الجيش السوري يحاصر المسلحين ويقطع شريان تواصلهم مع اسرائيل ولبنان

معركة قطع الامدادات عن المسلحين في جبل الشيخ متواصلة



حسين مرتضى

يُعرف بجبل الشيخ، كونه يحتفظ بالثلج الأبيض على قممه معظم أيام السنة، إلا أن قلّة تعرف أن هذا الجبل ـ المعروف أيضاً باسم جبل حرمون ـ يشكل الجزء الجنوبي لمثلث الحدود اللبنانية السورية الفلسطينية، وتتربع عليه بضع قمم أعلاها في الشمال 2814 متراً حيث يقع قصر شبيب الأثري داخل الموقع الدولي التابع لقوات “الأندوف” المكلفة مراقبة وقف النار بين الجيش العربي السوري المتمركز شمالاً وقوات الاحتلال جنوباً بخط فصل يبلغ طوله نحو 20 كيلومتراً.

تقع بلدات كثيرة على هذه السلسلة الجبلية، من ضمنها بلدة بيت جن وامتدادها نحو سعسع ونحو بلدة جباثا الخشب وحضر في قطاع القنيطرة من جبل الشيخ. لهذه البلدات موقع استراتيجي في غاية الأهمية، فهي تقع بين تلال جبل الشيخ المطلّ على منطقة شبعا اللبنانية، والمناطق المحتلة من الجولان السوري، وعمقها الاستراتيجي الذي يصل بين العديد من الطرقات التي تؤمّن الدعم اللوجستي للغوطتين، مروراً بمساحات جغرافية شاسعة. وبعد سيطرة المسلحين على بلدة بيت جن، أصبحت بمثابة منطقة عازلة، تستقبل الإمدادات القادمة من الطرف اللبناني واحياناً من طرف الكيان الاسرائيلي، لنقلها عبر طرقات مختلفة إلى الغوطة. ومن بيت جن تتفرع الطرق، فإلى الشرق منها تقع بلدة زاكية الاستراتيجية والقريبة من الكسوة، ومن زاكية تتفرع الطرق إلى الغوطتين الغربية والشرقية. وتصل أيضاً من خلال تلك البلدة المحاذية للكسوة إلى منطقة درعا وحتى الأردن.

في تلك المنطقة يتحرك المسلحون ليلاً كالاشباح، بحسب مصدر عسكري، كونهم يحفظون الطرقات الوعرة التي تصطك بحوافر البغال والتي تعتبر وسيلة النقل الافضل بسبب وعورة الصخر، والتي تشكل واحداً من أطول وأصعب طرقات التهريب في سوريا.

هذا الطريق يمدّ المناطق المحاصرة بالسلاح والمعدات الطبية، بالإضافة الى كونه أحد أهم المعابر لنقل الجرحى نحو منطقة شبعا واحياناً التفافاً عبر مرصد “شلاحيم” الاسرائيلي، وهو أيضاً طريق لاخراج عوائل المسلحين نحو الطرف اللبناني!.

وقد استطاع الجيش السوري كسر العمود الفقري لذلك الطريق من خلال معادلة خسارة أهم شرايين الغوطة الشرقية والغربية، وهي بيت جن وحضر بالاضافة إلى بلدتي بيت سامر وبيت ريما اللتين يوجد مسلحون في محيطهما، ومنعهم من الوصول الى ذلك المثلث، وجعلهم محاصرين في مثلث آخر، وهو مثلث بيت جن بيت سامر وبيت ريما، وصولاً إلى سعسع، واستهداف المنطقة الممتدة ما بين جباتا الخشب وبيت جن وعرنة وقلعة جندل وحينة.

الجيش السوري يحاصر المسلحين ويقطع شريان تواصلهم مع ’اسرائيل’ ولبنان:

العمليات العسكرية التي يشنها الجيش السوري على طول هذه المنطقة، تتسم بالصعوبة كونها تدور في مناطق جغرافية صعبة، لا يمكن فيها استخدام سلاح المدرعات او الاعتماد على الطيران، نظراً لطبيعة الصخور التي يمكن أن تكون مخابئ محصنة للمسلحين، لذلك اعتمد على القوات الخاصة التي استطاعت من خلال قدراتها العالية محاصرة المسلحين ودفعهم خلف الحدود وقطع شريان التواصل بينهم وبين الكيان الاسرائيلي ولبنان في عدة مناطق حيث تظهر طبيعة واسلوب تحرك المسلحين مدى التعاون المستمر مع جنود الاحتلال الاسرائيلي الذين يمدونهم بالعتاد والتجهيزات وينقلون جرحاهم الى داخل الاراضي المحتلة وهذا ما اقر به اعلام العدو الذي تحدث عن تلقي عدد من المسلحين العلاج في مستشفيات كيان الاحتلال!

مصدر عسكري اكد أن المناطق التي شهدت اشتباكات مباشرة كانت في المزارع المحيطة ببلدات بيت جن وحضر وجباتا الخشب وسعسع، بينما شكلت الوحدات المقاتلة جدار نار حول الحدود المتاخمة للحدود السورية اللبنانية ومع الجولان المحتل.