نتنياهو قبل لقاء أوباما في 30 أيلول: 4 خطوات لوقف النووي الإيراني

حلمي موسى

من المقرر أن يلتقي الرئيس الأميركي باراك أوباما مع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو في الـ30 من ايلول الحالي للبحث في الشأن السوري، وخصوصاً «تسوية السلاح الكيميائي»، وأثر ذلك على التعامل الدولي مع المشروع النووي الإيراني. وقد كشفت صحيفة «وول ستريت جورنال» النقاب عما أسمته الدور الإسرائيلي في إقناع الإدارة الأميركية بقبول هذه التسوية على أرضية أن «الروس لا يخدعون». ويتنافى هذا الكشف ليس فقط مع الإنكار الإسرائيلي الرسمي لهذه المعلومة، وإنما كذلك مع الكشف عن اندفاع السفير الإسرائيلي في واشنطن مايكل أورن لحث أعضاء الكونغرس على قبول طلب أوباما بالمصادقة على هجوم عسكري ضد سوريا.
وقد أعلن نتنياهو أمام اجتماع لحكومته صباح أمس أنه بعد حوالي أسبوع ونصف سيلتقي الرئيس الأميركي باراك أوباما. وكان نتنياهو قد التقى وزير الخارجية الأميركية جون كيري قبل أيام للبحث في تفاصيل التسوية الكيميائية، وما ينبغي فعله مع إيران. وأشار نتنياهو إلى أن اللقاء سيتم على هامش دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك للبحث معه في الشأن النووي الإيراني. وشدد على أن السبيل لوقف المشروع الإيراني يستلزم أربع خطوات: «وقف تخصيب اليورانيوم، وإخراج كل اليورانيوم المخصب، وإقفال منشأة قم ووقف المسار البلوتوني».
واعتبر نتنياهو أنه «فقط عبر الجمع بين هذه الخطوات الأربع يمكن تعظيم الضغط على إيران وعدم التخفيف منه، وبالتأكيد ليس التسهيل عليها».
وفي إشارة إلى «تسوية الكيميائي» مع سوريا، قال نتنياهو «أنني أؤمن أن أحداث الأسابيع الأخيرة عززت المسلمات التي نعمل وفقها. فالدولة العاقة التي تطور أو تمتلك أسلحة للدمار الشامل يمكن بالقطع أن تستخدمها. وفقط التهديد العسكري الموثوق يمكن أن يسمح بتدابير ديبلوماسية أو خطوات أخرى تقود إلى وقف التسلح». وشدد على أن «إسرائيل ملزمة بمواصلة تحصين قوتها كي تكون دائماً قادرة ومستعدة للدفاع عن نفسها بقواها الذاتية، أمام كل تهديد. وأكرر أمامكم ما هو معروف لديكم: إن لم أكن لنفسي، فمن يقف لجانبي. وأنا أقول ذلك بلسان جمعي لشعبنا».
وفي إشارة إلى الارتباك وربما التخبط الإسرائيلي في التعامل مع تسوية الكيميائي، نشرت «وول ستريت جورنال» الأميركية أن رئيس الحكومة الإسرائيلية ناشد الإدارة الأميركية في اجتماعه الأسبوع الماضي مع جون كيري عدم توجيه ضربة عسكرية لسوريا. وبحسب الصحيفة، فإن نتنياهو شجع الأميركيين على قبول الصفقة الروسية في الاتصالات التي جرت خلف الكواليس قبيل إبرامها، وهو ما قاد إلى إبطال الضربة العسكرية لسوريا. وذكرت الصحيفة أن نتنياهو أبلغ كيري يوم الأربعاء الماضي أن «روسيا لا تخادع وأن الصفقة ممكنة» في اليوم ذاته الذي أعلن فيه أن «الرسالة التي ستتلقاها سوريا ستستوعب جيداً في إيران».
ولكن «معاريف» – ربما في رد ضمني على الخبر - نشرت أن السفير الإسرائيلي في واشنطن مايكل أورن أجرى محادثات ماراثونية في الكابيتول لإقناع أعضاء الكونغرس من الشيوخ والنواب بتأييد شن ضربة عسكرية على سوريا.
ولكن الصحيفة استدركت، وأشارت إلى أن نشاط أورن تم قبل عرض روسيا مبادرتها لتجريد سوريا من سلاحها الكيميائي. وأنه شرح لأعضاء الكونغرس خشية اسرائيل من سيناريو تدهور اقليمي في اعقاب هجوم على سوريا وسيطرة محافل «الجهاد العالمي» على الدولة، وشدد في المقابل على أن عملية أميركية موضعية ستنقل رسالة مهمة إلى ايران بالنسبة لمشروعها النووي، بل وتردع «حزب الله» من محاولة السيطرة على مخزونات السلاح الكيميائي السوري. ونشر اورن على صفحته على موقع «فايسبوك» تأييده لهجوم أميركي، كتب فيه أن «اسرائيل تتفق مع الرئيس اوباما على ان نظام الأسد يجب أن يتحمل المسؤولية عن استخدام السلاح الكيميائي».
وقد حلل خبراء إسرائيليون نبأ «وول ستريت جورنال» بشأن مناشدة إسرائيل للإدارة الأميركية عدم مهاجمة سوريا، بمحاولة إدارة أوباما، تجنيد شرعية للسياسة التي تبنتها في أعقاب الانتقادات الحادة لسياستها تجاه سوريا. وقد أنكر ديوان رئاسة الحكومة الإسرائيلية بشكل تام نبأ «وول ستريت جورنال»، وأوحى للمراسلين أن هذا تسريب أميركي يراد منه الإيحاء بمشاركة نتنياهو في قرار الامتناع عن عملية عسكرية وتأييد الصفقة الروسية. ويرى معلقون إسرائيليون أن نتنياهو لم يستسغ الخبر، لأنه يضر بخطه المتشدد تجاه المشروع النووي الإيراني.
وفي كل حال فإن الصحف الإسرائيلية تتحدث عن تنسيق بلغ ذروته مع الولايات المتحدة في الأسابيع الأخيرة. وذكرت صحيفة «هآرتس» أنه جرت مكالمات هاتفية ماراثونية على أعلى المستويات، حيث كان وزير الخارجية جون كيري يتحادث بشكل شبه يومي مع نتنياهو، كما كان يفعل ذلك وزير الدفاع تشاك هايغل مع نظيره الإسرائيلي الجنرال موشي يعلون. بل أن الرئيس أوباما أطلع شخصياً نتنياهو على قراره تأجيل تنفيذ الضربة العسكرية وطلب مصادقة الكونغرس عليها.
ونظراً للتنسيق، فإن نتنياهو ويعلون والوزراء المقربين منهما حرصوا على عدم مهاجمة السياسة الأميركية تجاه سوريا وتجنبوا توجيه انتقادات مستترة لها. ومنذ الإعلان عن اتفاق كيري ولافروف حول «تسوية الكيميائي»، بدأ مسؤولون إسرائيليون في الإعراب عن رضاهم علناً. وبلغ بأحد المعلقين حد القول كيف لا ترضى إسرائيل وقد ربحت اليانصيب من دون أن تكلف نفسها حتى عناء شراء بطاقة.


السفير