طريق إلى الفتنة السنية الشيعية: اغتيال الحريري والمحكمة الدولية- ح1
منتديات الدفاع عن الجماهيرية الليبية و سوريا العروبة :: المنتديات السياسية :: منتدى المقالات و التحليلات
صفحة 1 من اصل 1
طريق إلى الفتنة السنية الشيعية: اغتيال الحريري والمحكمة الدولية- ح1
خضر عواركة
بتاريخ الثاني من أيلول ٢٠٠٤ صدر القرار ١٥٥٩ عن مجلس الامن الدولي بتعاون ما بين ادارة الرئيس الاميركي السابق جورج بوش والرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك وهو القرار الذي طالب بانسحاب الجيش السوري من لبنان وبنزع سلاح حزب الله وبالغاء قرار تمديد فترة رئاسة اميل لحود .
الكاتب الفرنسي فنسان نوزي وفي كتابٍ نشرهُ نهاية شهر اكتوبر ٢٠١٠ تحت عنوان "في سرِّ الرؤساء" تحدث عن صفقةٍ حيكتْ في الخفاءِ بين دوائرِ باريس والبيتِ الابيضِ بُغيةَ إضعافِ سوريا وفصلِها عن جبهةِ المقاومةِ في لبنان.
الكاتب المحترف، دخل كواليس الرئاسة الفرنسية وتصفح أرشيفها، فخرج بمعلومات ترقى لأن تصبح وثيقة رئيسية في مكاتب السياسة اللبنانية، لفهم بعض أسرار الخضات التي عاشتها المنطقة قبيل وخلال وبعد اغتيال رئيس الوزراء رفيق الحريري.
فمع الأشهر الأولى للعام ألفين وأربعة ـ بحسب الكتاب المذكور ـ أبدى الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك توافقه مع وجهات نظر الرئيس جورج بوش حول ضرورة تخليص لبنان من الوصاية السورية، لتتوالى بعدها لقاءات مسؤولي البلدين بغرض تخريج صيغة الاتفاق الرئاسي فولد من تلك المؤامرة الغربية القرار ١٥٥٩ .
إنقسم لبنان بين فريقين في الموقف من القرار الدولي وعلى رأس الرافضين كانت المقاومة ممثلة بحزب الله وأحزاب لبنانية حليفة لسوريا .
أحد مستشاري الرئيس جاك شيراك السيد برنارد أيميه عين سفيرا فوق العادة في بيروت، وبدا أن فرنسا تسعى إلى إستخدام لبنان كساحة لتصفية الحسابات مع سوريا إرضاء لادارة جورج بوش وللتعويض عما خسرته جراء معارضتها الغزو الاميركي للعراق .
دعم الأميركيون والفرنسيون تأطير المعارضين لسوريا في جبهة سياسية واحدة، فنشأ ما عرف بتجمع البريستول الذي ضم قوى مسيحية مناوئة لسوريا إضافة إلى وليد جنبلاط ونوابا من كتلته وأطرافا أخرى تدور في الفلك الاميركي.
كان رفيق الحريري قد حكم البلد بضوء أخضر سوري لمدة خمسة عشر عاما، وعلى الرغم من أنه كان على علاقة عضوية بالسعوديين وكان يحمل جنسيتهم إلا أنه سعى في العلن إلى التحالف والتعاون مع المقاومة وعقد لتحقيق ذلك سلسلة من الاجتماعات السرية مع قائد المقاومة السيد حسن نصرالله إنتهت إلى تفاهم على خطوط عريضة تحفظ لبنان من تداعيات القرار ١٥٥٩.
اغتيل رفيق الحريري في ١٤ شباط ٢٠٠٥ في عملية اظهرت التحقيقات انها انتحارية.
وقد بدا أن هناك ماكينة إعلامية تفوق قدرة أي جهة لبنانية على التنظيم تولت تسويق إتهامات فورية لسوريا ولحلفائها باغتيال الرئيس السابق للحكومة اللبنانية، ما أدى إلى إستقالة حكومة الرئيس عمر كرامي مع أنها كانت تتمتع باغلبية نيابية .
الكتاب الفرنسي السابق الذكر "في سر الرؤساء" ذكر أيضا بان العمل الامريكي الفرنسي إستمر بعد اغتيال الحريري حيث عقد لقاء بين سفيري أميركا وفرنسا في لبنان جيفري فيلتمان وبرنار ايميه، اتفقا خلاله على لازمة أن سوريا هي القاتلة.
وبما أن الاتهام السياسي صدر مبكراً ، فإن آلة تكريس التهمة بدأت سريعاً بالعمل. فشدد شيراك وبوش على ضرورة إطلاق لجنة تحقيق دولية باغتيال الحريري، لأن من شأن ذلك تقوية شوكة معارضي نظام سوريا كما جاء بالكتاب.
وهنا كتب شيراك رسالة أكد فيها وجوب دفع السورييين إلى الحفرة اللبنانية ليسهل اصطيادهم في مقتل كما قال الكاتب، عازفاً على العود الاميركي لناحية اتهام دمشق دون سواها على قاعدة أن كل الفرضيات الاخرى ساقطة، وان المعبر الى خاصرة الرئيس الاسد يكون من لبنان.
ويكشف الكاتب كيف أن فرنسا والولايات المتحدة سعتا لإبعاد حزب الله عن دمشق، وأن السفير الفرنسي زار الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله بهذا الغرض، فتلقى جواباً قاسياً مفاده: لا مساس بسوريا.
في الوقت الذي بدات الاجهزة الامنية والقضائية اللبنانية تحقيقاتها في الجريمة، صدر قرار دولي بايفاد بعثة تقصي حقائق برئاسة بيتر فيزجيرالد الذي اعد تقريرا قال فيه ان الاجهزة الامنية والقضائية اللبنانية غير مؤهلة للقيام بهذه المهمة، وكانت تلك التوصية بمثابة التمهيد العملي لاتخاذ قرار بانشاء لجنة تحقيق دولية واسعة الصلاحيات ترأسها مدعي عام برلين في حينه القاضي ديتليف ميليس.
وفي أيار من العام نفسه إنسحب الجيش السوري من الاراضي اللبنانية كافة ، وتمت السيطرة من قبل الفريق اللبناني الموالي للأميركيين على كافة الاجهزة الامنية والقضائية الحكومية وسط إرتباك المقاومة وحلفائها بسبب حرصهم الشديد على تدارك مخاطر وقوع البلد في أتون حرب أهلية بين السنة والشيعة وهو ما كان يسعى إليه الاميركيون الذين تعاملوا مع الاوضاع بشكل مباشر من خلال سفيرهم في بيروت جيفري فيلتمان.
وكانت بعض القوى اللبنانية المعادية لسوريا قد طلبت تدخلا خارجيا سواء في التحقيقات الدولية او في ادارة الوضع السياسي وتحرك مجلس الامن الدولي واصدر سلسلة من القرارات المتعلقة بعمل التحقيق الدولي وصولا الى انشاء المحكمة الدولية.
السهم الناري- المراقب العام
-
عدد المساهمات : 26761
نقاط : 63480
تاريخ التسجيل : 04/05/2013
الموقع : الوطن العربي
مواضيع مماثلة
» رواية المحكمة الدولية: هكذا تمّ اغتيال الحريري في 14 شباط !!!
» احتجاجاً على اغتيال أحد الخطباء..بغداد تغلق جوامعها السنية لأجل غير مسمى
» سورية تباشر اجراءات مقاضاة الحريري وصقر ومشايخ الفتنة
» اغتيال الحريري والثورة السورية
» اغتيال مستشار الحريري محمد شطح في بيروت
» احتجاجاً على اغتيال أحد الخطباء..بغداد تغلق جوامعها السنية لأجل غير مسمى
» سورية تباشر اجراءات مقاضاة الحريري وصقر ومشايخ الفتنة
» اغتيال الحريري والثورة السورية
» اغتيال مستشار الحريري محمد شطح في بيروت
منتديات الدفاع عن الجماهيرية الليبية و سوريا العروبة :: المنتديات السياسية :: منتدى المقالات و التحليلات
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
أمس في 9:34 pm من طرف larbi
» نكبة بلد المشاعر
أمس في 4:41 pm من طرف عبد الله ضراب
» صلاح الدين الايوبي
الخميس نوفمبر 21, 2024 10:36 pm من طرف larbi
» جنائية الدولية تصدر أمري اعتقال ضد نتنياهو وغالانت
الخميس نوفمبر 21, 2024 4:06 pm من طرف larbi
» الى فرسان اليمن
الأربعاء نوفمبر 20, 2024 9:52 pm من طرف larbi
» كلمة مندوب الجزائر في مجلس الأمن بعد الفيتو الأميركي ضد قرار وقف الحرب على غزة
الأربعاء نوفمبر 20, 2024 9:34 pm من طرف larbi
» كلمة الأمين العام لحزب الله اللبناني نعيم قاسم
الأربعاء نوفمبر 20, 2024 9:32 pm من طرف larbi
» مقتل جندي و إصابة 11 جنديا إسرائيليا في معارك جنوب لبنان
الثلاثاء نوفمبر 19, 2024 7:00 pm من طرف larbi
» مقتل جندي إسرائيلي و جرحى من لواء غولاني بمعارك جنوب لبنان
الثلاثاء نوفمبر 19, 2024 6:48 pm من طرف larbi
» بيان المتحدث العسكري باسم الحوثيين العميد يحيى سريع بشأن استهداف سفينة في البحر الأحمر
الثلاثاء نوفمبر 19, 2024 6:37 pm من طرف larbi