عندما يتكلم الكبار يخرس الصغار

حسين الديراني

عندما يتكلم الكبار يخرس الصغارمنذ بداية الازمة السورية, او بالاحرى المؤامرة على سوريا, دفعت امريكا بوكلائها الصغار ليكونوا في واجهة المؤامرة, فلم نكن نشاهد سوى الامير القطري والعاهل السعودي واوردغان العثماني وطاقمهم السياسي يحتلون شاشات الفضائيات ويتحفون اسماع العالم بمعزوفات صاخبة تصم الاذان ومنها ” حان وقت رحيل الاسد ” ,” الاسد فقد الشرعية للحكم “, ” على بشار الاسد التنحي عن الحكم “, ووو الى أخر المعزوفات, في الوقت الذي لم يبقى دولة عالمية الا وتركت اوساخها ونفاياتها للذهاب الى سوريا للتخلص منهم, ومن الدولة السورية ونظامها إن استطاعوا, ولا ضيم عند الاصيل طالما لم يخسر دولارا واحدا , ولا مقاتلا واحدا.

ثلاث سنوات من الصمود الاسطوري للجيش العربي السوري في وجه المؤامرة الكونية, وتحطيمها على كافة الجبهات, وهزيمة المشروع الامريكي الذي بدأ يتفتت منذ سقوط مدينة القصير الاستراتجية, جعلت الاصيل يطل برأسه, ويصبح الوكيل ذنب مقطوع يتحرك بصعوبة, وهذا ما عبر عنه الرئيس السوري الدكتور بشار الاسد حين قال ” ثلاث سنوات من الازمة ونحن بانتظار ان تكون المواجهة مع الاصيل وليس الوكيل “, وما رواية الكيميائي الا طبخة هم طبخوها, وهم سياكلوها شهية كانت ام مسمومة وأكيد ليست شهية, “وطابخ السم أكله “.

جيشت امريكا جيوشها على كذبة لم تعد تنطلي على العديد من الدول والشعوب وحتى الشعب الامريكي نفسه, وهدد سوريا بالويل والثبور وعظائم الامور, ونسى سيد البيت الابيض, بأنه لم يعد الاوحد في العالم القادر على تحديد مصير الدول والشعوب, فصعد الى اعلى الشجرة بدفع من اللوبي الصهيوني وعلق هناك, فلا هو قادر على تنفيذ تهديداته التي إن لم يقم بها خسر وفقد هيبته الدولية, ولقد عبر عن ذلك وزير خارجيته جون كيري, لقد هدد ونسي بأن هناك قطب قوي اخر, روسيا وايران ومعهما سوريا والمقاومة, ولو نفذ تهديداته فسوف تشتعل المنطقة باسرها بما فيها الشجرة التي صعد عليها.

فما كان من الروسي بالتنسيق مع الايراني الا باخذ المبادرة لأنزال الرئيس الامريكي من على الشجرة, لحرصهما على ارواح شعوب المنطقة, والتي لا تهم الامريكي لولا وجود ابنائه الصهاينة في اسرائيل, وشعوره بأن نار الحرب ستطالهم اولا واخيرا.

انزال الرئيس الامريكي من على الشجرة كان ثمنه المبادرة الروسية بوضع السلاح الكيميائي السوري تحت اشراف الرقابة الدولية ليتم تدميره لاحقا, وعندما بدأ الكبار يتحدثون فيما بينهم خرس الصغار أمثال قطر والسعودية وتركيا لانهم كانوا وكلاء فاشلين في تنفيذ المخطط المرسوم, حتى حلفاء امريكا الغربيين بريطانيا وفرنسا الذين طبلوا وزمروا مع التهديدات الامريكية نجدهم الان صامتين, ولا يتحدثون الا سمعا وطاعة لما يقبل به سيدهم الامريكي.

بأمكان الرئيس الامريكي إلتباهي امام العالم وحلفائه بانه حقق انجاز عظيم, وأبعد التهديدات عن دولة اسرائيل في حين لم يكن السلاح الكيميائي السوري سوى سلاح يفهم منه توازن مقابل السلاح النووي الاسرائيلي, بينما لا يمكن استخدامه الا أذا وقعت حرب كيميائية نووية كونية شاملة, فالصواريخ التي بحوزة سوريا والمقاومة, والتي لا يمكن التخلي عنها لهي قادرة على تدمير اسرائيل بالسلاح الاسرائيل الكيميائي نفسه , وهذا ما عبر عنه سيد المقاومة السيد حسن نصر الله في كلمة سابقة ” نحن لا نملك ولا نريد امتلاك سلاح كيميائي, لاننا قادرون على ضرب المصانع الاسرائيلية الكيميائية وهذا ما سيخلف دمارا اقوى من السلاح الكيميائي”.

لتنفيذ المبادرة الروسية التي وافق عليها جميع الاطراف, الا المعارضة السورية التي يدعمها عربان الخليج وتركيا والذين يمثلون الصوت الامريكي الخاسر, سوف تحتاج الى وقت ليس بقصير, ومن ضمن الشروط التي سوف تتقرر في هذا الاتفاق هو وقف التهديدات الامريكية لسوريا, ودعم الجماعات المسلحة يأتي ضمن هذه التهديدات, فسوف نشهد في الايام المقبلة انتصارات وتقدم للجيش العربي السوري على كافة الجبهات, وكذلك سوف نشهد معارك طاحنة ودامية بين الجماعات الارهابية المسلحة تحديدا بين ” جبهة النصرة ودولة العراق والشام الاسلامية ” من جهة ” والجيش الحر” من جهة اخرى, على أمل وحلم امريكي بأن تكون نتائج المعركة لصالح ” الجيش الحر ” ليكون حاضرا في مؤتمر جينيف “2 “.

سوف تشهد الساحة السورية تزامنا مع المبادرة الروسية معارك عسكرية ودبلوماسية قوية, لا شك بان المنتصر بها هو صاحب الحق وصاحب الارض , ومن المؤكد سيكون الرئيس الاسد والجيش العربي السوري والشعب السوري الذين صمدوا هذا الصمود الاسطوري هم المنتصرون, ومعهم من ساندهم ودعمهم ومدهم باسباب القوة والصمود والنصر.