 pm من طرف larbi