بعد فشل السعودية في استدراج اميركا للحرب في سوريا فشل سعودي في استدراج العدو الاسرائيلي إلى تدخل مباشر

محمد نعمة فقيه

شهدت العاصمة الإيطالية لقاءً لم يتمّ الإعلان عنه بين دبلوماسيين سعوديين واسرائيليين وممثلين عن الجماعات المسلحة التابعة لآل سعود في سوريا بمشاركة من ممثلين عن جهاز المخابرات الاسرائيلي “الموساد” وممثلين عن سلمان بن سلطان شقيق بندر بن سلطان ونائب وزير الدفاع والقائد المباشر للجماعات المسلحة في جنوب سوريا.

وذكرت المعلومات أن ممثلي الجماعات المسلّحة التي شاركت في هذا الاجتماع هم ثلاثة من قادة المسلّحين المرتبطين تمويلاً وتوجيهاً بالسعودية وأن أحدهم مسؤول مخابرات هذه الجماعات في جنوبي سوريا ويتولّى تمثيل هذه الجماعات في غرفة العمليات المشتركة في عمّان التي يديرها بندر بن سلطان، كما أنه يتولّى التنسيق بين الرياض والعصابات المتواجدة في المناطق الجنوبية من سوريا.

وتناول المجتمعون تداعيات ما بعد تراجع الحماس الغربي عن الاشتراك المباشر في الحرب الدّائرة على سوريا خاصة وكيفية مواجهة هذه التداعيات ومنع الانهيارات في صفوف هذه الجماعات على ضوء ما تشهده من تململ في صفوف حاملي الجنسية السورية ولجوء أعداد كبيرة منهم إلى الهرب خارج البلاد بعد الخسائر الكبيرة التي تتكبّدها هذه الجماعات في الكمائن والمعارك مع الجيش العربي السوري في جنوب سوريا وفي ريف دمشق على وجه الخصوص.

وذكرت المعلومات التي سرّبتها دوائر ذات صلة بهذا اللقاء، أن الجانبين السعودي والسوري أكّدا للجانب الاسرائيلي ضرورة القيام بعملية نوعية كبيرة لتحقيق انتصار ميداني يعيد الثقة للجماعات المسلحة ويعيد تماسكها، وطالبا الجانب الاسرائيلي بالقيام بشكل غير معلن بتأمين متطلبات الدّعم اللوجستي وعمليات التشويش واعتراض الاتصالات والغطاء الجوّي عبر اعتراض الدفاعات الجو ية الاسرائيلية للطائرات السورية.

وأضافت هذه الدوائر أن الوفد الاسرائيلي أبلغ المشاركين في لقاء روما السري بأن الضربة التي كان يجري الحديث عنها ضد سوريا، قد خرجت من أيدي الدول الاقليمية، وباتت اليوم في الملعب الروسي – الاميركي، وبالتالي فأن التعاطي مع الملف السوري أصبح جزءاً من حقيبة كاملة تضم الكثير من القضايا العالقة في المنطقة.

ولفت الجانب الاسرائيلي إلى أن إسقاط سلاح البحر الروسي للصاروخين البالستيين الاميركيين اللذين أطلقا من قاعدة اميركية في اسبانيا منذ اسبوعين واضطرار اسرائيل للقول بأن اطلاقهما جاء من ضمن مناورات مشتركة مع الأميركيين، وذلك لحفظ ماء وجه الأميركيين وسمعة السلاح الصاروخي الذي تهدّد به، وأن هذا الحادث وضع المفاوض الأميركي بمواجهة صعبة مع المفاوض الروسي الذي يدفع باتجاه تسوية شاملة تضم سلّة كاملة من القضايا العالقة من شمالي أفريقيا إلى القفقاس وآسيا الوسطى، دون استبعاد ملف النفط والغاز في المتوسط.

وقد وضع مراقبون ما لفت الاسرائيليون النظر إليه من تطورات، في إطار فشل سعودي آخر لاستدراج القوى الغربية والصهيونية إلى التدخل المباشر في العدوان على سوريا.