من الحلبة السورية إلى جنيف.. لافروف- كيري والقواسم المشتركة
منتديات الدفاع عن الجماهيرية الليبية و سوريا العروبة :: المنتديات السياسية :: منتدى المقالات و التحليلات
صفحة 1 من اصل 1
من الحلبة السورية إلى جنيف.. لافروف- كيري والقواسم المشتركة
أنطوان الحايك
أعرب دبلوماسي شرقي عن ارتياحه الكامل لانتقال الكباش بين موسكو وواشنطن من الحلبة السورية إلى أروقة الفنادق والأماكن المغلقة في جنيف والأمم المتحدة وسائر المحافل الدبلوماسية والسياسية، في ظل استرخاء ملحوظ، سبق لقاء وزيري الخارجية سيرغي لافروف وجون كيري في جنيف، كرسته المواقف الهادئة الصادرة عن الرئيسين فلاديمير بوتين وباراك أوباما، بما يوحي أن الرجلين توجها إلى جنيف للتوافق، ولو بحده الأدنى، وليس لتصعيد الموقف ودفعه باتجاه العمل العسكري .
ما يعزز الاعتقاد بأن الأزمة الروسية الأميركية تسير باتجاه الحلحلة ومن ثم التسوية، جملة مؤشرات اختصرها الدبلوماسي على الشكل التالي:
أولاً: أن موسكو وواشنطن لم يسعيا يوماً إلى المواجهة الشاملة بل انهما رفعا السقف إلى أعلى الدرجات لتحسين مواقعهما التفاوضية، بعد أن تحولت سوريا إلى منطلق لاعادة انتاج خريطة النفوذ الدولي والاقليمي، في ظل تقاطعات ومستجدات طارئة ليس أولها وصول الأسطول الروسي إلى المياه الدافئة، وعدم رغبة روسيا بالتراجع عن المكاسب المحققة، ولا آخرها القراءة الخاطئة التي أجرتها واشنطن لمواقف الحلفاء ومواقعهم وقدراتهم الأمنية والعسكرية، مروراً بكثرة الأوراق المتبقية في الجعبة السورية الإيرانية المشتركة وأهمها الملف الكردي والواقع التركي الداخلي المتردي وقدرة روسيا على اللعب على تناقضاته وحيثياته، فضلاً عن قدرة ايران على تحريك جزء لا يستهان به من الشارع الخليجي، ناهيك عن المستجدات المصرية التي لا تصب في الخانة الأميركية، خصوصاً في حال ترجمة تهديداتها إلى واقع ميداني وعسكري يؤثر على حركة الملاحة في قناة السويس التي تشكل الشريان الحيوي لحاملات النفط الراغبة في العبور إلى البحر الأحمر.
ثانياً: عدم رغبة واشنطن في اسقاط النظام السوري، بالرغم من ضغوط الحلفاء، على غرار عرب الخليج واسرائيل، في ظل عدم وجود بدائل قابلة للحياة تضمن أمن اسرائيل، ومن خلاله الأمن الاقليمي والنفطي، بل الاكتفاء بتقليم أظافره من خلال تدمير ترسانته الكيمائية لا أكثر ولا أقل، بما يحجم قدرة الردع تجاه أمن اسرائيل، خصوصاً بعد أن نجحت موسكو في اقناع الغرب والرأي العام بأن الحرب في سوريا هي بين التنظيمات الإرهابية والأصولية المتمترسة على حدود القارة الأوروبية من جهة، والجيش السوري الذي لا يريد الخروج عن الشرعية الدولية بحجة مسارعته إلى المبادرة للقبول بتوقيع الاتفاقيات الدولية المتصلة بشأن الأسلحة الكيمائية والبيولوجية، ومن ثم وضع ترسانتها تحت الأشراف الدولي اسوة بسائر الدول.
ثالثاً: عدم رغبة موسكو في تحويل سوريا إلى بطل اقليمي بكل ما للكلمة من معنى، إنما احتضانه وحمايته وضمه تحت لوائها كبلد اقليمي استراتيجي لا يمكنه الاستغناء عن مظلة الحماية الروسية، خصوصاً بعد أن أنهكت الحرب الجيش السوري وحولته من جيش نظامي إلى ما يشبه الميليشيات والكتائب التي تجيد حروب الشوارع وليس حروب الجبهات.
رابعاً: تقاطع المصلحة الروسية الأميركية، في نزع سلاح الدمار الشامل، من سوريا بعد أن تحول إلى عبء عليها، في ظل خشية متنامية من وصول مثل هذا السلاح إلى أيدي جبهة "النصرة" أو تنظيم "القاعدة" التي نجحت في حرب "الكر والفر"، بعد أن زودها حلفاء واشنطن بأسلحة حديثة ومتطورة قادرة على أحداث الفرق ولو لساعات كافية لخروج السلاح الاستراتيجي عن السيطرة.
ويخلص الدبلوماسي إلى الاعراب عن اعتقاده بأن زمن الصفقات اقترب، وبأن مرحلة ما قبل التهديد الأميركي بالضربة العسكرية لسوريا ليست كما بعدها، خصوصاً أن تقاطع المصالح الكبرى هو من يرجح الكفة وليس التهديدات المتبادلة التي لا تساهم سوى في تحسين المواقع التفاوضية.
أعرب دبلوماسي شرقي عن ارتياحه الكامل لانتقال الكباش بين موسكو وواشنطن من الحلبة السورية إلى أروقة الفنادق والأماكن المغلقة في جنيف والأمم المتحدة وسائر المحافل الدبلوماسية والسياسية، في ظل استرخاء ملحوظ، سبق لقاء وزيري الخارجية سيرغي لافروف وجون كيري في جنيف، كرسته المواقف الهادئة الصادرة عن الرئيسين فلاديمير بوتين وباراك أوباما، بما يوحي أن الرجلين توجها إلى جنيف للتوافق، ولو بحده الأدنى، وليس لتصعيد الموقف ودفعه باتجاه العمل العسكري .
ما يعزز الاعتقاد بأن الأزمة الروسية الأميركية تسير باتجاه الحلحلة ومن ثم التسوية، جملة مؤشرات اختصرها الدبلوماسي على الشكل التالي:
أولاً: أن موسكو وواشنطن لم يسعيا يوماً إلى المواجهة الشاملة بل انهما رفعا السقف إلى أعلى الدرجات لتحسين مواقعهما التفاوضية، بعد أن تحولت سوريا إلى منطلق لاعادة انتاج خريطة النفوذ الدولي والاقليمي، في ظل تقاطعات ومستجدات طارئة ليس أولها وصول الأسطول الروسي إلى المياه الدافئة، وعدم رغبة روسيا بالتراجع عن المكاسب المحققة، ولا آخرها القراءة الخاطئة التي أجرتها واشنطن لمواقف الحلفاء ومواقعهم وقدراتهم الأمنية والعسكرية، مروراً بكثرة الأوراق المتبقية في الجعبة السورية الإيرانية المشتركة وأهمها الملف الكردي والواقع التركي الداخلي المتردي وقدرة روسيا على اللعب على تناقضاته وحيثياته، فضلاً عن قدرة ايران على تحريك جزء لا يستهان به من الشارع الخليجي، ناهيك عن المستجدات المصرية التي لا تصب في الخانة الأميركية، خصوصاً في حال ترجمة تهديداتها إلى واقع ميداني وعسكري يؤثر على حركة الملاحة في قناة السويس التي تشكل الشريان الحيوي لحاملات النفط الراغبة في العبور إلى البحر الأحمر.
ثانياً: عدم رغبة واشنطن في اسقاط النظام السوري، بالرغم من ضغوط الحلفاء، على غرار عرب الخليج واسرائيل، في ظل عدم وجود بدائل قابلة للحياة تضمن أمن اسرائيل، ومن خلاله الأمن الاقليمي والنفطي، بل الاكتفاء بتقليم أظافره من خلال تدمير ترسانته الكيمائية لا أكثر ولا أقل، بما يحجم قدرة الردع تجاه أمن اسرائيل، خصوصاً بعد أن نجحت موسكو في اقناع الغرب والرأي العام بأن الحرب في سوريا هي بين التنظيمات الإرهابية والأصولية المتمترسة على حدود القارة الأوروبية من جهة، والجيش السوري الذي لا يريد الخروج عن الشرعية الدولية بحجة مسارعته إلى المبادرة للقبول بتوقيع الاتفاقيات الدولية المتصلة بشأن الأسلحة الكيمائية والبيولوجية، ومن ثم وضع ترسانتها تحت الأشراف الدولي اسوة بسائر الدول.
ثالثاً: عدم رغبة موسكو في تحويل سوريا إلى بطل اقليمي بكل ما للكلمة من معنى، إنما احتضانه وحمايته وضمه تحت لوائها كبلد اقليمي استراتيجي لا يمكنه الاستغناء عن مظلة الحماية الروسية، خصوصاً بعد أن أنهكت الحرب الجيش السوري وحولته من جيش نظامي إلى ما يشبه الميليشيات والكتائب التي تجيد حروب الشوارع وليس حروب الجبهات.
رابعاً: تقاطع المصلحة الروسية الأميركية، في نزع سلاح الدمار الشامل، من سوريا بعد أن تحول إلى عبء عليها، في ظل خشية متنامية من وصول مثل هذا السلاح إلى أيدي جبهة "النصرة" أو تنظيم "القاعدة" التي نجحت في حرب "الكر والفر"، بعد أن زودها حلفاء واشنطن بأسلحة حديثة ومتطورة قادرة على أحداث الفرق ولو لساعات كافية لخروج السلاح الاستراتيجي عن السيطرة.
ويخلص الدبلوماسي إلى الاعراب عن اعتقاده بأن زمن الصفقات اقترب، وبأن مرحلة ما قبل التهديد الأميركي بالضربة العسكرية لسوريا ليست كما بعدها، خصوصاً أن تقاطع المصالح الكبرى هو من يرجح الكفة وليس التهديدات المتبادلة التي لا تساهم سوى في تحسين المواقع التفاوضية.
بيت الصمود- عضو فعال
-
عدد المساهمات : 2494
نقاط : 4934
تاريخ التسجيل : 06/05/2013
مواضيع مماثلة
» لافروف: يجب أن يكون هناك تمثيل لجميع الأطراف السورية في مؤتمر جنيف -2
» هل يمهّد لقاء كيري – لافروف لتشكيل حكومة إنتقالية في سوريا؟
» عقبات أمام إتفاق كيري-لافروف... وارتباط بالإنتخابات الرئاسيّة السوريّة
» خفايا زيارة كيري الى الرياض.. كيري يطلب من السعودية النزول بسرعة عن الشجرة السورية
» «بطاطا» كيري و«فَرو» لافروف وما بينهما
» هل يمهّد لقاء كيري – لافروف لتشكيل حكومة إنتقالية في سوريا؟
» عقبات أمام إتفاق كيري-لافروف... وارتباط بالإنتخابات الرئاسيّة السوريّة
» خفايا زيارة كيري الى الرياض.. كيري يطلب من السعودية النزول بسرعة عن الشجرة السورية
» «بطاطا» كيري و«فَرو» لافروف وما بينهما
منتديات الدفاع عن الجماهيرية الليبية و سوريا العروبة :: المنتديات السياسية :: منتدى المقالات و التحليلات
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
أمس في 9:34 pm من طرف larbi
» نكبة بلد المشاعر
أمس في 4:41 pm من طرف عبد الله ضراب
» صلاح الدين الايوبي
الخميس نوفمبر 21, 2024 10:36 pm من طرف larbi
» جنائية الدولية تصدر أمري اعتقال ضد نتنياهو وغالانت
الخميس نوفمبر 21, 2024 4:06 pm من طرف larbi
» الى فرسان اليمن
الأربعاء نوفمبر 20, 2024 9:52 pm من طرف larbi
» كلمة مندوب الجزائر في مجلس الأمن بعد الفيتو الأميركي ضد قرار وقف الحرب على غزة
الأربعاء نوفمبر 20, 2024 9:34 pm من طرف larbi
» كلمة الأمين العام لحزب الله اللبناني نعيم قاسم
الأربعاء نوفمبر 20, 2024 9:32 pm من طرف larbi
» مقتل جندي و إصابة 11 جنديا إسرائيليا في معارك جنوب لبنان
الثلاثاء نوفمبر 19, 2024 7:00 pm من طرف larbi
» مقتل جندي إسرائيلي و جرحى من لواء غولاني بمعارك جنوب لبنان
الثلاثاء نوفمبر 19, 2024 6:48 pm من طرف larbi
» بيان المتحدث العسكري باسم الحوثيين العميد يحيى سريع بشأن استهداف سفينة في البحر الأحمر
الثلاثاء نوفمبر 19, 2024 6:37 pm من طرف larbi